هل-يجوز-الجمع-بين-الأختين
الزواج وأحكامه
خلق الله -تبارك وتعالى- البشر وجعل بينهم فطرة الزواج تحقيقًا للاستمرار البشري على هذا الكوكب، وعندما بعث الله -سبحانه وتعالى- رسوله محمدًا -صلَّى الله عليه وسلَّم- بالحق والهُدى، فصَّل له أحكام الزواج وكلَّ ما يتعلَق به، حتَّى يأتمر الناس بأمر الله ويتَّبعوا شريعته التي ارتضاها لهم، وقد جاء الزواج في كتاب الله على أنَّه آية من آيات الله، قال تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" [١]، وهذا المقال سيتناول الإجابة عن السؤال القائل: هل يجوز الجمع بين الأختين في الإسلام. [٢]
هل يجوز الجمع بين الأختين
يمكن القول في الإجابة عن سؤال: هل يجوز الجمع بين الأختين في الإسلام؟ إنَّ الجمع بين الأختين هو أن يتزوج الإنسان من أختين في الوقت نفسه، وهذا الأمر محرَّم في كتاب الله -سبحانه وتعالى- فقد قال تعالى في سورة النساء: "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُوا دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا" [٣]، وهذا دليل التحريم، فالجمع بين الأختين من محرمات الزواج التي بيَّنها الله تعالى في الآية السابقة.
وقد جاء تحريم الجمع بين الأختين أيضًا في السنة النبوية الشريفة في حديث أم حبيبة إنها قالت: "أنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ بنْتَ أبِي سُفْيَانَ، أخْبَرَتْهَا: أنَّهَا قالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ، انْكِحْ أُخْتي بنْتَ أبِي سُفْيَانَ، فَقالَ: أوَتُحِبِّينَ ذَلِكِ، فَقُلتُ: نَعَمْ، لَسْتُ لكَ بمُخْلِيَةٍ، وأَحَبُّ مَن شَارَكَنِي في خَيْرٍ أُخْتِي، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ ذَلِكِ لا يَحِلُّ لِي .." [٤]، والخلاصة من الحديث والآية السابقيْن إنَّ الإجابة على السؤال: هل يجوز الجمع بين الأختين في الإسلام؟ أي هل يجوز جمع الأختين في عصمة رجل واحد في وقت واحد، والجواب إنَّ الجمع لا يجوز أبدًا وبإجماع العلماء وبدلائل في القرآن والسنة، ويقول الإمام القرطبي: "وأجمعت الأمة على منعِ جمعِهما في عقدٍ واحدٍ من النِّكاحِ"، ولكن إذا طلَّق الرجل زوجته وانتهت العدة فلا بأس في أن يتزوج أختها، والله تعالى أعلم. [٥]
المحرمات من النساء
بعد الحديث والإجابة عن سؤال: هل يجوز الجمع بين الأختين في الإسلام؟ إنَّ من الجدير بالذكر أن يتم المرور على المحرمات من النساء في الإسلام، والمقصود بالمحرمات من النساء أي النساء التي لا يجوز للرجل أن يتزوجهنًّ، وهذه الحرمة تكون على قسمين: الأول حرمة مؤقتة، والثاني حرمة دائمة، أي نساء لا يجوز الزواج منهنَّ مؤقتًا حتَّى يزول المانع، ونساء لا يجوز الزواج منهن أبدًا، وقد جمع الله تعالى المحرمات من النساء في قوله: "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُوا دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا" [٣]، وقد زاد رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- على المحرمات في الآية السابقة فقال في الحديث الشريف: "لا يُجْمَعُ بيْنَ المَرْأَةِ وعَمَّتِها، ولا بيْنَ المَرْأَةِ وخالَتِها" [٦]، والله تعالى أعلم. [٧]المراجع[+]
- ↑ {الروم: الآية 21}
- ↑ الزواج أحكام وعقبات, ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 20-03-2019، بتصرّف
- ^ أ ب {النساء: الآية 22}
- ↑ الراوي: أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الجزء أو الصفحة: 5101، حكم المحدث: صحيح
- ↑ المقصود بعدم الجمع بين الأختين, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 20-03-2019، بتصرّف
- ↑ الراوي: أبو هريرة، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الجزء أو الصفحة: 5109، حكم المحدث: صحيح
- ↑ المحرمات من النساء, ، "www.binbaz.org.sa"، اطُّلِع عليه بتاريخ 20-03-2019، بتصرّف