دعاء-يوم-عاشوراء
تعريف الدعاء
يُعرَّف الدعاء لغة على أنَّه الطلب والرجاء، وهو طلب الأدنى من الأعلى، أي طلبُ العبد من خالقه، وفي الاصطلاح هو أحد أهم العبادات التي هيَّأها الله -سبحانه وتعالى- لعباده المؤمنين الموحدين، وهو وسيلة مهمة من الوسائل التي يتَّبعها العبد ليتقرب من ربه سبحانه، ففيه يُظهر العبدُ الخضوع والعبودية لله تعالى، وفيه يُلبِّي الله تعالى حاجات العباد ويستجيب أدعيتهم بقوته وحوله سبحانه، وقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الشريف: "إِنَّ الدعاءَ هو العِبادَةُ" [١]، وهذا المقال سيتناول دعاء يوم عاشوراء وآداب الدعاء في الإسلام بشكلٍ عامّ.
دعاء يوم عاشوراء
بعدَ الحديث الذي جاء عن تعريف الدعاء في الإسلام، ففيما يخصُّ دعاء يوم عاشوراء تحديدًا، فإنَّه لم يكن لهذا اليوم أدعية خاصَّة به على وجه التحديد أو أذكار حاصة يُستحبّ على المسلم أن يقولها في هذا اليوم المبارك، ولكنَّ الأولى أن يقول المسلم في هذا اليوم الأدعية التي يُستحب الدعاء بها في كلِّ الأيام بشكل عام، ومما وردَ من أدعية مستحبة في السنة الشريفة:
- جاء عن الرسول -صلّى الله عليه وسلَّم- فيما رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- قال: "اللهمَّ إنِّي أعوذُ بك من غلبةِ الدَّينِ، وغَلَبَةِ العدِّو، وشماتَةِ الأعداءِ" [٢]
- وفيما روى أنس بن مالك -رضي الله عنه-: "أنَّهم قالوا لأنَسِ بنِ مالكٍ: ادعُ اللهَ لنا فقال: اللَّهمَّ آتِنا في الدُّنيا حَسنةً وفي الآخرةِ حَسنةً وقِنا عذابَ النَّارِ، قالوا: زِدْنا فأعادها، قالوا: زِدْنا فأعادها، فقالوا: زِدْنا، فقال: ما تُريدونَ؟ سأَلْتُ لكم خيرَ الدُّنيا والآخرةِ، قال أنَسٌ: وكان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم -يُكثِرُ أنْ يدعوَ بها: اللَّهمَّ آتِنا في الدُّنيا حَسنةً وفي الآخرةِ حَسنةً وقِنا عذابَ النَّارِ" [٣] [٤].
وقد صَحَّ في السنة النبوية الصيام في يوم عاشوراء، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم- في الحديث الشريف الذي روته السيدة عائشة أم المؤمنين: "كان يومُ عاشوراءَ تَصومهُ قُرَيشٌ في الجاهِليَّةِ، وكان النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلم- يَصومُهُ، فلمَّا قَدِمَ المدينَةَ صامَهُ وأمَرَ بصيامِهِ، فلمَّا نَزَل رَمضانُ كان رَمضانُ الفَريضَةَ، وتُرِكَ عاشوراءُ، فكان من شاءَ صامَهُ ومن شاءَ لم يَصُمهُ" [٥]، لذلك إنَّ من أفضل الدعاء في هذا اليوم المبارك هو الدعاء الذي يُستحب للصائم، والله تعالى أعلم [٦]
آداب الدعاء في الإسلام
بعدَ ما جاء من حديث عن دعاء يوم عاشوراء سيتمّ المرور على آداب الدعاء في الإسلام، ولعلَّ أبرز آداب هذه العبادة العظيمة في الإسلام ما يأتي:
- أن يتحيّنَ الإنسان المؤمن في دعائه الأوقات المناسبة التي يُستجاب فيها الدعاء، كوقت السحر، ويوم عرفة وبين الأذان والإقامة وعند نزول المطر.
- أن يستقبلَ الداعي القِبلة ويرفع يديه إلى السماء ومن أهم ما يُستحبُّ في الدعاء هو الإلحاح في الدعاء.
- أن يكون العبد على ثقة تامة بالله تعالى وإجابته، وهذا من باب حسن الظن بالله تعالى، فقد جاء في الحديث القدسي فيما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ، قال: "أنا عندَ ظَنِّ عبدي بي، إنْ ظَنَّ بي خَيْرًا فلَه، وإنْ ظَنَّ شَرًّا فلَه."[٧]، والله تعالى أعلم.[٨]
المراجع[+]
- ↑ الراوي: النعمان بن بشير، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الأدب المفرد، الجزء أو الصفحة: 550، حكم المحدث: صحيح
- ↑ الراوي: عبدالله بن عمرو، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الجامع، الجزء أو الصفحة: 1296، حكم المحدث: صحيح
- ↑ الراوي: أنس بن مالك، المحدث: ابن حبان، المصدر: صحيح ابن حبان، الجزء أو الصفحة: 938، حكم المحدث: أخرجه في صحيحه
- ↑ يوم عاشوراء: المشروع والممنوع فيه, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 26-12-2018، بتصرّف
- ↑ الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الجزء أو الصفحة: 4504، حكم المحدث: صحيح
- ↑ متى يُصام يوم عاشوراء, ، "www.binbaz.org.sa"، اطُّلِع عليه بتاريخ 26-12-2018، بتصرّف
- ↑ الراوي: أبو هريرة، المحدث: شعيب الأرناؤوط، المصدر: تخريج المسند، الجزء أو الصفحة: 9076، حكم المحدث: صحيح
- ↑ الدعاء: أهميته وآدابه وآثاره, ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 26-12-2018، بتصرّف