اللغة الرمزية في شعر محمود درويش
الشعر الحديث
يدلُّ مفهوم الشعر الحديث في الأدب العربي على جميع الشعر الذي كُتِب في العصر الحديث بمختلف أشكاله وأنواعه، حيثُ يُقصد به الفترة الزمنية الحديثة التي اتَسمت ملامحها بخصوصيَّة فرَّقت بينها وبين المراحل التاريخية السابقة، واحتلَّ الشعر عند العرب مكانة كبيرة خلال جميع المراحل التي مرَّ بها، فقد مرَّ الشعر خلال مسيرته بالمراحل التالي: "العصر الجاهلي، عصر صدر الإسلام، العصر الأموي، العصر العباسي، عصر الانحطاط والضعف، عصر النهضة، العصر الحديث"، وقد أثبت شعراء العصر الحديث أنَّهم ليسوا بأقل من الشعراء الذين سبقوهم في مختلف العصور، ومن أهمّهم: الحزب الشيوعي في فترة مبكرة من عمره، وبعد أن أنهى تعليمه الثانوي تفرَّغ للكتابة وأمضى بقيَّة حياته في كتابة المقالات والشعر، تعرَّض للكثير من المضايقات من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي، وتمَّ اعتقاله أكثر من مرة بتهمٍ متعددة جرَّاء نشاطاته السياسية.[٢]
شغلَ درويش منصبَ رئيس رابطة الكتاب والصِّحافيّين الفلسطينيين بعد أن نزحَ واستقرَّ في لبنان، وعمل محرِّرًا في مجلة الكرمل، بعدَ ذلك أقام في باريس لأكثر من عشر سنوات متقطعة، ثمَّ عاد إلى وطنه وسُمحَ له بالبقاء فيه، حصل على كثير من الجوائز أهمها: جائزة البحر المتوسط في عام 1980م، جائزة لينين في الاتحاد السوفيتي في عام 1983م، وغيرها، توفي الشاعر الكبير محمود درويش في عام 2008م بعدَ أن دخل في غيبوبة في مشفى تكساس في الولايات المتحدة الأمريكية وقام الأطباء بنزع أجهزة الإنعاش، وتمَّ نقل جثمانه إلى وطنه الأم ليدفنَ فيه إلى الأبد.[٢]
اللغة الرمزية في شعر محمود درويش
في الحديث عن اللغة الرمزية في شعر محمود درويش لا بدَّ من ذكر لمحة عن تجربته الشعرية، فقد بدأ بكتابة الشعر صغيرًا، وفي البداية كأي تجربة بدأ بقصائد وطنية شكَّلت بداية وعيه بوطنه وقضيته وانتمائه، بعد ذلك اعتنق الماركسية ولجأ إلى والأساطير والحضارات القديمة وصار يغالي في استخدامها، فأستخدمَ اللغة الرمزية في شعره بقوَّة قلَّ نظيرها في الشعر العربي، وبصيغةٍ عجزَ معظم الشعراء عن الإتيان بمثلها تبهرُ السامع وتسحرُ القارئ وتزلزل رواكدَ النفوس بعظمةِ تراتيلها، فيقول في إحدى قصائده:[٢]
- كلُّ هذا الزنبقُ السحريُّ لي
- بالزنبقِ امتلأ الهواءُ
- كأن موسيقى ستصدحُ
- كلُّ شيءٍ يصطفي معنى ويرسلُ فائض المعنى إليَّ
- أنا المعافى الآن، سيِّدُ فرصتي في الحبِّ
- لا أنسى ولا أتذكرالماضي
- لأنِّي الآن أولدُ هكذا من كلِّ شيء
في هذا المقطع لغة رمزية طافحة تتأرجح بين مكنونات النصِّ لتجعلَ منه حكايةً أخرى، تسبحُ بين أمواج الخيال وترفعُ الهواء على أجنحة الزنابق، حيثُ يجعل درويش من الهواء زنبقًا ومن البرتقالة قمرًا وغير ذلك، ويقول في قصيدة أخرى:
- لأنَّني أحبُّك يجرحني الماء
- والطرقات إلى البحرِ تجرحُني
المراجع[+]
- ↑ "الشعر العربي"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 12-07-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "من هو محمود درويش - Mahmoud Darwish؟"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 12-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "محمود درويش"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 12-07-2019. بتصرّف.