أكيدر بن عبد الملك

دومة الجندل
تعدُّ مدينة دومة الجندل التي تقع في شمال المملكة العربية السعودية من المدن القديمة جدًّا، حيثُ تقع في منطقة الجوف، ويرجع تاريخ ظهورها إلى القرن الثامن أو السابع قبل الميلاد في العهد الآشوري، وسمِّيَت بدومة الجندل نسبةً إلى حصنٍ بناه أحد أبناء نبيِّ الله إسماعيل وهو دوماء بن إسماعيل -عليه السلام-، وأمَّا الجندل فهي الحجاة كما ذكر ذلك ياقوت الحموي، وكان قديمًا حصن دوماء مضرب المثل في الشدة والمناعة والصلابة، وفي هذا المقال سيدور الحديث حول أكيدر بن عبد الملك وحول غزوة دومة الجندل.[١]
أكيدر بن عبد الملك
أكيدر بن عبد الملك الكندي النصراني، من قبيلة كندة الشهيرة والتي كانت تسمى أيضًا كندة الملوك التي حكمت مدينة دومة الجندل قبل الإسلام، كان ملكًا على دومة الجندل عندما بدأ المسلمون بالغزوات والفتوحات الإسلامية في زمن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وله أخٌ يُدعى بشر بن عبد الملك يذكرُ المؤرخون أنَّه سافر إلى الحيرة وفيها تعلَّم الخط، ثمَّ عاد إلى مكة المكرمة وتزوج أخت أبي سفيان بن حرب. وفي معركة تبوك كان أكيدر بن عبد الملك قد وقف إلى جانب الروم وحلفائهم من العرب في وجه المسلمين، فأرسلَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خالد بن الوليد على رأس 450 فارس لقتال أكيدر بن عبد الملك وأخبرهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه سيجده يصطاد البقر.[٢]
فوجده في الفلاة يصطاد البقر الوحشي مع أخيه حسان، فقتل خالد بن الوليد حسان بن عبد الملك وأسر أكيدر وقد كانت عليه حلَّة من ديباج وذهب أرسلها خالد إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل أن يصل إليه، ثمَّ ساق إليه أكيدر ووضعه بين يديه فرفضَ الإسلام وأقرَّ بالجزية، فحقنَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دمه وصالحه على دفع الجزية وعلى ألا يقاتل المسلمين أبدًا، واستمرَّ أكيدر على هذا الأمر حتى توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ونقض العهد وانضمَّ إلى جانب النصارى العرب الذي قاتلوا المسلمين في جنوب بلاد الشام.[٣]
نهاية أكيدر بن عبد الملك
بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- امتنع أكيدر عن دفع الجزية، وقاتل أحد قادة جيوش المسلمين وهو عياض بن غنم، وقرَّر نصارى العرب أن يقاتلوا المسلمين إلى جانب الروم البيزنطيين، لكنَّ أكيدر عندما علمَ بقدوم جيش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد مالَ إلى الصلح وقال لقومه: "أنا أعلم الناس بخالد، لا أحد أيمن طائرًا منه في حرب، ولا يرى وجه خالد قومًا ابدًا قلوا أو كثروا إلا انهزموا عنه فأطيعوني وصالحوا القوم"، لكنَّ القوم رفضوا ذلك وأبوا إلا قتال المسلمين، فاتَّجه أكيدر إلى العراق ظنًّا منه أنه سينجو بفراره، لكنَّ خالد بن الوليد أرسل في عددًا من المسلمين في طلبه وأمر بضربِ عنقه.[٢]المراجع[+]
- ↑ "محافظة دومة الجندل"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 14-06-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "أكيدر بن عبد الملك"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 14-06-2019.
- ↑ "زاد المعاد"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-06-2019.