متى كان الفتح الإسلامي لمصر
محتويات
الفتوحات الإسلامية
تُعرَّف الفتوحات الإسلامية على أنَّها سلسلة من المعارك التي خاضَها جيش المسلمين على عدَّة جبهات، وجدير بالذكر أنَّ الدعوة الإسلامية بدأت سرَّية في مكة المكرمة، ثمَّ أصبحت جهرية معلنة ثمَّ جاء الأمر الإلهي بالجهاد في سبيل الله، وإنَّما أمر الجهاد كان بداية للفتوحات الإسلامية التي استمرَّت سنوات طويلة، فقد فتح المسلمون الأمصار ودخلوا المدن القاصية والدانية، حتَّى وصلوا إلى الأندلس غربًا وإلى السند شرقًا، وكانت هذه الفتوحات في عهد الخلافة الراشدة ثمَّ الأموية ثمَّ العباسية، وفيما يأتي من هذا المقال ستتمُّ الإجابة عن السؤال القائل: متى كان الفتح الإسلامي لمصر.
مصر قبل الفتح الإسلامي
قبل الإجابة عن السؤال القائل: متى كان الفتح الإسلامي لمصر؟ جدير بالذكر إنَّ مصر كانت تقع تحت الحكم البيزنطي، وكانت تتبع مباشرة للقسطنطينية وللإمبراطور البيزنطي فيها، وكانت القرون التي عاشتها مصر تحت حكم البيزنطيين قرونًا تعسّفيًا، فقد استغلَّ البيزنطيون موارد البلاد واضطهدوا أهلها، وكانت مصر واحدة من أغنى المناطق التابعة للبيزنطيين، لذلك اتخذها البيزنطيون مصدرًا للمال والثَّراء والخيرات، ففيها من الحبوب والقمح والقطن إضافة إلى الصناعات كورق البردي والزجاج والعطور ما جعلها من أغنى المناطق وأهمّها.[١]
وقد حرصَ البيزنطيون على إخضاعها لحكمهم وبسط سيطرتهم عليها منذ عام 31 قبل الميلاد، واستمرُّوا في حكمها قرونًا طويلة، أمَّا من النَّاحية الدينية فقد كان معظم سكان مصر يدينون بالمسيحية قبل الفتح الإسلامي، وكان منهم من يدينون باليهودية أيضًا على قلَّتهم، حيث يرجع وجود اليهود في مصر إلى زمن نبيِّ الله يوسف عليه السَّلام.[١]
أسباب الفتح الإسلامي لمصر
كثيرة ومختلفة هي الأسباب والدوافع التي دفعتِ المسلمين إلى فتح مصر، فمصر قريبة من الجزيرة العربية وهي بوابة الدخول إلى أفريقيا، وهي حدود فلسطين الغربية، كما أنَّها تمتدُّ على الساحل المقابل لساحل شبه الجزيرة العربية على البحر الأحمر، ويمكن حصر الأسباب التي دفعتِ المسلمين لفتح مصر بما سيأتي.
السبب الديني
والمقصود بالسبب الديني رغبة المسلمين بنشر الإسلام في مصر، ومنها الدخول إلى شمال أفريقيا نشره هناك، وقد دعا رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- المقوقس حاكم مصر آنذاك إلى الإسلام وأرسل إليه الصحابي الجليل حاطب بن أبي بلتعة -رضي الله عنه- وكذلك فعل أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- أيضًا، وأرسل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الصحابي كعب بن عدي بن حنظلة التنوخي -رضي الله عنه-، وفي كلِّ الحالات ردَّ المقوقيس ردًا حسنًا، وقد كانت مصر تخضع للبيزنطيين المسيحيين، فكان لا بدَّ من التوجه لفتح مصر عسكريا ونشر الإسلام فيها.[٢]
السبب العسكري
تعدُّ مصر امتدادًا طبيعيًا لأراضي جنوب فلسطين، فرغب المسلمون بالسيطرة على مصر للاستيلاء على المرافئ والسفن التي تمتلكها مصر، وقد عدَّ المؤرخون فتح مصر ضرورة عسكرية خاصَّة بعد فتح المسلمين لبلاد الشام وفلسطين، وممّا دفع المسلمين لفتح مصر أيضًا هو خوفهم من هجوم البيزنطيين فيها على الحجاز بشكل مباغت، كما أنَّ مصر كانت قليلة التحصين ضعيفة الحدود مما جعل فتحها سهلًا على المسلمين.[٢]
السبب الاقتصادي
أمَّا السبب الاقتصادي هو أنَّ المسلمين عَلِموا بوضع المصريين المتردِّي اقتصاديًا بسبب سرقة موارد البلاد كاملة وترحيلها إلى روما، إضافة إلى معاناة المصريين الأقباط الذين كانوا مضطهدين دينيًا ومذهبيًا، ولذلك أدرك المسلمون أنَّ فتح مصر سيؤدي إلى إنعاش الاقتصاد الإسلامي على حساب الاقتصاد البيزنطي وتخليص الأقباط من اضطهاد البيزنطيين أيضًا.[٢]
متى كان الفتح الإسلامي لمصر
في الإجابة عن السؤال القائل: متى كان الفتح الإسلامي لمصر؟ يمكن القول إنَ الفتح الإسلامي لمصر كان في السنة الثامنة عشرة للهجرة وهي السنة التي توافق عام 640 ميلاديّة في فترة خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وكان قائد الفتح داهية العرب الصحابي عمرو بن العاص -رضي الله عنه-، وقد سلك الطريق المحاذي لساحل البحر المتوسط ووصل إلى العريش ففتحها دون مقاومة تذكر، وعندما وصل إلى قرية الفرما أول الحدود المصرية، واجه الجيش الإسلامي حامية رومانية بيزنطية، فحاصرها مدة طويلة حتَّى سقطت عام 19 للهجرة.[٣]
ثمَّ خاض المسلمون معركة بلبيس ومعركة حصن نابليون، وقد كان المستفيد الأول من الفتح الإسلامي هم الأقباط الموجودون في مصر لذلك ساعدوا المسلمين في فتح مصر كثيرًا، وقد استمرَّ المسلمون في الزحف وصولًا إلى الإسكندرية، فحاصروها مدة أربعة شهور ثمَ سقطت عنوة فَعَدَّ عمرو بن العاص أهلها أهل ذمة وترك المقوقس في رئاسة قومه مقابل الجزية، وكان هذا عام 20 للهجرة.[٣]
رسالة عمر في فتح الاسكندرية
في ختام الحديث عن الفتح الإسلامي لمصر، لا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ مدينة الاسكندرية كانتْ مدينةً حصينةً منيعةً، حاصرها جيش السلمين مدة أربعة شهور، وبعد هذه الشهور أرسل عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- رسالة قال له فيها: "أما بعد، فقد عجبتُ لإبطائكم عن فتح مصر؛ إنَّما تقاتلونهم منذ سنين وما ذاك إلا لما أحدثتم وأحببتم من الدنيا ما أحبَّ عدوُّكم، وإنَّ الله لا ينصر قومًا إلا بصدق نيَّاتهم، وقد كنت وجهت إليك أربعة نفر، وأعلنتك أنَّ الرجل منهم بألف رجل على ما كنت أعرف إلا أن يكونوا غيَّرهم ما غيَّر غيرهم، فإذا أتاك كتابي هذا فاخطب الناس، وحضَّهم على قتال عدوِّهم، ورغِّبهم في الصَّبر والنِّية، وقدِّمْ أولئك الأربعة في صدور الناس، ومُرِ النَّاس جميعًا أن تكون لهم صدمة كصدمة رجل واحد، وليكن ذلك عند الزَّوال يوم الجمعة؛ فإنَّها ساعة تنزل الرَّحمة ووقت الإجابة، وليعج الناس إلى الله يسألونه النَّصر على عدوِّهم".[٣]
ففعل عمرو بن العاص ما جاء في رسالة عمر بن الخطاب، حيث جمع الناس وخطب فيهم وحضَّهم على القتال والجهاد، فكان لهم الفتح بفضل الله تعالى.[٣]المراجع[+]
- ^ أ ب "الفتح الإسلامي لمصر"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 12-07-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "الفتح الإسلامي لمصر"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 12-07-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "الفتح الإسلامي لمصر كان تحريرا لها"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 12-07-2019. بتصرّف.