兀賴賲 賰鬲亘 毓賳 丕賱鬲丕乇賷禺
محتويات
مكانة التاريخ في الحضارة الإسلامية
يعدّ التاريخ في الحضارة الإسلاميّة كنزًا ثمينًا للأمّة يحفظ مدّخراتِها في الثقافة والعلم، ويمدّها بالحكمة في كلّ زمان ومكان عند تقلُّب الأحداث، ويساعدها في حل مشكلاتها المعقّدة والمانعة لنهوضها أو إصلاحها، ويكون مدخلا مأمونًا للقوانين والسّنن التي تُعين على حلّ مشكلات الأمة، كما أنَّه مصدر جميع العلوم الاجتماعيَّة؛ وبه تُقاس، وتقاس فاعلية المبادئ والقيم والفلسفة، لذلك استحقّ أنْ يكون علمًا يسمى بعلم التاريخ، وأن توضع فيه الكثير من التصانيف لدراسته ودراسة رجاله، وستتناول هذه المقالة أهم كتب عن التاريخ.[١]
أهم كتب عن التاريخ
لمّا كان التاريخُ مصدرًا للعِبرة في كلّ زمان ومكان، قام العديدُ من المؤلفين والمصنفين وعلماء التاريخ، قديما وحتى الوقت الحالي، بتأليف كتب عن التاريخ تنوّعت بين الدراسات التاريخيّة، وتاريخ الحضارات والمُدُن، وكتب الدراسات الجغرافيّة والخرائط، وكتب الآثار، وغيرها كثير، وتاليًا عرض لمجموعة من أهم كتب عن التاريخ العربي والإسلامي قديمًا وحديثًا، التي كان لها عبر التاريخ أثر في بناء مستقبل الأمة، والتأثير في حاضرها وواقعها وذاكرتها.
تاريخ بغداد
ويُذكر من أهم كتب عن التاريخ كتاب "تاريخ بغداد: مدينة السلام" لمؤلفه الخطيب البغدادي. وهو من كتب التراجم التاريخية، ألّفه أصلاً لخدمة علم الحديث، وذكر رجال الحديث الذين بلغ ذكرهم في الكتاب ما يزيد عن خمسة ألاف، من أصل 7831 ترجمة للكثير من الرجال، من بينهم 32 امرأة فقط، وقدم له بمقدمة في تاريخ بغداد، أنهاها بقائمة بالمؤلفات التي وردت أثناء التراجم، وعدد المؤلفات 644 كتابًا.[٢]
وقد أُلّف الكتاب أثناء تعرّض بغداد تتغييرات شبه شاملة بعد انهيار الدولة البويهية وقيام الدولة السلجوقية عام 447هـ، وتهديم 170 قصرًا في بغداد كانت قائمة على ضفتَيْ دجلة ببغداد واستخدمت حجارتها لبناء قصر السلطان السلجوقي طغرل، وما أصاب المدينة من حرائق وفيضانات؛ كحريق عام 449هـ، وفيضان عام 454هـ. ومن أهم كتب عن التاريخ ذيول تاريخ بغداد، ومنها:[٢]
- ذيل ابن النجار: عام 643هـ المعروف بالتاريخ المجدد لمدينة السلام، شمل الكتاب مدة زمنية واسعة، من 463هـ إلى 643هـ، وقضعت مادته في ثلاثين مجلدًا، وصل جزء منها إلى اليوم.
- ذيل الدمياطي: عام 749هـ المعروف بالمستفاد من ذيل تاريخ بغداد، كان في مخطوط من 82 ورقة، ثم طبع.
- ذيل الحافظ ابن رافع السلامي: عام 774هـ المعروف بالمختار المذيل به على تاريخ ابن النجار.
- ذيل ابن الدبيثي: الذي اختصره الإمام الذهبي وسماه بالمختصر المحتاج إليه من تاريخ الدبيثي.
صبح الأعشى في صناعة الإنشاء
يُذكر أنّ صبح الأعشى من أهم كتب عن التاريخ الإداري، لمؤلفه أبي العباس القلقشندي المتوفى سنة ٨٢١هـ، وهو ليس كتابًا عن التاريخ فقط، بل موسوعة شاملة في جميع العلوم الشرعية والأدبية والجغرافية والتاريخية، ويقع الكتاب في سبعة أجزاء، وفي باب من أبوابه تحدث عن علم الخط العربي وأنواعه وأدواته. كما تناول الكتاب صفات كاتب الإنشاء ومؤهلاته وأدوات الكتابة وتاريخ ديوان الإنشاء في البلاد العربية وفنون الكتابة وأساليبها.[٣]
توسّع القلقشندي في كتابه فقد عاشَ في العصر المملوكي نسبة للمماليك، فتناول الجوانب السياسية والإدارية في مصر وبلاد الشام والدول المجاورة لها في عصره، وقدّم وثائق مهمة عن الأحوال السياسية والاقتصادية والاجتماعية الإدارية والجغرافية، وهو ما جعل الكتاب موسوعة في فنّ الكتابة للدولة وفن الترسل وما يتعلّق بهما.[٣]
احتوى الكتاب مقدّمة وعشر مقالات، أمّا المقدمة فقد تضمنت المسائل التمهيدية للكتاب، كفضل الكتابة، وصفات الكتاب وأدابهم، وتاريخ الإنشاء، وتطور فنه، وفضل النثر على النظم، والتعريف بديوان الإنشاء وقوانينه. ثم أتبع مقدمته بمقالاته العشر، وهي:[٣]
- المقالة الأولى: وتناولت دراسات الكاتب اللغوية والأدبية اللازمة لإتقان عمله في ديوان الإنشاء، والمتضمنة وضع الكتب والرسائل، وأنواع الأوراق والأحبار، ونبذة عن الخط العربي.
- المقالة الثانية: وتناولت المسالك والممالك، وتنظيمها في ديار الإسلام منذ ظهوره، وفصّل فيها في شؤون الديار المصرية وما يتبعها.
- المقالة الثالثة: وتتناول ترتيب المكاتبات وأنواع الرسائل والمراسيم وأقلام الترجمة.
- المقالة الرابعة: وتعتبر أهم مقالة في الكتاب؛ لما فيها من فهرسة مطولة للملوك والسلاطين والأمراء والعلماء والمتصوفة والقضاة وأمراء الجيوش، وذكر لألقابهم وشروحها، وعرض للعديد من رسائل ديوان الإنشاء المملوكي.
- المقالة الخامسة: وتناولت الولايات وتنظيمها وطبقاتها من حيث الخلافة والسلطنة والإمارة وأنواع البيعات.
- المقالة السادسة: وتناولت الوصايا الدينية والمسامحات وتصاريح الخدمة السلطانية والمقابلات.
- المقالة السابعة: وتناولت الإقطاعات وأنواعها وأصلها ونشأتها.
- المقالة الثامنة: وتناولت الأيمان وأنواعها منذ الجاهلية، وفي الدولة الإسلامية.
- المقالة التاسعة: وتناولت عهود الأمان، وعقدها لأهل الكفر، وما يتعلّق منها بأهل الذمة، والهدن وأنواعها.
- المقالة العاشرة: وعرضت نماذجًا من الرسائل الملوكية في المديح والفخر والصيد وغيرها من أمور الملوك، ثم تناولت تاريخ البريد في مصر والشام، وعن الحمام الزاجل واستخداماته وأبراجه ومطاراته.
كتاب البلدان
وهو للجغرافيّ أبي العباس اليعقوبيّ، من أقدم المصادر الجغرافيّة العربية، ومن أهم كتب عن التاريخ الجغرافي من أيام الخلافات الإسلامية، تناول الكتاب الكثيرَ من البلدان كإيران وتركستان وأفغانستان والعراق ومصر وغيرها من بلدان آسيا وأفريقيا، ووصفها وصفًا سلسًا شيّقّا، وعرض وصفه من خلال التحليل العقلي والمنطقي، قدّم من خلاله المنطقة التي غطّها مقسمة إلى أربعة أقسام حسب تقسيم الجهات الأصلية. طُبِع الكتاب أول مرة على يد المستشرقين، بالأخص المستشرق الهولندي دي خويه في لايدن عام 1850م، ثم في عام 1892م.[٤]المراجع[+]
- ↑ "تمهيدٌ في دراسة علم التاريخ"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-08-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "تاريخ بغداد مدينة السلام"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 14-08-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "صبح الأعشى في صناعة الإنشاء"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 04-08-2019. بتصرّف.
- ↑ "كتاب البلدان (اليعقوبي)"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 14-08-2019. بتصرّف.