سبب-نزول-سورة-الغاشية
سورة الغاشية
إنَّ سورة الغاشية هي إحدى السور التي تتحدث عن أهوال يوم القيامة، والغاشية هو اسم من أسماء يوم القيامة، كالقارعة والحاقة والواقعة، وهي سورة مكيّة نزلتْ على النبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- في مكة المكرمة، وتتألف من 26 آية، وتقع في الجزء الثلاثين والحزب الستين وترتيبها الثامنة والثمانون في المصحف الشريف، وقد نزلتْ بعد سورة الذاريات، وهذا المقال مخصّصٌ للحديث عن سبب تسميتها بهذا الاسم، وسبب نزولها وفضلها.
سبب تسمية سورة الغاشية
إنَّ شأن هذه السورة شأن كثير من السور القرآنية التي جاءت تسميتها من مطالعها أو من كلمات مميزة فيها، كسورة القارعة وسورة الواقعة وغيرها الكثير من السور التي حملتْ أسماء بداياتها، فكانتْ واحدة من هذه السور، فسبب تسميتها بهذا الاسم يعود لكونها تبدأ بأسلوب استفهام عن حديث الغاشية، قال تعالى: "هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ" [١]، والغاشية اسم من أسماء يوم القيامة، وقد سردتْ سورة الغاشية أحداث يوم الغاشية أو يوم القيامة، فكانَ هذا سببًا لتسميتها بهذا الاسم أيضًا، قال تعالى: "هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَة * عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً * تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ * ليْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ * لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِن جُوعٍ" [٢]، وقد تحدّثت عن حال المؤمنين في ذلك اليوم العظيم، قال تعالى: "وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ * لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * لا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً * فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ * فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ * وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ * وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ"، [٣]. [٤].
سبب نزول سورة الغاشية
لا شكَّ في أنَّ الباحث في تفسير هذه السورة، سيوقنٌ أنَّ أحدَ أسباب نزولها هو التعرف على أهوال يوم القيامة ومدى هولها على الكفار، ومدى العذاب الذي ينتظرهم، حيث قال تعالى مخاطبًا رسولَهُ -صلّى الله عليه وسلّم-: "هل أتاك حديثُ الغَاشية * وجوهٌ يومئذٍ خاشعة * عاملة ناصبة" [٥]، ومن أسباب نزولها وصف النعيم الذي ينتظرُ المؤمنينَ الصَّالحينَ في الجنَّة، حيث قال تعالى: "وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ * لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * لا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً * فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ * فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ * وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ * وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ"، [٦]، وقد وردَ في سبب نزول آياتها عن قتادة، قال: "لمَّا نعتَ الله ما فِي الجنَّة، عجِبَ من ذلك أهلُ الضَّلالة، فأنزل الله تعالى: "أفلا ينظرون إلى الإبلِ كيفَ خُلِقُتْ"، [٧]، والله أعلم. [٨].
فضل سورة الغاشية
إنَّ القاعدة العامّة في كلِّ القرآن الكريم، هو ما صحَّ عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وهو أنَّ من قرأ حرفًا من كتاب الله، فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، فقد وردَ عن ابن مسعودَ أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "من قرأ حرفًا من كتاب اللهِ فلهُ بهِ حسنة، والحسنة بعشرة أمثالها، لا أقول (آلم) حرف، ولكن ألف حرفٌ وميم حرفٌ وياءٌ حرفٌ"، [٩]، وتندرجُ تلاوة سورة الغاشية تحت حكم هذا الحديث من الأجر، أمّا ما وردَ عن فضلها فحديث واحد موضوع عن أُبيّ بن كعب، عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "مَن قرأَ سورة الغاشية حاسبَهُ اللَّهُ حسابًا يسيرًا". [١٠]، والله تعالى أعلم. [١١].</span>المراجع[+]
- ↑ {الغاشية: الآية 1}
- ↑ {الغاشية: الآية 1-7}
- ↑ {الغاشية: الآية 8-15}
- ↑ تفسير سورة الغاشية, ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 22-09-2018، بتصرّف
- ↑ {الغاشية: الآية 1-2-3}
- ↑ {الغاشية: الآيات 8-15}
- ↑ {الغاشية: الآية 17}
- ↑ تفسير الطبري، سورة الغاشية, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 22-09-2018، بتصرّف
- ↑ الراوي: عبد الله بن مسعود، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الترغيب، الصفحة أو الرقم: 1416، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ الراوي: أبي بن كعب، المحدث: ابن حجر العسقلاني، المصدر: الكافي الشافي، الصفحة أو الرقم: 316، خلاصة حكم المحدث: موضوع
- ↑ فضل قراءة سورة الغاشية, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 22-09-2018، بتصرّف
