بحث عن عدالة الخلفاء الراشدين
الخلفاء الراشدون
توفِّي رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- في السنة الحادية عشرة للهجرة، فاضطرب الناس وتساءلوا فيما بينهم عن الرجل الذي سيخلف رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في خلافة المسلمين، فلم يجدوا أحق وأجدر من الصحابي الجليل أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- فكانت بداية الخلافة الراشدة عند أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- وبعد أن توفِّي أبو بكر انتقلت الخلافة إلى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الذي حكم بالعدل وفرَّق بين الحق والباطل وبعده استلم عثمان بن عفان ثمَّ علي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- لتكتمل مع الصحابة الأربعة الخلافة الراشدة وينتقل حكم المسلمين إلى بني أمية، وفيما يأتي بحث عن عدالة الخلفاء الراشدين الأربعة.[١]
بحث عن عدالة الخلفاء الراشدين
قبل الدخول فيما وردَ من قصص تبين عدالة الخلفاء الراشدين -رضوان الله عليهم-، يمكن القول إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم تنبأ بعدل الخلفاء الراشدين وحثَّ على اتباعهم أمرهم وطاعتهم قبل وفاته، فقد جاء في الحديث النبوي أنَّه قال: "عليكم بسنتي وسنةِ الخلفاءِ الراشدين المهديين من بعدي، تمسَّكوا بها وعضّوا عليها بالنواجذِ"[٢]، وقد بدأت الهداية التي دعا إليها رسول الله منذ أن خلف أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- رسولَ الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- في أمر المسلمين، فقد كان أبو بكر -رضي الله عنه- من خيرة الصحابة، حفظ حقوق الناس وأمَّن عليهم خيرة الناس، فقد الصحابي الجليل أبا عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه- أمينًا على بيت مال المسلمين، وعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- على القضاء، وجعل علي بن أبي طالب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه خرج ذات يوم إلى السوق فرأى مجموعة من الإبل السمان التي تظهر على الإبل الأخرى، فسأل عنها فقيل له: هذه لعبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-، فأرسل في طلب ابنه عبد الله، وعندما سأله عن الإبل قال له عبد الله: "إنها إبل هزيلة اشتريتها بمالي، وبعثت بها إلى الحِمى لأرعاها"، فقال عمر: "ويقول الناس حين يرونها: ارعوا إبل أمير المؤمنين واسقوها، وهكذا تسمن إبلك، ويربو ربْحك يا ابن أمير المؤمنين، يا عبدالله، خذ رأس مالك الذي دفعته في هذه الإبل، واجعل الربحَ في بيت مال المسلمين"، ففعل عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-، ولعلَّ أبرز ما يظهر عدل عمر هو قول مستشار كسرى الذي زاره فرآه نائمًا تحت شجرة يلبس ثوبًا مرقعًا، فقال له قولته الشهيرة: "حكمتَ، فعدلت، فأَمِنْتَ، فنِمت، يا عمر".[٤]
وبعد وفاة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- استلم خلافة المسلمين عثمان بن عفان -رضي الله عنه- واستمرَّ الحكم على منهاج النبوة، واستمرَّت عدالة الخلفاء الراشدين تفيض على الناس في الأمصار، فعثمان الصحابي التقي الورع، التاجر الثري الذي أنفق جلَّ ماله في سبيل الله، كان عثمان يبذل الكثير والقليل من ماله في سبيل تجهيز جيوش المسلمين، جهَّز عثمان جيش العُسرة كاملًا، وقد استلم عثمان خلافة المسلمين ولم يحدْ عن نهج أبي بكر وعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- فنشر الأمن وحكم بين الناس بالعدل وقضى بين المتخاصمين وبذل للفقراء وزهد في الدنيا ليلاقي الله وهو عنه راض، وكان لعثمان الفضل الكبير في الخلافة الراشدية، حكم علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- على نهج من سبقه من الخلفاء الذين حكموا على سنة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فعدل بين الناس وفرَّق بين الحق والباطل، ومن أشهر قصص عدل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قصته مع الرجل اليهودي الذي كان يحمل درع علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- فلمَّا طالب علي اليهودي بالدرع ادعى اليهودي أنَّ الدرع له، فذهبا معًا إلى قاضي المسلمين، فطلب القاضي -وكان اسمه شريح- من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- بينة تؤكد أن الدرع له وليس لليهودي، فجاء علي بشاهدين وهما مولاه واسمه قنبر وابنه الحسن، فرفض القاضي شهادة الحسن فشهادة الابن لا تصح في الإسلام، وقضى لليهودي على حساب أمير المؤمنين، فذهل اليهودي من عدالة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وأسلم في لحظته، رضي الله عن علي بن أبي طالب وعن الخلفاء الراشدين والصحابة أجمعين، فلم تكن في الأرض عدالة أكبر وأعظم من عدالة الخلفاء الراشدين الذين جسَّدوا حديث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- خير تجسيد ومثلوا سنته خير تمثيل والله تعالى أعلم.[٦]
المراجع[+]
- ↑ "الخلفاء الراشدون"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 25-05-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن تيمية، في مجموع الفتاوى، عن العرباض بن سارية، الصفحة أو الرقم: 28/493، صحيح.
- ↑ "من فضائل أبي بكر رضي الله عنه"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-05-2019. بتصرّف.
- ↑ "عمر الفاروق"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-05-2019. بتصرّف.
- ↑ "عثمان بن عفان"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 25-05-2019. بتصرّف.
- ↑ "حلية الأولياء وطبقات الأصفياء"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-05-2019. بتصرّف.