فضل قراءة سورة آل عمران
سورة آل عمران
تعتبر سورة آل عمران من طوال السور في القرآن الكريم، فهي ثاني أطول سورة في الكتاب بعد سورة البقرة، يبلغ عدد آياتها مئتي آية قرآنية، وهي السورة الثالثة في ترتيب سور الكتاب بعد الفاتحة والبقرة، وهي من السور المدينة أي من السور التي نزلت على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في المدينة المنورة، وكان نزولها بعد سورة الأنفال، وكغيرها من السُّور التي نزلت في المدينة المنورة تناولت سورة آل عمران أمور العقيدة وأكدت على وحدانية الله تعالى كما دعا الله -سبحانه وتعالى المسلمين على الجهاد فيها، وهذا المقال سيتناول فضل قراءة سورة آل عمران ومضامين هذه السورة أيضًا.[١]
مضامين سورة آل عمران
قبل الحديث عن فضل قراءة سورة آل عمران، جدير بالذكر إنَّ طول هذه السورة المباركة جعلها تتطرق إلى مواضيع عدة في آياتها، ولكنَّ الهدف الرئيس الذي ظهر جليًا في هذه السورة هو أنَّها دعت في معظم آياتها إلى الثبات على الإيمان والثبات على التوحيد وعلى منهج الإسلام الذي أمر به الله تعالى المسلمين، وقد ظهرت فكرة الثبات على الأفكار الإسلامية واضحة في هذه السورة من الآية الأولى حتَّى الآية 120، ومنها قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}[٢]، وقال تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ}[٣]، وكلُّ هذه الآيات تدعو إلى الصبر على أي ضغوط فكرية خارجية وتدعوإلى ضرورة الثبات على المبدأ والعقيدة.[٤]
ثمَّ الآيات من 121 إلى نهاية السورة تدعو هذه الآيات إلى الصبر والثبات على ضغوط النفس بغض النظر عن الضغوط الخارجية التي يتعرض إليها الإنسان، قال تعالى: {وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}[٥]، وجدير بالذكر إنَّ هذه السورة المباركة تعرض قصة وفد نجران الذي كان يدين بالنصرانية وكان هذا الوفد إلى المسلمين بمثابة أول حوار حقيقي بين الأديان في التاريخ، ثمَّ عرضت هذه السورة قصة غزوة أحد والتي تبين قيمة الثبات والصبر في سبيل تحقيق النصر وتوضِّح أهمية هذه الغزوة في تحقيق الصبر الداخلي أو الصبر على وساوس النفس التي حدَّثت الرماة فنزلوا عن جبل الرماة من أجل الغنائم، قال تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[٦]، والله تعالى أعلم.[٤]
فضل قراءة سورة آل عمران
لا شكَّ في أنَّ كتاب الله -سبحانه وتعالى- كلُّه خير وبركة، ولتلاوته ثواب وأجر من الله تعالى، فقد خصَّ الله لقارئ القرآن بكلِّ حرف يقرؤه حسنة والحسنة بعشر أمثالها، روى الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "مَن قرأَ حرفًا من كتابِ اللَّهِ فلهُ بهِ حَسَنةٌ والحسَنةُ بعشرِ أمثالِها"[٧]، أمَّا فضل قراءة سورة آل عمران على وجه الخصوص فقد جاء في فضل هذه السورة مجتمعة مع سورة البقرة، وقد سماهها رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- بالزهْرَاويْنِ، ومن فضل قراءة سورة آل عمران أنَّها تُحاجُّ عن صاحبها يوم القيامة أيضًا، روى أبو أمامة الباهلي -رضي الله عنه إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "اقرؤوا القرآنَ؛ فإنَّه يأتي يومَ القيامةِ شفيعًا لأصحابِه، اقرؤوا الزهْرَاوينِ: البقرةَ وآلَ عمرانَ، فإنَّهما يأتيانِ يومَ القيامةِ كأنَّهما غمامَتانِ أو غيايتانِ، أو كأنَّهما فِرْقَانِ من طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عن أصحابِهما، اقرؤوا سورةَ البقرةِ؛ فإنَّ أخْذَها بركةٌ، وترْكُها حسرةٌ، ولا تستطيعُها البطَلَةُ"[٨]، والله أعلم.[٩]المراجع[+]
- ↑ "سورة آل عمران"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 09-06-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 102.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 103.
- ^ أ ب "سورة آل عمران (هدف السورة: الثبات)"، www.kalemtayeb.com، اطّلع عليه بتاريخ 09-06-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 146.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 165.
- ↑ رواه السيوطي، في مطلع البدرين، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 54، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم: 1165، صحيح.
- ↑ "فضل سورة البقرة وآل عمران"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 09-06-2019. بتصرّف.
