ما اسم القائد الذي فتح مصر
محتويات
الفتوحات الإسلامية
رسالة الإسلام رسالةٌ عالميّةٌ، فهي ليست حكرًا على أمةٍ بعينها، ولا هي المحددة بالمكان ولا الزمان، إنها عالميةٌ لكل البشر، في زمان نزولها وحتى يشاء الله، وهي غير مقتصرةٍ على المكان الذي بدأت فيه، إنها دعوةٌ خالدةٌ للعالمين، ولذلك كانت الفتوحات الإسلامية سريعةً، وهي رغم سرعتها كانت ثابتةً ومستمرةً، ولا تزال آثارها باقيةً حتى في تلك البلاد التي انقطع الوجود الإسلامي فيها؛ لقد كانت مصر واحدةً من البلاد التي فتحت بنور الإسلام ودعوته العالمية، وفي هذا المقال سيتمّ الإجابة عن سؤال: ما اسم القائد الذي فتح مصر.[١]
أحوال مصر ومقدمات فتحها
"إنَّكم ستفتَحونَ أرضًا يُذكَرُ فيها القيراطُ فاستَوْصوا بأهلِها خيرًا فإنَّ لهم ذمَّةً ورحِمًا"[٢]، بهذه البشرى والوصية، كان المسلمون على موعدٍ ما لفتح مصر، قبل الفتح وفي عهد الرومان، كان الأقباط -وهم غالبيةٌ في ذلك الوقت- يعيشون تحت وطأة الظلم، فأُثقلوا بالضرائب، ومنعوا من استخدام لغتهم حتى فيما بينهم، ومنعوا أيضًا من ممارسة شعائرهم الدينية، حتى مع اعتناقهم النصرانية إبّان وثنية الرومان وما بعدها أيضًا؛ نهب الرومان مصر، واستولوا على خيراتها، وبمّا يكفّوا عن الظلم.[٣]
بعد الفتوحات الإسلامية في الشام، صارت العيون ترنو إلى مصر وإفريقيا، وذلك انطلاقًا من دواعي عدّةٍ، أهمها واجب المسلمين في تبليغ دعوة الله، ونشر الإسلام دينًا وأسلوب حياةٍ على الأرض، إضافةً إلى ضمان عدم تمكّن فلول الرومان -بقايا القوات الرومانية بعد فتح الشام- من إنشاء قوىً عسكريةً في مصر تمكنهم من محاصرة الشام والجزيرة العربية.[٣]
بعد فتح الشام واستلام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- مفاتيح القدس، التقى مع قادة الجيوش الإسلامية في الشام، وذلك في العام 638 للميلاد، وحينها صار أمرفتح مصر محورًا رئيسًا في المشاورات كنقطةٍ أوليةٍ لفتح إفريقيا وما هوا أبعد من ذلك حتى، ثم أعطى عمر بن الخطاب موافقةً على المضي بأمر فتح مصر، لكن ما اسم ذلك القائد الذي فتَح مِصْر؟[٤]
ما اسم القائد الذي فتح مصر
تَعلَقُ في الذاكرة الأحداث العظام، ويدوّن التاريخ القادة النوابغ، ذلك لما لهم من أثرٍ على مصير الشعوب والبلدان، وهنا لا يسع التاريخ ولا الذاكرة أن يسقطا ذلك القائد الفذ الذي أدخل الإسلام إلى القارة السمراء، فاتحًا إياها بنور الدين، وشمس الإسلام؛ مصر بدايةً ومحطةً مهمةً، فما اسم القائد الذي فتح مصر؟
هو القائد الداهية الصحابيّ، أبو عبد الله عمرو بن العاص بن وائل السهمي القرشي، فاتح مصر ووالي الخليفة عليها، ويروى أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قال عنه وفيه: "ما ينبغي لأبي عبدالله أن يمشي إلا أميرًا" وهو -عمرو بن العاص- أحد دهاة العرب، وأشهر قادة المسلمين، وعلمًا بارزًا من أعلام "فن الحرب" على مدار التاريخ.[٥]
كان عمرو بن العاص في الجاهلية فارسًا، وهو من بنو السهم، أهل القضاء في قريش، وبعد بعثة النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- وفي حادثة الهجرة إلى الحبشة، كان عمرو أحد مبعوثي قريش إلى نجاشيّ الحبشة، وذلك لاستمالته وردّ منوهاحر إليه معهم؛ وكان عمرو بن العاص مفوهًا وخطيبًا، صاحب فكرٍ ودهاء، شارك في معركتي بدر وأحد ضد المسلمين، ثم أسلم رفقة خالد بن الوليد وعثمان بن طلحة -رضي الله عنهم- في السنة الثامنة للهجرة[٥]، وفيه قال الرسول الكريم: "أسلم الناسُ وآمن عمرُو بنُ العاصِ"[٦].
الفتح الإسلامي في مصر
في الستين من عمره، قاد عمرو بن العاص طلائع جيش الفتح الإسلامي لمصر، وكان عدد الجيش وقتها لا يتجاوز 4000 آلاف مجاهدٍ وفاتحٍ، قاطعًا بهم صحراء سيناء تلك المهولة الخطيرة،[٥] ثم في العام نفسه الموافق سنة 640 للميلاد وصلهم مدد أمير المؤمنين وبلغ عددهم 12000 ألف مجاهدٍ، وكان على رأسهم قادةٌ اربعة، هم الزبير بن العوام، وعبادة بن الصامت، والمقداد بن الأسود، ومسلمة بن مخلد -رضي الله عنهم جميعًا.[٧]
المراجع[+]
- ↑ جميل المصري، دعاوي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين (الطبعة 1)، بيروت- لبنان، دمشق- سوريا: دار القلم، الدار الشامية، صفحة 11، 14. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي ذر، الصفحة أو الرقم: 6676، أخرجه في صحيحه.
- ^ أ ب جمال عبدالهادي، فتح مصر (الطبعة 1)، الفقاهرة- مصر: دار التوزيع والنشر الإسلامية، صفحة 15، 16. بتصرّف.
- ↑ جمال عبدالهادي، فتح مصر (الطبعة 1)، القاهرة- مصر: دار التوزيع والنشر الإسلامية، صفحة 30، 31. بتصرّف.
- ^ أ ب ت بسام العسلي (2012)، قادة فتح مصر والمغرب (الطبعة 1)، بيروت- لبنان: دار النفائس، صفحة 18، 22، 25. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم: 3844، حسن.
- ^ أ ب جمال عبدالهادي، فتح مصر (الطبعة 1)، القاهرة- مصر: دار التوزيع والنشر الإسلامية، صفحة 32،33،34،35،36. بتصرّف.
