كيفية-صلاة-عيد-الفطر
محتويات
الصلاة لغة وشرعًا
الصلاة في اللغة مشتقة من الفعل صلَّى ويصلِّي، وهي الدعاء، وجاءت بمعنى الدعاء في قول الله -سبحانه وتعالى- في عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- إنَّ رسول الله قال: "بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ"،[٢]وهذا المقال سيسلِّط الضوء عيد الفطر وكيفية صلاة عيد الفطر في الإسلام.[٣]
عيد الفطر
قبل الدخول في الحديث عن كيفية صلاة عيد الفطر، إنَّ عيد الفطر هو عيد من أعياد المسلمين التي جعلها الله تعالى فرحة وسعادة لعباده، ويكون عيد الفطر في اليوم الأول من شهر شوال في كلِّ سنة هجرية؛ أي إنَّه يكون بعد نهاية شهر رمضان مباشرة، سُمِّي عيد الفطر بهذا الاسم لأنَّه فيه يفطر المسلمون بعد صيام شهر رمضان كاملًا، وقد ذُكر في السِّيرة النَّبويَّة إنّ أوَّل مرَّة احتفل فيها المسلمون بعيد الفطر كانتْ في السنة الثانية للهجرة بعد أن صاموا رمضان لأول مرَّة أيضًا، وعيد الفطر فرحة حقيقية يعيشها الصائم، روى أبو هريرة -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ"،[٤]فمن جاهد نفسه وصام رمضان فمن حقِّه أن يفرح يوم فطره.[٥]
وجدير بالذكر أنَّ عيد الفطر يبدأ عند غروب شمس اليوم الأخير من شهر رمضان ينتهي عند غروب شمس اليوم الأول من شهر شوال، وهذا يعني إنَّ مدَّة عيد الفطر الشرعية هي يوم واحد فقط؛ فعن السيدة عائشة -رضي الله عنها- حين قالت: "إنَّ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ- كانَ يُكبِّرُ في الفطرِ والأضحى، في الأولى سبعَ تَكبيراتٍ، وفي الثَّانيةِ خمسًا"،[٨]ثمَّ بعد التكبيرات الست أو السبع يقرأ الإمام سورة الفاتحة ثمَّ بعد الفاتحة يقرأ سورة ق ثمَّ يركع ويسجد ثمَّ يقوم إلى الركعة الثانية مكبرًا.[٩]
ثمَّ إذا قام الإمام في الركعة الثانية، فعليه أن يكبر خمس تكبيرات كما جاء في حديث السيدة عائشة -رضي الله عنها-، ثمَّ يقرأ سورة الفاتحة ويقرأ بعدها سورة القمر، فسورة ق وسورة القمر هما السورتان اللتان كان يقرأهما رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في صلاة العيدين، وقراءتهما من باب إحياء سنة رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام-، ولو شاء الإمام قرأ في الركعة الأولى سورة الأعلى وفي الثانية سورة الغاشية ولا حرج عليه، وتجب الإشارة أيضًا إلى أنَّ الصلاة يوم العيد تكون قبل خطبة العيد، وهذا ما ورد فيما رواه جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: "إنَّ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- خَرَجَ يَومَ الفِطْرِ، فَبَدَأَ بالصَّلَاةِ قَبْلَ الخُطْبَةِ"،[١٠]والله تعالى أعلم.[١١]
وقت صلاة عيد الفطر
بعد ما جاء من حديث عن كيفية صلاة عيد الفطر، إنَّه لجدير بالذكر أنَّ وقت صلاة عيد الفطر يبدأ عند ارتفاع الشمس قيد رمح، وهذا ما اتفق عليه علماء المذاهب الأربعة، المالكية والحنابلة والحنفيَّة وما قال به قسم من الشافعية، واستدلَّ جمهور العلماء في هذا القول بحديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- الذي قال فيه رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "إِذَا طَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فأخِّرُوا الصَّلَاةَ حتَّى تَرْتَفِعَ، وإذَا غَابَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فأخِّرُوا الصَّلَاةَ حتَّى تَغِيبَ"،[١٢]وينتهي وقت صلاة عيد الفطر عند زوال الشمس، وهذا أيضًا قول جمهور أهل العلم، واستدلَّ أهل العلم في هذا القول على حديث رواه أحد الأنصار قال: "أُغْميَ علَينا هلالُ شوَّالٍ، فأصبَحنا صيامًا، فجاءَ رَكْبٌ من آخرِ النَّهارِ، فشَهِدوا عندَ النَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- أنَّهم رأوا الهلالَ بالأمسِ، فأمرَهُم رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- أن يُفطِروا، وأن يخرُجوا إلى عيدِهِم منَ الغَدِ"،[١٣].[١٤]
وجدير بالذكر إنَّ وقت صلاة عيد الأضحى لا يختلف عن وقت صلاة عيد الفطر أبدًا، وإنَّما يستحب أن تؤدَّى صلاة عيد الأضحى في أوَّل وقتها، وأن يتم تأخير صلاة عيد الفطر عن أول وقتها، وهذا ما ذهب إليه جمهور العلماء أيضًا، وتأخير صلاة عيد الفطر حتَّى يتسنَّى للناس تأدية زكاة العيد، أمَّا تعجيل صلاة عيد الأضحى فيكون لكي يتسنَّى للناس الشغل في ذبائحهم، والله تعالى أعلم.[١٤]
حكم صلاة عيد الفطر
في ختام ما ورد عن كيفية صلاة عيد الفطر، إنَّه لجدير بالذكر أن يتمَّ تسليط الضوء على حكم صلاة عيد الفطر في الإسلام، وحكم صلاة العيد واحد في عيد الأضحى وعيد الفطر، وذهب أغلب العلماء في حكم صلاة العيد إلى أنَّ صلاة العيد فرض كفاية، أي أنَّ هذه الصلاة إذا قام بها بعض الناس سقطت عن البقية، وإنَّما أداؤها سنَّة مؤكدة عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ولا يجوز للمسلم تركها إلَّا لعذر، بينما ذهب بعض أهل العلم أيضًا إلى أنّ صلاة العيد فرض عين، وهي في هذا الحكم كصلاة الجمعة تمامًا، فلا يجوز عند أصحاب هذا القول تركها أبدًا، أمَّا بالنسبة للنساء فحضور صلاة العيد من السُّنَّة، وإذا حضرتِ المرأة صلاة العيد فيجب عليها أن تعتني بحجابها وأن تحسن سترها وألَّا تتطيَّب؛ فعن أم عطية نسيبة الأنصارية -رضي الله عنه- قالت: "أَمَرَنَا، تَعْنِي النَّبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- أَنْ نُخْرِجَ في العِيدَيْنِ، العَوَاتِقَ، وَذَوَاتِ الخُدُورِ، وَأَمَرَ الحُيَّضَ أَنْ يَعْتَزِلْنَ مُصَلَّى المُسْلِمِينَ"،[١٥]وهذا دليل على جواز ذهاب النساء لصلاة العيد وحرمة الحائض منهن، والله تعالى أعلم.[١٦]المراجع[+]
- ↑ سورة التوبة، آية: 103.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 8، صحيح.
- ↑ "التعريف بالصلاة ومنزلتها في الإسلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 09-10-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1904، صحيح.
- ↑ "عيد الفطر"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 09-10-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 1134، صحيح.
- ↑ "عيد الفطر"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 09-10-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1149، صحيح.
- ↑ "ما هي كيفية صلاة العيدين؟"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 09-10-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 958، صحيح.
- ↑ "صفة صلاة العيد"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 09-10-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 583، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن رجل من الأنصار، الصفحة أو الرقم: 1348، صحيح.
- ^ أ ب "المَطلَب الرَّابع: الوَقْت"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 09-10-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم عطية نسيبة الأنصارية، الصفحة أو الرقم: 890، صحيح.
- ↑ "حكم صلاة العيد"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 09-10-2019. بتصرّف.