حكم التسمية باسم صهيب

معنى اسم صهيب
ثمّة في معاجم اللّغة الكثير الكثير من الأسماء التي يستعملها النّاس في حياتهم، منها ما اشتقّوه، ومنها ما كان أصليًّا في ذاته جاء من تسمية أطلقتها العرب من دون أن يكون لها أصل اشتقاقي، كأسماء معظم الحيوانات وصفاتهم، ومن الأسماء التي اشتقّها العرب من الصّفات اسم صُهيب؛ فهو تصغير اسم أصهب، وهو الذي يميل لون شعر رأسه إلى الحُمرة أو الشُّقرة، وهو اسمٌ -بلا ريب- عربيٌّ قُح، وسيُوقف على حكم التسمية باسم صهيب في هذا المقال.[١]
حكم التسمية باسم صهيب
إنّ مسألة تسمية الابن من المولود تبقى شغل الوالدين الشّاغل طوال مدّة حمل الأمّ به، ولابدّ أن يعلم من ينتظر ولدًا أنّ الأصل في الأسماء الإباحة، فالأسماء كلّها مباحة إلّا ما نهت الشّريعة عنها بداعي التّحريم أو الكراهية، وممّا ينبغي للأب والأمّ أن يتنبّهوا له عند تسمية ابنهم:[٢]
- لا يكون اسم الابن عبدًا لغير اللّٰه سبحانه، كأن يكون اسمه عبد النّبي، وعبد اللات، وعبد الكعبة، وعبد العُزّى، وهلُمَّ جرًّا.
- لا يكون اسمه من أسماء اللّٰه التي اختصّ بها نفسه سبحانه، كالرب، أو الرحمن، أو الخالق، أو القيّوم ونحوها.
- لا يكون اسم الابن وصفًا لا يصدق إلّا على اللّٰه تعالى.
- لا يكون الاسم تقليدًا لأسماء الكافرين الدّالّة عليهم.
- لا يكون الاسم اسمًا لوثنٍ، أو صنمٍ، أو طاغوتٍ يُعبد من دون اللّٰه.
وممّا سبق يتّضح أنّ حكم التسمية باسم صهيب مُباحٌ شرعًا ولا حرج في ذلك، بل هو اسمٌ لصحابيٍّ جليل وهو صُهيب الرّومي، وهو ما سيُوقف عنده فيما يأتي.
الصّحابيّ صهيب الرومي
بعد أن تبيّن حكم التسمية باسم صهيب لابدّ من وقفة مع أهمّ الشّخصيّات التي حملت هذا الاسم في التّاريخ، وهذه الشّخصيّة هي صهيب الرّومي، الصّحابيّ الجليل -رضي اللّٰه عنه-، هو صهيب بن سنان النّمري، وأمّه من بني مالك بن عمرو بن تميم، وسُمّي الرّوميّ لأنّ الرّوم قد سبوه صغيرًا ونشأ عندهم حتّى اشترته قبيلة كلب، ثمّ اشتراه عبد اللّٰه بن جدعان في مكّة وأعتقه، وصار شريكًا له في تجارته، وبقي ملازمًا لعبد اللّٰه بن جدعان حتّى وفاته، وحين جاء الإسلام كان من السّبّاقين إلى الإسلام مع عمّار بن ياسر، وقد أسلما في دار الأرقم، وكان من الذين استضعفهم كفّار قريش وجبابرتهم.[٣]
ولقي ما لقي في سبيل اللّٰه ودينه، حتّى أذن اللّٰه سبحانه لنبيّه -عليه الصلاة والسلام- بالهجرة، فهاجر في أواخر المهاجرين، وتبعه المشركون وحاولوا إثناءه، فاستخرج من كنانته أربعين سهمًا، وكان ماهرًا في رمس النِّبال، فقال لهم: يا معشر قريش تعلمون أني من أرماكم، واللّٰه لا تصلون إليَّ حتى أرميكم بكل سهم معي، ثم أضربكم بسيفي ما بقي بيدي منه شيء، فقالوا له: أتيتنا صعلوكًا فكثُر مالك عندنا، ثم تريد أن تخرج بنفسك ومالك! واللّٰه لا يكون ذلك، فقال: أرأيتم إن تركت مالي لكم هل تخلون سبيلي؟ قالوا: نعم، فدلّهم على الموضع الذي خبّأ فيه ماله بمكّة، فتركوه يمضي إلى المدينة بعدما أخذوا منه كلّ ما يملك، وضحّى بكلّ شيء في سبيل اللّٰه، فلحق برسول اللّٰه -صلّى اللّٰه عليه وسلّم- وهو ما يزال في قباء، فلمّا رآه رسول اللّٰه -صلّى اللّٰه عليه وسلّم- قال: "يا أبا يحيى ربح البيع" ثلاثًا، فقال صهيب: يا رسول اللّٰه -صلّى اللّٰه عليه وسلّم-، ما سبقني إليك أحد، وما أخبرك إلّا جبريل -عليه السّلام-.[٤]وحضر صهيب -رضي اللّٰه عنه- كلّ المعارك مع رسول اللّٰه -صلّى اللّٰه عليه وسلّم-، ولم يتخلّف عن أيّ منها، وروى أحاديث كثيرة عن رسول اللّٰه -صلّى اللّٰه عليه وسلّم-.[٣]المراجع[+]
- ↑ "تعريف و معنى صهيب في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-7-2019. بتصرّف.
- ↑ "آداب تسمية الأبناء"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 27-7-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "سابق الروم صهيب الرومي"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-7-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه الحاكم، في المستدرك، عن صهيب الرومي، الصفحة أو الرقم: 5729، صحيح الإسناد.