سؤال وجواب

حول كتاب حياة الصحابة


سير الصحابة

قال -تعالى-: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ}،[١] صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هم خير قدوة في أمور الدين والدنيا، فهم من خير البشر بعد الأنبياء والرسل -عليهم السلام-، وقد ألّف العلماء الكثير من الكتب في سير الصحابة، وقد ذُكرت في هذه الكتب الكثير من الأخبار والمواقف التي حصلت في عصرهم، ولا بدّ من التنويه أنه ليس كل ما في هذه الكتب صحيح وموثوق إذ أن التراجم والسيَر مما يُتساهل في روايته عادةً، ومن أشهر ما أُلف في هذا المجال كتاب لابن عبد البر، وهذا المقال سيكون حول كتاب حياة الصحابة.[٢]

حول كتاب حياة الصحابة

بعد الاطلاع على ما يحتويه كتاب حياة الصحابة، ومعرفة مؤلفه الشيخ محمد يوسف الكاندهلوي، فقد قدّم له الشيخان أبو الحسن الندوي وعبد الفتاح أبو غدة، اعتمد فيه الشيخ طريقة المحدثين، فهو من الكتب الجامعة في تراجم الصحابة وتصوير حياتهم، هدف الشيخ من تأليف الكتاب تعريف الناس بحياة الصحابة وجذبهم لاتباع هذا النهج الرشيد والاقتداء بتلك الشخصيات الفذة، حوى الكتاب على الكثير من القصص المكذوبة والتي لا أصل لها، حيث اتبع الشيخ في تأليفه منهج السرد ولم يمّحص في كون الأثر المروي صحيحًا أم ضعيفًا، وهذه عادة الكثير ممن ألف وكتب في السيَر، حيث تعتبر الملاحم والسير والتفاسير من الأمور التي لا يهتم العلماء بأسانيدها إذا لم تحتوِ على حكم شرعي أو قصة ذات شأن، ولا بد من العودة إلى كتب الصحاح والكتب التي تروي الأسانيد لمعرفة صحيح الآثار من سقيمها.[٣]، ويعتبر هذا سبب الجدل والنقد الدائر حول كتاب حياة الصحابة، وممن انتقد هذا الكتاب الشيخ ناصر الدين الألباني -رحمه الله- وغيره من العلماء[٤]

نبذة عن مؤلف كتاب حياة الصحابة

تحدثت الفقرة السابقة حول كتاب حياة الصحابة، وعن هذه الفقرة عن مؤلف هذا الكتاب، ولد الشيخ محمد يوسف بن محمد إلياس بن محمد إسماعيل الكاندهلوي، في الهند وسماه والده محمد يوسف، وهو ينحدر من أسرة عريقة ولها باع طويل في طلب العلم والتأليف ونشر الدعوة، تربى الشيخ على أيدي كبار علماء الهند وترعرع في كنف النساء الفاضلات، حفظ القرآن الكريم على يد والده محمد إلياس وأخذ عنه علم الحديث ودرس الكتب الستة وغيرها، عهد إليه والده بأمر الدعوة بعد استشارة كبار العلماء وطلب نصحهم، فكان -رحمه الله- أهلًا لهذا الفضل والتكليف، اهتم الشيخ بشؤون الدعوة إلى جانب اهتمامه بالتأليف والكتابة، سافر إلى الكثير من الدول لنشر دعوة الإسلام وتبليغها للناس ومن هذه الدول باكستان وغيرها، كان الشيخ يُجل العرب ويحترمهم لأن فيهم مهد الرسالة المحمدية وقد زار الحجاز واعتمر مرتين بالإضافة إلى الحج، توفي الشيخ عام 1384 هجري -رحمه الله تعالى-.[٥]

المراجع[+]

  1. سورة الفتح، آية: 29.
  2. "كتب تتحدث عن سير الصحابة رضي الله عنهم"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 27-06-2019. بتصرّف.
  3. "كتاب: "حياة الصحابة" للشيخ محمد يوسف الكاندهلوي في الميزان"، www.fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-06-2019. بتصرّف.
  4. "كتاب حياة الصحابة"، www.ahlalhdeeth.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-06-2019. بتصرّف.
  5. "محمد يوسف الكاندهلوي"، www.shamela.ws، اطّلع عليه بتاريخ 27-06-2019. بتصرّف.