بحث عن الإيمان بالله
أركان الإيمان
الإيمان هو العقيدة وله ستة أركان، وهي الإيمان بالله والملائكة والكُتب والرُسل واليوم الاَخر والقدر خيره وشره، وسمى الله -عز وجل- الصلاة إيمانًا في قوله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ}،[١] وقال المفسرون: إن إيمانكم المذكورة بالاَية الكريمة تعني صلاتكم في بيت المقدس، لأنها كانت قبلة المسلمين قبل أن تكون إلى الكعبة المشرفة، هذا المقال يبين ما قد يُثمر عنه بحث عن الإيمان بالله، وشرحٍ لبعض أركان الإيمان.[٢]
بحث عن الإيمان بالله
الإيمان يشمل الأعمال والأنواع والأجناس فهو بضع وسبعون شعبة، وللوصول إلى النتائج المهمة في دراسة بحث عن الإيمان بالله، يجب معرفة أول أركان الإيمان وهو الإيمان بالله تعالى، وتكون حقيقة الإيمان أن الله تعالى هو ربُّ كلِّ شيءٍ ومَلِيكه وخَالقه، ويستحق أن ينفرد وحده بالعبادة، فهو المتصف بصفات الكمال المنزَّه عن كلِّ نَقْصٍ، والإيمان بالله تعالى يتضمن عدة أمور.[٣]
أول الأمور التي سيُوضحها بحث عن الإيمان بالله هو مفهوم توحيد الربوبية، ويعني الإيمان بالله تعالى، وهو المتفرد بخلق كل شيء، ويُدبر أمور جميع الخلائق، وفي هذا الشأن لا يشاركه أحد قط، وجاء في قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}،[٤] وجاء بالاَية الكريمة أن الله تعالى خالق هذا الكون بما فيه من سماوات وأرض وما بينهما في ستة أيام.[٣]
القراَن الكريم أفصح بشكل واضح عن هذا النوع من التوحيد، فكانت معظم سور الكتاب الكريم تشير إلى عظمته تعالى وقدرته في التدبير، حيث اعترف الكافرون والمنافقون من جهتهم بأن السماء والأرض من خلق الله تعالى، لكن استكبارهم منعهُم من الاعتراف بالحقيقة، حيث الاعتراف دون الإيمان لا يُخرجهم من دائرة الضلال إلى الإيمان، لأن الإيمان يجب أن يكون بجميع أنواع التوحيد وليس بعضها.[٣]
الأمر الثاني الذي يوضحه بحث عن الإيمان بالله هو توحيد الألوهيَّة، وهنا يكون الاعتقاد الجازم بإفراده تعالى بالعبادة، وعلى المسلم أن يخاف الله تعالى ويتوكل عليه، ولا يتذلل لغيره، وأُعتبر هذا التوحيد الفارق بين الموحد والمشرك، وبناءً عليه يقع الثواب والجزاء، وفي كلمة التوحيد وهي لا اله إلا الله، نفي وثبات كما جاء في قوله تعالى: {إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ ۚ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا اللَّهُ ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}،[٥] وكلمة التوحيد تأخذ مكان في قلب المؤمن لأن خيرها عميم.[٣]
ثالث مضامين بحث عن الإيمان بالله هو توحيد الأسماء والصفات، أي على المسلم الاعتقاد الجازم بأن رب الكون مُتَّصِفٌ بصفات الكمال جميعها، ولذلك هو مُنزَّه عن صفات النَّقْص، ليس كمثله شيء، كما وصف نفسه بالاَية الكريمة: {فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا ۖ يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ ۚ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}،[٦] فلا يجوز أن يوصف الله إلا بما وصف به نفسه.[٣]
يُبين بحث عن الإيمان بالله معنى الإيمان في اللغة والشرع، حيث أن المعنى باللغة هو التصديق كما جاء في قوله تعالى: {قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ۖ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ}،[٧] وبالشرع يأتي المعنى قول باللسان واعتقاد بالجنان، والعمل بالجوارح والأركان، وهذا يزيد بطاعة الله تعالى، وقال النبي -عليه الصلاة والسلام-: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان"،[٨] فجعل عمل اليد، وقول اللسان، واعتقاد القلب من الإيمان.[٩]
ولأن الإيمان أحد أركان الدين الثلاثة، فلا دين لمن لا إيمان له، وإذا المسلم بحث عن الإيمان بالله يجد بأن الله حي لا يموت، موجود مع جميع الخلائق، وتواجده بعلمه وسمعه وبصره وإحاطته، بقدرته يعلم جميع أحوالهم الظاهر منها والباطن، كما أنه يسمع الأصوات المرتفعة والخفية، ويُبصر الحركات الكبيرة والصغيرة، كما أنه سبحانه وتعالى مُحيط بالخلائق قادر عليهم، ثم يُحاسب العباد على أعمالهم، لا يظلم منهم أحدًا.[٩]
بعد توضيح الإيمان بالله، وجب ذِكر الإيمان بالكُتب والرُسل، المؤمن بالكتب السماوية عليه بالبداية أن يعترف أنها حق من عند الله تعالى، وعليه أيضًا تصديق أخبارها، والتزام أحكامها ما لم تُنسخ، ولذلك لا يلتزم المسلم بأحكام الكُتب السابقة، لأنها كلها منسوخة بالقراَن الكريم، إلا ما أقره الكتاب الكريم، والإيمان بما علمه مُعيَّنا منها، مثل التوراة والإنجيل والقرآن، بالإضافة للزبور وصحف إبراهيم وموسى -عليهم السلام-، وعلى المسلم أن يتقين بأن الله تعالى أرسل مع كل رسول كتاب كما جاء في قوله تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}،[١٠] هذه الاَية الكريمة دليل واضح على أن الله تعالى أرسل مع كل رسول كتاب.[١١]
الإيمان بالرُسل هو الإيمان بأن رسالتهم حق من الله -عز وجل-، فمن أعرض أو كفر عن رسالة واحدة يكون قد كفر بها جميعُها، ويكون الإيمان بما علمناه من أسمائهم مثل، مُحمد إبراهيم موسى عيسى ونوح -عليهم السلام-، وتصديق ما جاء عنهم من أخبارهم، بالإضافة للعمل بشريعة من أُرسل الينا منهم وهو خاتم الانبياء والرُسل محمد -عليه الصلاة والسلام- المُرسل لجميع الناس، والكتاب الذي أُرسل اليه القراَن الكريم، والذي هو معجزته.[١١]
يستجوب بعد الاطلاع على بحث عن الإيمان بالله ذكر الإيمان بالقدر خيره وشره، ولهذا فالإيمان أربع مراتب وهي، الإيمان بعلم الله القديم، والإيمان بكتابه ذلك في اللوح المحفوظ، والإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته على كل شيء، وأخيرًا الإيمان بإيجاد الله لكل المخلوقات، وأنه هو وحده الخالق وكل ما سواه مخلوق، ولا يجوز الخوض في القدر، لأنه سر الله تعالى في الخلق، حيث لم يخُبر به نبي أو ملك، والخُذلان والحِرمان نتيجة التعمق في مسألة القدر، والفارغ قلبه من هذه العقيدة، يكون بضياع الدنيا، وعذاب مُهين بالآخرة.[١٢]المراجع[+]
- ↑ سورة البقرة، آية: 143.
- ↑ "أركان الإيمان وشعب الإيمان"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 09-08-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج "الإيمان بالله تعالى"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 09-08-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الأعراف، آية: 54.
- ↑ سورة ال عمران، آية: 62.
- ↑ سورة الشورى، آية: 11.
- ↑ سورة يوسف، آية: 17.
- ↑ رواه أبي سعيد الخدري، في صحيح مسلم، عن مسلم، الصفحة أو الرقم: 49.
- ^ أ ب "بحث في الإيمان"، www.ahlalhdeeth.com، اطّلع عليه بتاريخ 09-08-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الحديد، آية: 25.
- ^ أ ب "شرح الإيمان بالكتب والرسل, هل لكل رسول كتاب؟"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 09-08-2019. بتصرّف.
- ↑ "معنى القضاء والقدر"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 09-08-2019. بتصرّف.