سؤال وجواب

أسماء-زوجات-الرسول


الزواج في الإسلام

استخلفَ اللهُ -سبحانهُ وتَعالى- الإنسانَ في الأرضِ، وجعلَ الزواج سنةً لبقاءه، واستمّرارهِ، فالزواجُ يحفظُ بقاءَ النفس البشرية، وهو ما قامت عليه البشريةُ منذُ الأزل، وشرعه الله - سبحانه وتعالى - في كتابه العزيز، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً}[١] وقد رغَّبَ به النبي -صلّى الله عليه وسلّم- وحثَّ الشبابَ عليه، وهو عقدٌ بين رجل وامرأة، وجاءت الشريعةُ منظمةً لهُ، كغيرهِ من العقود، وتحدثت عن أحكامهِ، وبينت مشروعيتهُ، وكان المثلُ الأعلى الذي يُحتَذى به هو النبي - صلّى الله عليه وسلّم - فكانَ زواجهُ مثلاً للمُسلمين جَميعهم، وجاء الحديثُ في عدةِ مؤلفاتٍ من سيرتهِ، عن حياتهِ، وذَّكَرت أسماء زوجات الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، وتفاصيلَ زواجه.[٢]

زواج الرسول - صلى الله عليه وسلم -

وشرعَ الله تعالى للمسلمِ الزواجَ بأربعةِ زوجاتٍ، ولا يَجوزُ لهُ الجمع بأكثرمن ذلك،[٣] والنبي -صلّى الله عليه وسلّم- هو المعلمُ الأول، والقدوة للمسلمين، فذكرت السيرةُ النبوية، زواج النبي -صلّى الله عليه وسلّم- وأنَّه كانَ له ما لم يكن لغيرهِ، وهو الزواج بأكثرَ من أربعةِ نساء، وذّكرت السيرةُ أسماء زوجات الرسول- صلى الله عليه وسلم- ، وأُطلِقَ عليهنَّ لقب، أمهاتُ المؤمنين، قال تعالى: {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}[٤]ويطلقُ هذا اللقب على المرأةِ التي كان بينها وبين النبي -صلى الله عليه وسلم- عقد زواج صحيح، ودخل بها، حتى وان تم طلاقها بعد ذلك، فإذا عقد عليها النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ولم يدخل بها لا تكون من أمهات المؤمنين.[٥]

أسماء زوجات الرسول

تزَّوج النبيُ -صلّى الله عليه وسلّم- بإحدى عشرةَ زوجة، عَقد عليهنَّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ودَخلَ بهن، وهناكَ من عقد عليها النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ولم يدخل بها، وفي ما يلي ذكر أسماء زوجات الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بالترتيب الذي تزوجَهنَّ فيه.[٦]

خديجة بنت خويلد

هي الأولى من أمهاتِ المؤمنين، وهي خديجةُ بنتُ خويلد بن أسد بن عبد العزى بن عبد العزيز بن قصي بن كلاب بن مره ابن كعب ابن غالب بن فهر، واسم امها فاطمةُ بنتُ الأصَّم، كانت تعرفُ بالجاهلية باسم الطاهرة، وكانت امرأةً ذات خلق ونسب، ومن أسياد قريش وكِبارها، وقد سبقَ لها الزواج قبل زواجها من النبي -صلّى الله عليه وسلّم - وعَرفت النبي -صلّى الله عليه وسلّم- عن طريق عملها في التجارة، وطلبت إليه أن يخرج في قافلتها التجاريةِ، بسبب صدقهِ وأمانتهِ، وبعدها عرَضت عليه الزواج وهي تبلغ من العمر 40عاماً، وكان عندها في 25 من عُمره، فهي الزوجةُ الأولى للنبي -صلّى الله عليه وسلّم-، وهي أول من ذهب إليه بعد أن جاءهُ الوحيُ في غارِ حِراء، فآمنت برسالتهِ، وكانت هي الملاذُ والطمأنينةُ لرسول الله، لم يتزوج عليها النبي -صلّى الله عليه وسلّم- طيلة حياتها معه، وأنجبَ منها أولادهُ كُلُّهم، ما عدا إبراهيم، فهو ابنُ جاريتهِ ماريا القبطية، فأنجب منها القاسم، وعبد الله، وزينب، ورُقية، وأم كلثوم، وفاطمةُ الزهراء، توفيت -رضي الله عنها- قبل الهجرة، عن 65 عامً، ودفنت بالحجون.[٧]

سودة بنت زمعة

وأمّا ثاني اسم من أسماءِ زوجات الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- فهو سودة بنت زمعة، بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود العامرية، وأُمها الشموس النجارية، كانت قد آمنت بالنبي - صلّى الله عليه وسلّم- ودخلتِ الإسلامَ هي وزوجها، وهو السكرانُ العامري، وَشَهدا الهجرةَ إلى الحبشة، وبعد أن توفيَ عنها زوجها وهي بمكة، خطبها النبيُ -صلّى الله عليه وسلّم- وتزوجها في السنةِ 10 من الهجرة، وكانت تبلغُ من العمر 59 عاماً، وشهدت الهجرةَ إلى المدينةِ المنورةِ، وبعدما كبرت، وَهَبت الليلة التي يَبتُها عندها رسول الله إلى عائشة، توفيت سنة 54 للهجرة، ودفنت في البقيع.[٨]

عائشة بنت أبي بكر الصديق

وهي عائشة بنت أبي بكر، عبد الله بن أبي قحافة، بن عثمان بن عامر، أمها هي أم رومان بنت عامر، وهي ابنةُ الصديق، صاحبُ النبي -صلى الله عليه وسلم- وخليله، ورفيقه في الغار، وكان أول من آمن به من الرجال، تزوجها النبيُ - صلّى الله عليه وسلّم- في السنةِ الثانيةِ من الهجرةِ، فقد روت -رضي الله عنها- "تَزَوَّجَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ ، وبنى بي وأنا بنت تسع سنين "[٩] وهي الزوجة البكر الوحيدة للرسول - صلّى الله عليه وسلّم- وكانت أحبُّ الناس إليه، ولها فضلٌ عظيم ومواقفَ كثيرةٌ، مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ، رَّوَتِ الكثير من الأحاديث، وكانت عالمةً بالفقه والطّبِ والشعر والأنساب، فقد جمعت الكثير من العلوم، وهي من نزل فيها القرآن لِيُبَرئها، وذلك في حادثة الإفك، وهي الاسم الأشهرُ من أسماء زوجات الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- توفيت -رضي الله عنها- في السنة 57 للهجرة، وكانت تبلغ من العمر آنذاك 67 عامًا.[١٠]

حفصة بنت عمر بن الخطاب

وهي ابنةُ الفاروق عمر بن الخطاب، بن نفيل بن عبد العزى، بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب، وأمها هي زينبُ بنتُ مظعون، وُلدت حفصة قبل بعثةِ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وأسلمت هي وزوجها، وشَهِدَ زوجها غزوةَ بدر، وغزوةَ أحد، وتوفي عنها وهي تبلغُ من العمرُ 20 عاماً، وبعد وفاة زوجها عرضها والدها على أبي بكر، وعثمانٍ، وعلي -رضي الله عنهم- فسكتوا عنها جميعاً لعلمِهم بأن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يُريدُ خِطبَتها، عُرفت بكثرةِ صيامها وقيامها، ورَّوَت الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، توفيت في 41 من الهجرة، ودفنت في البقيع.[١١]

زينب بنت خزيمة

وهي زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال الهلالية، أمها هي هند بنت عوف، لُقبَّت بأمِ المساكين، لعطفها على المساكينِ والدوامِ على إطعامِهم والإحسانِ إليهم، كانت قد تزوجت قبلَ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- عبد الله بن جحش -رضي الله عنه- ثم تزوجها رسول الله، وعاشت معه ثلاثة أشهر وتوفيت، ودفنت في البقيع.[١٢]

أم سلمة بنت أبي أمية

ومن أسماء زوجات الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أُمُّ سلمة، وهي هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشية المخزومية، كانت قد تزوجت من عبد الله المخزومي، الذي اسلمَ في بدايةِ الدعوةِ، وشهدَ الهجرةَ إلى الحبشة هو وزوجتهُ أمُّ سلمة، وهاجرَ زوجها إلى المدينة، ولَحقت به بعد ذلك، وتوفيَ زوجها متأثرًا بجراحه من صُلحِ الحديبيةِ أن يحلق ويتحلل من الإحرام، لِيقتَدِي به المسلمون، توفيت -رضي الله عنها- سنة 62 للهجرة، ودفنت في البقيع.[١٣]

جويرية بنت الحارث

وهي جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك المصطلقية الخزاعية، كانت من سبايا زيد بن الحارثة، وهو من تربى في بيتِ رسول الله، وبعد أن طَلقها زيد -رضي الله عنه- أمرَ اللهُ -سبحانه وتعالى- رسولَهُ بالزواج منها، وكانت هي السبب في نُزولِ معاوية بن أبي سفيان، تزوجها النبي في السنةِ 7 للهجرة، وكانت تبلغ من العمر 36 سنة، لها دور زاهرٌ في الدعوةِ الإسلاميةِ، وروت الحديث عن رسول الله، توفيت سنة 44 للهجرة، ودفنت في البقيع.[١٦]

ميمونة بنت الحارث

وهي ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهرم الهلالية، وأمها هي هند بنت عوف، تزوجها النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في السنة 7 للهجرة عرفت بتقواها، وصِلَتها للرحم، وقيلَ أنها هي من وهبت نفسها لرسول الله، توفيت بعد أدائها لفريضة الحج، سنة 51 للهجرة، ودفنت بحسب وصيتها في موضع قبتها.[١٧]

صفية بنت حيي بن أخطب

وهي صفية بنت حيّي بن أخطب، كانت تدينُ بالديانةِ اليهودية، وكانت ذات نسبٍ في قومها، ولما قُتِلَ زوجها في غزوة خيبر، كانت من النساء اللاتي سباها المسلمون، فاختارها النبي - صلى الله عليه وسلم -، فدخلت في الإسلام، وتزوجها النبي -صلّى الله عليه وسلّم- عُرِفت بحلمِها وَفضلِها، توفيت سنة 50 للهجرة، ودُفنت في البقيع.[١٨]

زوجات عقد عليهن الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يدخل بهن

بعدما ذُكِرَت أسماء زوجات الرسول اللاتي تزَّوجَهن ودخلَ بهن، سيأتي الآن ذّكر أسماء زوجات الرسول اللاتي لم يدخل بهنَّ، وطَلقهنَّ قبل الدخول، وأمّا بعد الدخول فقد طلق النبي -صلّى الله عليه وسلّم- زوجةً واحدةً وهي حفصةُ -رضي الله عنها- وأرّجعها بعدما أوحي إليه إرجاعها أما من عقد عليهنَّ ولم يدخل بهن:[١٩]

  • ابنة الجون: روت السيدة عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله قد طلقها بعدما عَقَدَ عليها، وكان قد دخل عليها فاستعاذت منه، فطلقها لأنها استعاذت منه، وقال لها "لقد عُذتِ بعظيم".[٢٠]
  • فاطمة بنت الضحاك: طلقها النبي -صلّى الله عليه وسلّم- لأنه وجدَ بها بياضاً.
  • أميمة بنت شراحيل: بعد أن عقد عليها النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ودخلت إليه، مدَّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يده إليها، فشعر أنها كرهت ذلك، فطلقها.

زواج الرسول بأكثر من أربعة نساء

بعدما ذُكرت أسماء زوجات الرسول - صلّى الله عليه وسلّم - وهنَّ إحدى عشرة زوجة، كان لا بُدَّ من بيان الحكمة من ذلك، أي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد تزوج بأكثر من أربعة زوجات، وكان هذا لعدة أسباب منها:[٢١]

  • تقويةُ الروابط والعلاقات بين المسلمين وغَّيرِهم، مما يساعد على نشر الإسلام، وتَقَبله.
  • وكما تم بيانه أن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- لم يتزوج بكراً إلا واحدة، وأن غالب زوجاته ممن توفيَّ عنهنَّ أزواجهنَّ، فَبَقينَّ بلا مأوى ولا سند، فمن بابِ الإحسانِ إلى الأرامل، وتعويضهنَّ عمّا فقدنَّ، سيما وأنهُ كان كثيراً منهم ممن يستشهدون في الجهاد في سبيل الله، وقد ذُكر في المقال أسماء زوجات الرسول التي تزوجهن وهن أرامل.
  • لتكثيرِ نسلِ المسلمين، وزيادةً لفقيهات الأمةِ، فزوجاتُهُ -صلّى الله عليه وسلّم- قد تلقينَّ الفقهَ والدين على يدِ صاحب الرسالة، فنقلنَّ سيرتهُ، وروينَّ عنه الأحاديث، وعندما يُذكر أي اسم من أسماء زوجات الرسول عليه الصلاة والسّلام، فإننا نجدُ لكلٍ منهُنَّ دورٌ في انتشار الدين، وفي إعانةِ الناس على فهمه وتلقيه.

المراجع[+]

  1. سورة النساء، آية: 1.
  2. "سُنَّة الزواج"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019. بتصرّف.
  3. "حكم تعدد الزوجات والحكمة منه"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 7-12-2019. بتصرّف.
  4. سورة الأحزاب، آية: 6.
  5. "عدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019. بتصرّف.
  6. "أزواج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أمهات المؤمنين رضي الله عنهن"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019. بتصرّف.
  7. "خديجة بنت خويلد"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019. بتصرّف.
  8. "سودة بنت زمعة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019. بتصرّف.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1422، صحيح.
  10. "عائشة الصديقة أم المؤمنين"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019. بتصرّف.
  11. "حفصة بنت عمر بن الخطاب"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019. بتصرّف.
  12. "زينب بنت خزيمة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019. بتصرّف.
  13. "أم سلمة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019. بتصرّف.
  14. "جويرية بنت الحارث"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019. بتصرّف.
  15. " زينب بنت جحش"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019. بتصرّف.
  16. "أم حبيبة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019. بتصرّف.
  17. "ميمونة بنت الحارث"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019. بتصرّف.
  18. "صفية بنت حيي بن أخطب"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019. بتصرّف.
  19. "من طلقهن عليه الصلاة والسلام قبل الدخول بهن وبعده"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019. بتصرّف.
  20. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 5254، صحيح.
  21. "الحكمة من تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بأكثر من أربع نساء"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019. بتصرّف.