وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (سورة التوبة الآيه 105)
العمل الصالح هو شعار الإنسان الناجح الطموح ، فالعمل هو أساس النجاح هدف الإنسان في الحياة وسر سعادة كل فرد ، ولكي يصل الإنسان للنجاح المنشود لابد له من الاجتهاد والعمل الشاق والمستمر ، فالإنسان طيلة حياته يواجه عقبات وصعوبات كثيرة وعليه ألا يستسلم و أن يتحلى بالصبر والمصابرة والاجتهاد ليصل إلى مبتغاه.
تعريف العمل
العمل تبعاً لعلماء الاجتماع هو بمثابة الظاهرة الإنسانية والاجتماعية الشاملة ، حيث أنه عبارة عن عملية ديناميكية لا يوجد لها تعريف محدد وثابت كغيره من الظواهر الاجتماعية ، ولكن كإجمالاً يمكن الاتفاق على أنه المهنة أو الحرفة والذي عادة ما يرتبط بالممارسة أو التجربة.
أشكال العمل وأنواعه
إن للعمل العديد من الأنماط وذلك تبعاً لأهدافه ، فأحياناً يكون عمل تطوعي أو ميداني ، فردي أو جماعي ، حر أو مهني ، أو عمل إداري أو تنفيذي ، أو عمل حرفي والذي يعتمد في أساسه على القوة الجسدية والعضلية ، وقد يكون عملاً فكرياً إبداعياً يعتمد في أساسه على العقل والقدرة على التخيل والإبداع كالأدباء والمفكرين والموسيقيين ، وأحيانا قد يجمع بين النوعين الفكري والعضلي كمهنة التدريس والطب وغيرها ، أيضاً يمكن العمل في قطاعات خاصة أو قطاعات حكومية.
الأهمية الحقيقية للعمل
إن للعمل باختلاف أنواعه أهمية كبيرة في حياة الفرد والتي تتمثل في أنه :
- مصدر الرزق والخير لتوفير الاحتياجات المعيشية اليومية المختلفة ، ومصدر أساسي لتحقيق المال والثروة.
- يعمل على رفعة الفرد وعلو شأنه وتملكه مستوى اجتماعي مرموق وتحقيق رفاهيته.
- فرصة للفرد من أجل اكتساب الخبرات المختلفة وتطبيق ما تم دراسته في حالة إذا كان متعلماً.
- سبب رئيسي في قلة أعمال العنف والفساد والتسول والجريمة وأعمال النصب ويعمل على خفض نسبة البطالة ونسبة الهجرة بنوعيها عامة والغير الشرعية منها خاصة.
- يعمل على تقدم الدولة حيث يزيد من نموها الاقتصادي وازدهارها العمراني و معدلات الأيدي العاملة بها.
الشباب مصدر الثروة الحقيقية
والشباب في المجتمع هم مصدر ثروته الحقيقية ، فهم الأمل لتحقيق غدٍ ومستقبل أفضل ، ولذلك فالاهتمام بهم وتوفير الخدمات وتحقيق أمنهم هو بمثابة أمراً حيوياً وبناءً عليه يتحدد معالم مستقبلهم ، وعلى الدولة ألا تدخر أي جهد في توفير احتياجاتهم الأساسية والتي تؤمن لهم حياتهم التي يحيونها ومستقبلهم القادم ، وبناء على ذلك فيجب أن تكتسب قضايا الشباب أهمية خاصة ، خاصةً مع ازدياد معدلات الفقر والبطالة والتهميش والهجرة غير الشرعية.
دور الدولة في الحد من البطالة
يجب على الدولة ومختلف مؤسساتها الحكومية والخاصة الحد من نسبة البطالة في المجتمع وذلك بزيادة رفع الإنتاج وتوفير فرص العمل لمختلف الفئات الأمية والمتعلمة ، وتشجيع الاستثمارات المختلفة والعمل الحر والمشروعات الصغيرة والتي بدورها تؤدي إلى زيادة المشروعات ووفرة فرص العمل بها ، والاهتمام بتدريب العاملين بالمصانع والشركات من فترة لأخرى ، أيضاً يجب الاهتمام بتحسين النظام التعليمي لتوفير عمالة مدربة على أعلى مستوى ، وأخيراً توفير أماكن للشباب صغير السن من خلال تقديم سن التقاعد للكبار العاملين.