ما-هو-أفضل-وقت-لقيام-الليل
قيام الليل
قبل الحديث عن أفضل وقت لقيام الليل، لا بُدّ من الحديث عن قيام الليل، فقيام الليل من الأعمال الصالحة التي رغّب فيها الإسلام، وقيام الليل وسيلة لمناجاة الله -تعالى- والتقرب منه، وهو الطريق لكسب الأجر والثواب، وتكفير الذنوب والخطايا، وقيام الليل صفة من صفات المتقين، فقد قال سبحانه: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ* آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُحْسِنِينَ* كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ}،[١] وقد أمر الله -تعالى- الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بقيام الليل، حيث قال سبحانه: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا}.[٢][٣]
ما هو أفضل وقت لقيام الليل
إنّ وقت قيام الليل يبدأ من بعد صلاة العشاء وحتى طلوع الفجر، وأمّا أفضل وقت لقيام الليل فبعد منتصف الليل، ودليل ذلك الحديث المروي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، حيث قال: "قالَ لي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَحَبُّ الصِّيَامِ إلى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ، كانَ يَصُومُ يَوْمًا ويُفْطِرُ يَوْمًا، وأَحَبُّ الصَّلَاةِ إلى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ، كانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ ويقومُ ثُلُثَهُ، ويَنَامُ سُدُسَهُ"،[٤] ومن الخصائص الموجودة في النصف الثاني من الليل هو نزول الله -تعالى- إلى السماء الدنيا، حيث إنّه -سبحانه- ينزل في الثلث الأخير من الليل، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فيَقولُ: مَن يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ له، مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له"،[٥] فهي فرصة في كلّ ليلة للدعاء والاستغفار والتوبة.[٦]
فضل قيام الليل
بعد الحديث عن أفضل وقت لقيام الليل، يجب الحديث عن فضل قيام الليل، فقد ورد فضل قيام الليل في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ففي قيام الليل من الفضائل و الخصائص ما ليس في سواها، ومن تلك الفضائل:[٧]
- مدح وثناء الله -تعالى- لمن يقوم الليل: فقد قال سبحانه: {تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ* فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.[٨]
- عدم استواء من يقوم الليل ومن لا يقومه عند الله تعالى: فقد قال سبحانه: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}.[٩]
- قيام الليل سبب من أسباب دخول الجنة: ودليل ذلك الحديث المروي عن عبد الله بن سلام، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ، وأطْعِمُوا الطَّعامَ، وصِلُوا الأرحامَ، وصلُّوا باللَّيلِ والنَّاسُ نيامٌ، تدخُلوا الجنَّةَ بسَلامٍ".[١٠]
- وصف من يقوم الليل بنعم الرجل: ودليل ذلك الحديث المروي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "نِعْمَ الرَّجُلُ عبدُ اللَّهِ، لو كانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ فَكانَ بَعْدُ لا يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ إلَّا قَلِيلًا".[١١]
المراجع[+]
- ↑ سورة الذاريات، آية: 15،16،17.
- ↑ سورة الإسراء، آية: 79.
- ↑ "صلاة قيام الليل وفضلها"، alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-1-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 3420، حديث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 7494، حديث صحيح.
- ↑ " أفضل وقت لقيام الليل"، islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-1-2020. بتصرّف.
- ↑ "فضل قيام الليل"، saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-1-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة السجدة، آية: 16،17.
- ↑ سورة الزمر، آية: 9.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن عبدالله بن سلام، الصفحة أو الرقم: 616، حديث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1121، حديث صحيح.