ما هي ليلة القدر
محتويات
العشر الأواخر من رمضان
إنّ المقصود بالعشر الأواخر من رمضان هي الليالي العشر الأواخر في شهر رمضان المبارك التي تبدأ منذ ليلة اليوم الحادي والعشرين وتنتهي مع خروج شهر رمضان؛ فإذا كان شهر رمضان ثلاثين يومًا كانت الليالي عشر، وإن نَقُصَ نقصَت الليالي، وإنّما سُمّيت الليالي العشر حملًا على الأصل الذي هو تمام الشهر بثلاثين يومًا، واتّفق أهل العلم على استحباب مضاعفة الجهود في هذه الليالي العشر لما لها من فضل عظيم على سائر ليالي رمضان؛ إذ ينبغي للمسلم أن يُكثر من الطاعات والصدقات والقيام وتلاوة القرآن ومدارسته وغير ذلك اقتداء برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الذي ترويه أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: "كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- إذَا دَخَلَ العَشْرُ أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ المِئْزَرَ"،[١] وفي العشر الأواخر هنالك ليلة القدر، وهذا المقال سيجيب عن سؤال يُطرح دائمًا وهو: ما هي ليلة القدر.[٢]
ما هي ليلة القدر
ما هي ليلة القدر، السؤال الذي يكثر طرحه عادة قبل مجيء شهر رمضان المبارك بوقت قصير، أو من الممكن أن يُطرح هذا السؤال مع دخول الليالي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وللإجابة عن سؤال ما هي ليلة القدر ينبغي الوقوف مع المعنى اللغوي والاصطلاحي لهذه الليلة جريًا على عادة القدماء من علماء الإسلام عند التعريف بأيّ شيء، وكذلك ستقف الفقرة هذه مع سبب تسمية هذه الليلة بهذا الاسم:
ليلة القدر لغةً
ليلة القدر هي اسم مركّب من كلمتين: ليلة والقدر، والليلة هي الوقت من اليوم الذي يبدأ مع غروب الشمس وينتهي مع شروقها أو طلوعها، وأمّا الشقّ الثاني فهو القدر بتسكين الدّال، وله في اللغة معانٍ عدّة منها المقدار والمكانة الاجتماعيّة والشّأن والنّصيب والشّرف والعظمة والحرمة والوقار، وبذلك يكون قد تبيّن المعنى اللغوي لليلة القدر.[٣]
ليلة القدر اصطلاحًا
وأمّا الإجابة عن سؤال ما هي ليلة القدر من حيث الاصطلاح فهو اصطلاح معروف عند أهل العلم يُطلق على ليلة من ليالي رمضان الوتر في العشر الأواخر، وقد اختلف الفقهاء في المعنى المقصود به القدر الذي ارتبطت به تسمية تلك الليلة من حيث اللغة؛ فالمعنى الاصطلاحي لا يخرج عن المعنى اللغوي الذي من أجله وضع الاسم، فقال فريق منهم إنّ معنى القدر هنا الشرف والمكانة؛ وعليه تكون ليلة القدر سُمّيت بهذا الاسم تعظيمًا لها وتشريفًا كون القرآن الكريم قد نزل فيها، أو قد يكون المعنى بسبب ما يتنزّل في هذه الليلة من رحمة وبركة ومغفرة، أو قيل لما يحدث فيها من تنزّل للملائكة، وقيل إنّ الذي يُحييها يصبح ذا قدر وشأن ومكانة، وقال فريق آخر إنّ المعنى اللغوي لكلمة القدر هو التّضييق؛ وعليه فتكون ليلة القدر قد سُمّيت بهذا الاسم لأنّها أُخفيت عن الناس، أو لأنّ الأرض تضيق بالملائكة لكثرتهم وقتها، وقال فريق ثالث إنّها سُمّيت بهذا الاسم لأنّ الملائكة تكتب فيها الأرزاق والآجال وغيرها ممّا يقع في ذلك العام، فالقدر عندهم مفتوح الدّال، وهو المعنى الملاصق لمعنى القضاء، واستندوا على الآية القرآنيّة في سورة الدخان التي تقول: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ}،[٤] إذ يقول تعالى في الآية التالية لها: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}،[٥] وبذلك يكون سؤال ما هي ليلة القدر قد أُجيب عنه، وتقف الفقرة القادمة مع سبب تسمية ليلة القدر بهذا الاسم.[٢]
سبب تسمية ليلة القدر بهذ الاسم
بعد الإجابة عن سؤال ما هي ليلة القدر من حيث اللغة والاصطلاح بقي أن يقف هذا المقال مع سبب تسمية ليلة القدر بهذا الاسم؛ لتكون الإجابة عن سؤال ما هي ليلة القدر شافية ووافية، والحقّ أنّ أهل العلم لم يتّفقوا على سبب واحد لتسمية ليلة القدر بهذا الاسم؛ فهم وإن اتفقوا على شرفها ومكانتها وعلوّ قدرها إلّا أنّهم لم يتّفقوا على سبب واحد من أجله سُمّيت ليلة القدر بهذه التسمية، وهناك خمسة أسباب مشهورة عن أهل العلم للتّسمية، وهي:[٦]
- أنّه في ليلة القدر تُقدّر الأرزاق والآجال وما يكون في تلك السنة، وقد قال ابن عبّاس رضي الله عنهما: "يُكتب في أمِّ الكتاب في ليلة القدر ما هو كائن في السنَة من الخير والشرِّ والأرزاق والآجال، حتى الحُجَّاج، يقال: يحج فلان، ويحج فلان"، وقال قريبًا من قول ابن عباس بعض أئمة السلف كالحسن البصري ومجاهد وغيرهما.
- أنّ معنى كلمة القدر في "ليلة القدر" هو الشرف والمكانة وعِظم القدر والشّأن، فيقولون -مثلًا- فلان ذو قدر، أو فلان ذو قدر عظيم إذا أرادوا أن يقولوا إنّه ذو مكانة عالية أو مرموقة أو ذو شرف ومنزلة.
- أنّ العمل فيها ذو قدر عظيم لا يتأتّى لليلة أخرى؛ فلو صام المسلم ليلةً أخرى من العام مهما كانت منزلتها فإنّه لن ينال ذلك الأجر العظيم الذي جعله الله تعالى في ليلة القدر وحدها؛ إذ إنّ المسلم ينال الأجر فيها -إن شاء الله تعالى- بمجرّد أن يقومها وليس شرطًا أن يعلم أنّها ليلة القدر؛ لقوله -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الذي يرويه أبو هريرة: "مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ"،[٧] فالنبي -عليه الصلاة والسلام- قال: "إيمانًا واحتسابًا" ولم يقل عالمًا بها.
- وقالوا كذلك إنّها سمّيت بذلك -أي سمّيت بليلة القدر- لأنّ الله -عزّ وجلّ- قد قدّر إنزال القرآن الكريم فيها.
- وقالوا إنّها سمّيت بليلة القدر لأنّها ليلة الحكم والفصل، ورجّح الإمام النووي هذا القول حين قال: "هذا هو الصحيح المشهور"، والله أعلم.
كيفية إحياء ليلة القدر
بعد الإجابة عن سؤال: ما هي ليلة القدر، وكذلك بعد التفصيل في أمرها بقي معرفة كيفيّة إحياء ليلة القدر، وقبل الوقوف مع كيفية إحياء ليلة القدر ينبغي معرفة الأمارات التي يعرف فيها المرء أنّ هذه الليلة أو الليلة السابقة كانت ليلة القدر، فقد روى الصحابي الجليل عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: "إنَّ أَمارةَ ليلةِ القدرِ أنَّها صافيةٌ بلِجةٌ كأنَّ فيها قمَرًا ساطِعًا ساكنةٌ ساجيةٌ لا بردَ فيها ولا حرَّ، ولا يحلُّ لكوكبٍ أن يُرمى بهِ فيها حتَّى يصبِحَ، وإنَّ من أمارتَها أنَّ الشَّمسَ صبيحتَها تخرجُ مستويةً ليسَ لَها شعاعٌ مثلَ القمرِ ليلةَ البدرِ، ولا يحلُّ للشَّيطانِ أن يخرجَ معَها يومَئذٍ"،[٨] وقال القاضي عياض إنّ السبب الذي قد تكون من أجله تكون الشمس في صبيحتها ليس لها شعاع له احتمالان: الأوّل أنّ الله -تعالى- قد جعل ذلك علامة للدلالة على هذه الليلة فقط، والثاني هو أنّ الملائكة لكثرة صعودهم ونزولهم إلى الأرض في تلك الليلة فقد غطّوا بأجنحتهم شعاع الشمس وستروه.[٩]
وأمّا كيفيّة إحياء ليلة القدر فقد اتّفق أهل العلم من الفقهاء على أنّه يُندب للمسلم إحياء ليلة القدر اقتداءً بفعل النبي -عليه الصلاة والسلام- فقد روى أبو سعيد الخدريّ فيما أخرجه الإمام البخاري أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يجاور في العشر التي في وسط الشهر، ثمّ بدا له أن يجاور في العشر الأواخر، وكذلك من حديث أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: "كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- إذَا دَخَلَ العَشْرُ أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ المِئْزَرَ"،[١] وكذلك الحديث الذي يقول فيه صلّى الله عليه وسلّم: "مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ"،[٧] وأمّا كيفيّة الإحياء فتكون بالصلاة وقراءة القرآن والذكر والدعاء وما يمكن من الأعمال الصالحة التي يحثّ عليها الإسلام كالصدقة وغير ذلك، وإنّ أفضل دعاء يمكن للمرء المسلم أن يدعو به يومها هو قوله: اللهمّ إنّك عفوّ تحبّ العفو فاعفُ عنّي؛ وذلك لقول أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- في الحديث الذي أخرجه الإمام الترمذي أنّها قالت: يا رسولَ اللهِ، أرأَيْتَ إنْ علِمْتُ أيَّ ليلةٍ ليلةَ القدرِ ما أقولُ فيها؟ قال: "قولي: اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ كريمٌ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي"،[١٠] والله أعلم.[٢]
فضل قيام ليلة القدر
استكمالًا لمفهوم ما هي ليلة القدر سيتم بيان فضل قيام ليلة القدر؛ وذلك لأن ليلة القدر من الليالي عظيمة الشأن عند المسلمين، بل هي الليلة الأفضل على الإطلاق في ليالي المسلمين، وقد نزل فيها من القرآن ما يفيد عظمتها وعلوّ منزلتها عن سائر ليالي المسلمين، فقد قال تعالى عنها في سورة القدر: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}؛[١١] أي: إنّ القرآن الكريم قد نزل في ليلة القدر، ثم يقول تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ}،[١٢] فيوضّح تعالى عظيم المنزلة لليلة القدر فيقول: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ}،[١٣] ثمّ يوضّح تعالى السبب الذي كانت من أجله ليلة القدر خير من ألف شهر فيقول عزّ من قائل: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ}،[١٤] ويختم السورة -سبحانه- بقوله: {سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ}،[١٥] وجاء من الأحاديث ما يحثّ على قيامها وبيان عظمتها فيقول -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث المشهور: "مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ"،[٧]فالعمل الصالح فيها عظيم الأجر، وإضافة لما سبق فليلة القدر هي الليلة التي يُفرق فيها كلّ أمر حكيم التي وردت في سورة الدخان بحسب أكثر المفسرين إذ قال تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}،[١٦] وكذلك في بيان فضلها يقول الإمام القرطبي في تفسيره لآية: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ}[١٧] ما نصّه: "أَيْ تَهْبِطُ مِنْ كُل سَمَاءٍ وَمِنْ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى فَيَنْزِلُونَ إِلَى الأَْرْضِ وَيُؤَمِّنُونَ عَلَى دُعَاءِ النَّاسِ إِلَى وَقْتِ طُلُوعِ الْفَجْرِ، وَتَنْزِل الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ بِالرَّحْمَةِ بِأَمْرِ الله -تَعَالَى- وَبِكُل أَمْرٍ قَدَّرَهُ الله وَقَضَاهُ فِي تِلْكَ السَّنَةِ إِلَى قَابِلٍ"، والله أعلم.[٢]
هل ليلة القدر ثابتة في كل السنوات
بعد الوقوف على فضل ليلة القدر فإنّ مقال ما هي ليلة القدر يقف ختامًا مع سؤال عن ليلة القدر يتكرّر كثيرًا مثل سؤالهم ما هي ليلة القدر، فأمّا سؤالهم ما هي ليلة القدر فقد أُجيبَ عنه من خلال تبيين ما هي ليلة القدر من حيث اللغة والاصطلاح وسبب التسمية وفضلها وكيفية إحيائها، وأمّا سؤال هل ليلة القدر ثابتة في كلّ السنوات فهذا الأمر فيه قولين: الأوّل يقول إنّها ثابتة؛ أي: لا تأتي إلّا في ليلة واحدة، والقول الثاني أنّها متنقّلة تتغيّر في كلّ سنة عن السنوات السابقة، وتفصيل القولين فيما يأتي:
- القول الأوّل: وهو قول ابن عبّاس، وقد ورد عنه قولين: الأوّل أنّه ورد عنه أنّه قال إنّها في سابعة تمضي أو في سابعة تبقى، ويعني كلامه أنّها إمّا أن تكون في في ليلة السابع والعشرين، وإمّا أن تكون في ليلة الثاني والعشرين أو الثالث والعشرين بحسب اكتمال الشهر أو نقصانه، وأمّا القول الثاني فهو المشهور عنه وهو أنّه قال إنّها ليلة السابع والعشرين وقد روى الإمام ابن قدامة أنّ ابن عبّاس -رضي الله عنه- قد استدلّ على هذا القول من خلال كلمات سورة القدر، فإنّ كلمة "هي" التي تعود على ليلة القدر ترتيبها في السورة هو السابع والعشرون، وعدد كلمات السورة ثلاثون كلمة، وقد أخذ بهذا الرأي أئمة المالكية كذلك، وأيضًا من العلماء مَن استدلّ برأي آخر وهو أنّ لفظ ليلة القدر قد ورد في سورة القدر ثلاث مرّات، وكذلك عدد حروف لفظة "ليلة القدر" هو تسعة، وإذا ضُرِبَ الرقم تسعة بالرقم ثلاثة يكون الناتج سبعة وعشرين، وهذا من لطيف ما ذهب إليه أهل التفسير، والله أعلم.[١٨]
- القول الثاني: أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال في الحديث الصحيح: "إِنَّي رأيتُ ليلةَ القدرِ ثُمَّ أُنسيتُها، فالتمِسوها في العشْرِ الأواخِرِ في الوتْرِ؛ و إِنَّي رأيتُ أَنِّي أسجُدُ في ماءٍ وطينٍ مِنْ صبيحتِها"،[١٩] فهذا الحديث يدلّ على أنّها متنقّلة في ليالي الوتر من العشر الأواخر، وقد ورد عدّة أحاديث صحيحة تقول إنّها في أيّام مختلفة؛ فالحديث الأوّل يرويه أبو سعيد الخدري في صحيح البخاري أنَّ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كانَ يَعْتَكِفُ في العَشْرِ الأوْسَطِ مِن رَمَضَانَ، فَاعْتَكَفَ عَامًا حتَّى إذَا كانَ لَيْلَةَ إحْدَى وعِشْرِينَ، وهي اللَّيْلَةُ الَّتي يَخْرُجُ مِن صَبِيحَتِهَا مِنَ اعْتِكَافِهِ، قَالَ: "مَن كانَ اعْتَكَفَ مَعِي، فَلْيَعْتَكِفِ العَشْرَ الأوَاخِرَ، وقدْ أُرِيتُ هذِه اللَّيْلَةَ ثُمَّ أُنْسِيتُهَا، وقدْ رَأَيْتُنِي أسْجُدُ في مَاءٍ وطِينٍ مِن صَبِيحَتِهَا؛ فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، والتَمِسُوهَا في كُلِّ وِتْرٍ"، فَمَطَرَتِ السَّمَاءُ تِلكَ اللَّيْلَةَ وكانَ المَسْجِدُ علَى عَرِيشٍ، فَوَكَفَ المَسْجِدُ، فَبَصُرَتْ عَيْنَايَ رَسولَ الله -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- علَى جَبْهَتِهِ أثَرُ المَاءِ والطِّينِ، مِن صُبْحِ إحْدَى وعِشْرِينَ،[٢٠] وفي حديث آخر صحيح في صحيح مسلم يروي الصحابي عبد الله بن أٌنيس فيقول فيما يرويه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "أُرِيتُ لَيْلَةَ القَدْرِ، ثُمَّ أُنْسِيتُهَا، وَأَرَانِي صُبْحَهَا أَسْجُدُ في مَاءٍ وَطِينٍ"، قالَ: فَمُطِرْنَا لَيْلَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ، فَصَلَّى بنَا رَسُولُ اللهِ -صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ- فَانْصَرَفَ، وإنَّ أَثَرَ المَاءِ وَالطِّينِ علَى جَبْهَتِهِ وَأَنْفِهِ،[٢١] والله تعالى أعلم.[٢٢]
المراجع[+]
- ^ أ ب رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1174، حديث صحيح.
- ^ أ ب ت ث مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: مطابع دار الصفوة، صفحة 116، جزء 30. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى ليلة القدر في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-03-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة الدخان، آية: 3.
- ↑ سورة الدخان، آية: 4.
- ↑ "سبب تسمية ليلة القدر"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-03-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب ت رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1901، حديث صحيح.
- ↑ رواه العراقي، في ليلة القدر، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم: 51، حديث إسناده جيد.
- ↑ ولي الدين أحمد بن عبد الرحيم (1406)، ليلة القدر.. معناها.. وقتها.. الدعاء فيها (الطبعة الثانية)، القاهرة: مكتبة التراث الإسلامي، صفحة 54. بتصرّف.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 3513، حديث حسن صحيح.
- ↑ سورة القدر، آية: 1.
- ↑ سورة القدر، آية: 2.
- ↑ سورة القدر، آية: 3.
- ↑ سورة القدر، آية: 4.
- ↑ سورة القدر، آية: 5.
- ↑ سورة الدخان، آية: 4.
- ↑ سورة القدر، آية: 4.
- ↑ عبد الرحيم الطحان (2010)، خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان (الطبعة الاولى)، موقع إلكتروني: منشور على موقع الشيخ، صفحة 21، جزء 106. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 2451، حديث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 2027، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن أنيس، الصفحة أو الرقم: 1168، حديث صحيح.
- ↑ مجموعة من المؤلفين (2010)، أرشيف ملتقى أهل الحديث - 1، موقع إلكتروني: أرشيف لموقع إلكتروني مرفوع على المكتبة الشاملة، صفحة 251، جزء 100. بتصرّف.