سؤال وجواب

موضوع إنشاء عن النبي يحيى


موضوع إنشاء عن النبي يحيى

إنّ الله لطالما ابتلى أنبياءَه ورسله وامتحنهم، إذ ابتلى إبراهيم -عليه السلام- بنارٍ شعَّلها له النُّمرود، وابتلى إسماعيل بالذَّبح، ثمَّ ابتلى نبيه زكريَّا بالأولاد فلم يرزقه الذُّرية حتَّى ضاقت عليه الأرض بما رحبت، والتجأ إلى الله -عزَّ وجلّ- يطلب منه الفرج، والرَّحمة، فكانت إرادة الله عزَّوجلَّ أن يرزقه بولدٍ صالحٍ يكون قرَّة عينٍ له قال تعالى: {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا} [١] فكان هذا الغلام هوالنبي يحيى، وقد ورث النبوَّة عن والده زكريا -عليه السلام-.

شبّ النبي يحيى -عليه السلام- فكان ذلك الرَّجل التقيّ العابد الذي أوكل الله إليه أعباء الرِّسال فقال الله تعالى: {يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12) وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً ۖ وَكَانَ تَقِيًّا (13) وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا (14) وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا}[٢] وقد تميَّز النبي يحيى بخاصيَّات عديدةٍ أنَّ الله هو الذي سمَّاه، وسلم عليه بنفسه، فكان رجلًا زاهدًا تقيًّا عابدًا رؤوفًا بالمساكين، يحبُّ الخير، ويعمل له، فكان عندما يخطب بالنَّاس يخرُّون باكين من بكائه، وقد شهد له بنو إسرائيل جميعهم بهذه الفضائل.

وقد وردَ عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "بعَث اللهُ يحيى بنَ زكريَّا إلى بني إسرائيلَ بخمسِ كلماتٍ فلمَّا بعَث اللهُ عيسى قال اللهُ تبارَك وتعالى يا عيسى قُلْ ليحيى بنِ زكريَّا إما أن تُبلِّغَ ما أُرسِلْتَ به إلى بني إسرائيلَ وإما أن أُبلِّغَهم فخرَج يحيى حتَّى صار إلى بني إسرائيلَ فقال: إنَّ اللهَ تبارَك وتعالى يأمُرُكم أن تعبُدوه ولا تُشرِكوا به شيئًا ومَثَلُ ذلك كمَثَلِ رجلٍ أعتَق رجلًا وأحسَن إليه وأعطاه فانطَلَق وكفَر نعمتَه ووالى غيرَه وأنَّ اللهَ يأمُرُكم أن تُقِيمُوا الصَّلاةَ ومَثَلُ ذلك كمَثَلِ رجلٍ أسَرَه العدوُّ فأرادوا قتلَه فقال : لا تقتُلوني فإنَّ لي كنزًا وأنا أفدي فأعطاهم كنزَه ونجا بنفسِه وإنَّ اللهَ تبارَك وتعالى يأمُرُكم أن تتصدَّقوا ومَثَلُ ذلك كمَثَلِ رجلٍ مشي إلى عدوِّه وقد أخَذ للقتالِ جُنَّةً فلا يُبالِي من حيثُ أتى وإنَّ اللهَ يأمُرُكم أن تقرَؤا الكتابَ ومَثَلُ ذلك كمَثَلِ قومٍ في حصنِهم صار إليهم عدوُّهم وقد أعدُّوا في كلِّ ناحيةٍ من نواحي الحصنِ قومًا فليس يأتيهم عدوُّهم من ناحيةٍ من نواحي الحصنِ إلَّا وبينَ أيديهم مَن يدرَؤهم عنهم عن الحصنِ فذلك مَثَلُ مَن يقرَأُ القرآنَ لا يزالُ في أحصنِ حصنٍ ولم أرَ في كتابي الخمسةَ" [٣]، فهذ الحديث يدلُّ على أهمِّية إسراع النبي في تبيلغ ما أوكله الله إليه دون التسويف في ذلك.

وقد ذُكرت للنبي يحيى -عليه السلام- فضائلُ عديدةٌ حتى قيل فيه أنَّه لم يفعل في حياته ذنبٌ قط، ولم يهمَّ به، إنَّه نبيٌّ فضَّله الله من فوق سبعِ سمواتٍ فكان نعم العبد هو، ونعم النبي هو، عليه من الله أفضل الصلوات والتسليم. [٤]

المراجع[+]

  1. سورة مريم، آية: 7.
  2. سورة مريم، آية: 12-13-14-15.
  3. رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن علي بن أبي طالب ، الصفحة أو الرقم: 1/49، رجاله موثقون إلا شيخ البزار الحسن بن محمد بن عباد فإني لم أعرفه.
  4. "كلمات يحيى عليه السلام (خطبة)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-6-2019. بتصرّف.