من هو أول نبي
بداية الخلق
بعد أن خلق الله السماوات والأرض في ستة أيام، وخلق الجن والذين كانوا يعيثون فسادًا في الأرض، أخبر الله ملائكته أنه قضى وقدر خلق الإنسان، قال تعالى: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ}[١]، فكان أصل هذا البشر آدم -عليه السلام-، حيث شكَّله الله بيديه، وتركه على باب الجنة صلصالًا كالفخار أربعين سنة، ولما نفخ فيه الرُّوح أمر الملائكة أن يسجدوا له سجودَ تكريم، فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر أن يكون من الساجدين[٢]. وكان سببًا في زلّة آدم ونزوله للأرض، وبداية قصة عالم البشر وشياطينهم، أدّت العداوة بينهم لظهور الرسالات السماوية والأنبياء والرسل، فمن هو أول نبيّ في هذه الدّنيا؟
من هو أول نبي
إنّ أول نبيّ على الأرض هو آدم -عليه السلام-، وذلك باتفاق العلماء، وذلك ما تأكّد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الصّحيح من حديثه، عن أبي أمامة -رضي الله عنه- أنَّ رجُلًا قال: "يا رسولَ اللهِ أنبيٌّ كان آدَمُ؟ قال: نَعم مُكَلَّمٌ، قال: فكم كان بيْنَه وبيْنَ نوحٍ؟ قال: عشَرةُ قُرونٍ"[٣]، لكنهم اختلفوا في رسالته، فجمهورهم رأى أنه كان نبيًّا ورسولًا، لأن الله خاطبه بلا وساطة وشرع له في ذلك الخطاب فأمره ونهاه وأحلّ له وحرَّم عليه، وقال آخرون: ليس رسولًا إنما نبيّ فقط، وذلك لما ورد في حديث الشفاعة: "فيأْتُونَ نُوحًا فيَقولونَ: يا نُوحُ، إنَّكَ أنْتَ أوَّلُ الرُّسُلِ إلى أهْلِ الأرْضِ، وقدْ سَمَّاكَ اللَّهُ عَبْدًا شَكُورًا"[٤][٥].
لم يَرِد في القرآن الكريم نصٌّ صريح بإضافة النبوة إلى سيدنا آدم -عليه السلام- كغيره من الأنبياء والرسل، بل إنَّما أُطلق عليه في القرآن الكريم هو وصْف الاصطفاء، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ}[٦]، وبذلك فأنّ آدم -عليه السلام- هو أول نبيّ في الأرض، وقد أوحى الله إليه وعلّمه ما يحلّ وما يحرم، ولقّنه الكلمات التي تاب عليه بها، قال تعالى: {فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}[٧][٥].
شريعة آدم -عليه السلام-
إنّ مما لا شكّ فيه أنّ ديانة آدم -عليه السلام- وكلّ الأنبياء من بعده مقتضاها واحد، ومفادها دومًا أن "لا إله إلا الله"، فالدّين لا يتغير ولا يتبدّل، قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}[٨]، وإنما تتغير بعض أحكام الشرائع بتغير الأمم، ومما ذكرته الروايات التاريخيّة عن بعض شرائع النبي آدم أنّه كان في شريعته يزوج كل ذكر من بطن من الأنثى من بطن آخر، فقد كانت حواء تلد في البطن الواحد ابنًا وبنتًا، وفي البطن التالي ابنًا وبنتًا، فيحل زواج ابن البطن الأول من بنت البطن الثاني، وقد أمره الله أن يرسي قواعد البيت الحرام في مكة المكرمة، وكان من أولاده قابيل وهابيل، اللذان اختلفا في الزواج، فكان من حكم النبي آدم أن يقدّم كلٌّ منهما قربانًا إلى السماء، ومن يتقبل منه الله فهو على الحقّ.[٩]المراجع[+]
- ↑ سورة ص، آية: 71.
- ↑ "قصة آدم عليه السلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-05-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبو أمامة، الصفحة أو الرقم: 6190، أخرجه في صحيحه.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 4712، صحيح.
- ^ أ ب "هل آدم أول الأنبياء أم نوح؟"، www.ahlalhdeeth.com، اطّلع عليه بتاريخ 30-05-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 33.
- ↑ سورة البقرة، آية: 37.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 19.
- ↑ "آدم"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 30-05-2019. بتصرّف.