معلومات-عن-ثقافة-الاعتذار
التعامل بين الأفراد
لمّا كانت الدعوة الإسلاميّة تدعو إلى عبادة الله تعالى وحده وعدم الشرك به، تطلّب من الداعية حُسن التعامل والسياسة مع مَن يتعامل معه، اعتنت المؤسّسات التربويّة بهذا الموضوع بشكلٍ كبير، كما حرصت على تقديم العديد من القواعد في ضوء ذلك، فإنّ تعامل الإنسان مع الآخرين يعدّ فنًا الفنون التي تترك الانطباع الأول عن الشخص، وبالرّغم من التعامل بين الناس يجب أن يكون على درجة عالية من الأدب والرقي، إلّا أن الإنسان بطبيعته غير معصوم عن الخطأ، فهو يصيب في لحظة ويُخطئ في أخرى، لكن هذا الخطأ يجب أن يمحى بالاعتذار، وفي هذا المقال سيتم التطرق إلى مفهوم ثقافة الاعتذار، وأهمية ثقافة الاعتذار في المجتمع.[١]
ثقافة الاعتذار
إنّ ثقافة الاعتذار والاعتراف بالخطأ إحدى الثقافات لم يُسلّط الضوء عليها بشكلٍ كبير، حيث إنّ هناك عزوفًا كبيرًا من الأشخاص حول استخدام هذه الثقافة؛ والسبب في ذلك أنّهم ينظرون إلى هذه الثقافة على أنّها ضعف واستسلام، بالإضافة إلى أن المجتمع ذاته لا يعطي هذه الثقافة حقها وقيمتها الحقيقيّة بين الأفراد، ومن أهم المعلومات عن ثقافة الاعتذار أنه من الواجب أن تتصل هذه الثقافة بالشجاعة، هذه الشجاعة تكمن في النفس الإنسانية حتى تستطيع أن تعتذر وتعترف بأخطائها، وفي الوقت ذاته مطلوب أن يتحلى الطرف المعتَذر إليه أيضًا بالشجاعة لقَبول ذلك الاعتذار، ففكرة الاعتذار مربوطة مع شخصية الشخص المعتَذر إليه، كيف سيفهم هذا الاعتذار، ضعفًا أم اعترافًا بالذنب ونزولًا عن الحق، وهنا من الممكن للطرف الآخر أن يبادر ويُعلن عن اعتذاره.[٢]
ومن المعلومات عن ثقافة الاعتذار الشائعة بين الأفراد أن الاعتذار سمة من سمات الإنسان ذي الشخصية الضعيفة، ولكن بالتأكيد أن هذا المفهوم خاطئ، وليس له أي أساسٍ من الصحة؛ لأن الاعتذار عبارة عن ثقافة عالمية تدل على شخصية قوية وحكيمة تقدر الآخر وتعترف بأخطائه، كما أنها تسهم في عدم الإضرار بمشاعر الآخرين، وأهم معلومة من المعلومات عن ثقافة الاعتذار هو الحرص على عدم فتح الموضوع المتعلق بالمشكلة مرة أخرى بمجرد الاعتذار والاعتراف بالخطأ المطلوب؛ لأن إعادة فتح الموضوع مرة أخرى والمعاتبة تعيد فتح الجرح ثانيةً، ومن الممكن أن تزيد من المشكلة ولا تحلها.[٣]
أهمية ثقافة الاعتذار في المجتمع
عندما تشيع هذه الثقافة بين جميع الأفراد في المجتمع، فإن المجتمع تلقائيًا سينعم بالحب والسلام، كما ستسود العلاقات الطيبة والمتينة بين شعبه، حيث يكون جميع الأفراد كالجسد الواحد، لا يحمل بعضهم لبعض أي نوع من أنواع الكراهية والغل والحقد أو الشر، ولذلك يجب نشر ثقافة الاعتذار والإتراف بالخطأ وقبول الاعتذار بين جميع الأفراد، والمساهمة في زرع هذه الثقافة في نفوس الأبناء، بالإضافة إلى غرس فوائدها في نفوسهم، ويكون ذلك عن طريق تطبيق هذه الثقافة في جميع المعاملات والعلاقات، وهذا يؤدي إلى انتقالها من جيل إلى جيل، فثقافة الاعتذار ليست ضعفًا بل قوة.[٢]
إن ثقافة الاعتذار دليل من شيم الكرام، وعند ارتكاب الذنب ومحوه مباشرةً بالتوبة يغفر الله تعالى، لكن من يخطأ ويُصر على الخطيئة، يعدّ ذلك معصية أعظم من الخطيئة ذاتها، وبالتالي فإن تبرير المذنب لخطئه وإصراره عليه يعد أمرًا غير محمود، فخير الخطائين التوابون، وفي العلاقات الإنسانية يكون الاعتراف بالذنب فضيلة عظيمة، كما بهذا الإعتراف يُشفى القلوب من الحقد والبغض والقطيعة، فلذلك يجب على كل فرد مهما بلغ شأنه بين أمته أن يسرع بالاعتذار في حال ارتكابه لأي ذنبٍ قد أضر بغيره.[٣]
ويعد الاعتذار من خير الأمور التي تؤلف بين القلوب، وتقرب بين الأحباب، ولا تؤدي إلى قطع الأرحام، بل إن الاعتذار خلقٌ سام] لا يلتزم به إلا القوي الشجاع، لذلك يجب على كل فرد من أفراد هذا الأمة متى إن أخطئ أن يبادر بالاعتذار، لنيل رضا الله تعالى ورضا رسوله الأمين -صلى الله عليه وسلم-.[٣]المراجع[+]
- ↑ "سياسة المسلم في التعامل مع الغير"، www.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 04-12-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "ثقافة الاعتذار"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 04-12-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "تغريدات حول فن الاعتذار"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 04-12-2019. بتصرّف.