سؤال وجواب

هل يجوز الزواج من زوجة الأب بعد وفا


المحرمات في النكاح

قال تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُوا دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا}،[١] ذكرت الآية أصناف النساء التي لا يجوز للرجل الزواج بهن، وهناك تفصيل لهذه النساء وللأسباب التي أوجدت هذا التحريم سيتم مناقشتها في هذا المقال كما ستتم الإجابة عن سؤال هل يجوز الزواج من زوجة الأب بعد وفاته.

أسباب تحريم النكاح المؤبد

تُقسم أسباب تحريم الزواج بالنساء المذكورات في الآية السابقة إلى تحريم بالنسب وتحريم بالرضاع وتحريم بالمصاهرة، أما التحريم بالنسب فيشمل الأم وإن علت والبنت وإن سفلت والأخت والعمة والخالة وبنت الأخ وبنت الأخت، أما التحريم بالرضاع فيحرم به ما يحرم من النسب، فكل امرأة حُرّمت بسبب النسب تُحرّم لأجل الرضاع، أما التحريم بالمصاهرة فيشمل أم الزوجة وبنت الزوجة وزوجة الأب وزوجة الابن، فأسباب التحريم المؤبد ثلاثة وهي النسب والرضاع والمصاهرة، والمحرمات من النسب سبعة ومثلهن من الرضاع والمحرمات من المصاهرة أربعة، وفي الفقرة التالية سيدور الحديث حول سؤال هل يجوز الزواج من زوجة الأب بعد وفاته.[٢]

هل يجوز الزواج من زوجة الأب بعد وفاته

قال تعالى: {وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۚ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا}،[٣] وفي هذه الآية الجواب الشافي لسؤال هل يجوز الزواج من زوجة الأب بعد وفاته وهذا مما لا يجوز، فقد حرم الإسلام على الابن أن يتزوج من زوجة أبيه أو جده وإن علا، سواءٌ فارقها بوفاة أو طلاق، فلفظ آباؤكم في الآية الكريمة يشمل كل من له أبوة مباشرة كانت أو غير مباشرة أو كان من جهة الأب أو الأم، وهذا يُسمى تحريم الأصول والفروع أي أنه يحرم على الرجل الزواج من أي امرأة تزوجها أحد آبائه وإن علوا أو أحد أبنائه وإن سفلوا، وقد كان هذا الأمر متفشيًا في الجاهلية، حيث كانت المرأة تورّث من الرجل إلى ابنه وفي هذا بخس لحقها وامتهان لكرامتها ولكن المرأة في الإسلام لها مكانة فقد حرّم الشرع كل ما كان فيه تعدي على حق المرأة وظلم لها في الجاهلية، وشدد في مسألة زواج الرجل بأرملة أبيه حيث وصف القرآن هذا الفعل بأنه فاحشة ومقت وساء سبيلًا، وفي ذلك تكريم للآباء وحفظ لحقوقهم ومن باب البر بالوالدين.[٤]

حكم الزواج من مطلقة أو أرملة الأب قبل الدخول

تمت الإجابة عن سؤال هل يجوز الزواج من زوجة الأب بعد وفاته، ومما يتفرع عن هذا السؤال سؤال آخر وهو ما حكم الزواج من مطلقة أو أرملة الأب قبل الدخول، والحكم أيضًا التحريم فأي امرأة يعقد عليها الأب ويفارقها بطلاقٍ أو وفاة فلا يجوز الزواج منها ويستوي في ذلك حصول الدخول من عدمه وذلك لعموم الآية المحرمة لنكاح زوجات الآباء، وقد أجمع العلماء على هذا الحكم بلا خلاف.[٥]

المراجع[+]

  1. سورة النساء ، آية: 23.
  2. "المحرمات في النكاح"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 09-07-2019. بتصرّف.
  3. سورة النساء، آية: 22.
  4. "تحريم نكاح زوجات الآباء وإن علوا"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 09-07-2019.
  5. "حكم زواج الابن بزوجة أبيه المطلقة قبل الدخول بها"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 09-07-2019. بتصرّف.