سؤال وجواب

بحث عن الجهاز العصبي


جسم الإنسان

لكي يَتمّ جسمُ الإنسان عمله بالشّكل الأمثل لا بُدّ من سلامة أعضائه جميعها، وإنَّ أحد هذه الأعضاء هو الجهاز العصبي، والذي يعدّ مكان تشكيل الأفكار والاحتفاظ بالمعلومات والذاكرة وتحليل وبرمجة البيانات الواصلة للجسم ومعالجتها، كما يتواصل الجهاز العصبي مع سائر أعضاء الجسم عبر الأعصاب التي تنقل الإشارات العصبية منه إلى أعضاء الجسم وبالعكس أيضًا، وهذا كلّه يحتاج تناغمًا ودقّةً في الأداء فالخلل فيه سيحدث عواقب تنعكس على منظومة الجسم بأكمله، لذا انطلاقًا من أهمّية الجهاز العصبي سيُدرج هنا بحثٌ عن الجهاز العصبي.

بحث عن الجهاز العصبي

كبدايةٍ للتوغّل في هذا البحث عن الجهاز العصبي؛ يجب ذكر بعض الحقائق عن الجهاز العصبي، وهي ستشكّل ركيزةً لما سيتمّ تناوله لاحقًا في هذا البحث عن الجهاز العصبي، حيث يوجد في جسم الإنسان مليارات من الخلايا العصبية وتقدّر بحوالي 100 مليار خلية عصبية في الدّماغ و13.5 مليار خلية عصبية في النخاع الشوكي، وتُقسم الخلية العصبية إلى ثلاثة أقسام؛ فالأول هو التغصّنات الخاصة بالخلية العصبية وهي التي تستقبل الإشارات من الخلايا المجاورة عادةً، والثاني هو جسم الخلية العصبية ويشكّل مقرّ المعلومات الواجب إرسالها ومستودع الموادّ الغذائية للخليّة، وأخيرًا القسم الثالث هو المحور العصبي وهو عبارة عن شريط طويل يصل بين جسم الخليّة العصبية والخلية الأخرى التي ستُرسَل إليها التعليمات، وهذا يشبه أسلاك الكهرباء إلى حدٍّ ما.
وتختلف الخلايا العصبية عن بعضها بالحجم والشّكل والوظيفة وذلك بحسب موقعها من الجسم؛ فمنها المسؤول عن الإحساسات ومنها المسؤول عن الحركات مثلًا، كما يُلاحظ أنَّ الخلايا العصبية مبرمجةٌ على القيام بأربعة أعمال مختلفة وهي الحسّ، والحركة، والاستقبال والوصل بين العصبونات، كما يُقسم الجهاز العصبي تشريحيًا إلى قسمين هما الجهاز العصبي المركزي المكوّن من الدّماغ والنخاع الشوكي، والجهاز العصبي المحيطي المكوّن من الأعصاب والعُقد العصبيّة، أمَّا وظيفيًا فيُقسم الجهاز العصبي إلى نوعين هما الجهاز العصبي الإرادي وهو الذي يستطيع الشخص التّحكّم به باستعمال عضلاته وإحساساته، والنّوع الثاني هو الجهاز العصبي اللا إرادي أي لا يخضع عمله لسيطرة الإنسان وإنَّما يحافظ على وظائف الجسم بضبط معيّن كمعدّل ضربات القلب والتنفّس والاستقلاب وغيرها.[١]

وأيضًا يُقسم الجهاز العصبي اللاإرادي إلى ثلاثة أقسام هي الجهاز العصبي الودّي، والجهاز العصبي نظير الودّي والجهاز العصبي المعوي أي المرافق للسبيل الهضمي، وإنَّ ما يجهّز الجسمَ للقيام بعملٍ ما هو الجهازُ العصبي، فمثلًا للقيام بنشاطٍ عضليٍ يخبر الجهاز العصبي الودّي الجسم لكي يستعدّ لذلك فيرفع معدّل ضربات القلب والتنفس ويزيد النشاط الذّهني ويوقف مؤقّتًا عمل الأمعاء، كما أنَّ الجهاز العصبي يعمل حتّى في حالة الرّاحة، حيث يقوم الجهاز العصبي نظير الودّي بتفعيل وظائف الجسم كالاستقلاب والهضم في هذه الحالة، وكما سبق وذُكر؛ يوجد للأمعاء جهازٌ عصبيٌ مستقلّ للتحكّم بحركتها وإفرازاتها لأجل عملية الهضم، وأخيرًا؛ يُمكن أن يتمّ تهكير الجهاز العصبي، حيث أمكن العلماء حاليًا من التحكّم بالخلايا الدماغية عبر إرسال منبّهٍ ضوئيٍ مثلًا إلى مجموعة من الخلايا العصبية وبالتالي رصد عملها في الجسم.[١]

أمَّا الحديث عن وظائف الجهاز العصبي ضمن هذا البحث عن الجهاز العصبي أمرٌ يصعب حتّى إيجازه، لذا سيتأتّى هنا ذكر الوظيفة الأهمّ لبعض الأجزاء من الدّماغ، فالفصّ الصدغي للمخ يستقبل ومعالجة بعض الإحساسات والعواطف، والفصّ القفوي للمخ يستقبل الإشارات المتعلقة بالرؤية ويعالجها، والفصّ الجداري للمخ يستقبل أيضًا بعض الإحساسات المختلفة في الجسم مثل اللّمس والإدراك وغيرها، أمَّا الفصّ الجبهي للمخ فهو مكان المحاكمة العقلية والتخطيط وإرسال الأوامر لباقي أجزاء الدماغ والجسم، والنُّوى القاعدية تساهم في الوظيفة الحركية وتلقائيتها وسهولتها، ولا علاقة لها بالحسّ، والعطاس، وأخيرًا اللّوزة الدماغية تتوضّع في الفصّ الصدغي للمخ، ويرتبط عملها بالذاكرة وصنع القرار والاستجابات العاطفية لا سيّما السلبيّة منها.[٢] ويجدر بالذكر ضمن هذا البحث عن الجهاز العصبي الحديث عن أمراض الجهاز العصبي، لكن لا يتّسع المجال لذكر كامل الأمراض في هذا البحث الموجز عن الجهاز العصبي، لذاسيتمّ هنا ذكر الآليّات المتعدّدة التي يُصاب بها الجهاز العصبي بالمرض، مع مثال عن كلّ واحدةٍ من تلك الآليّات، فالرّضوض كثيرًا ما يتعرّض لها الجهاز العصبي كحادث سقوطٍ أو خلال مشاجرة، والتأثير عليه يختلف من أثرٍ بسيط يشفى بالكامل إلى شديد يؤدّي بالشخص إلى الوفاة، أمَّا الإنتانات فيمكن لبعض المكروبات الدخول إلى الجهاز العصبي وإحداث التهابٍ ضمنه، مثل الفيروسات وبعض الجراثيم والفطور، جميعها يمكن أن تسبّب التهابًا في الدّماغ، وهناك التَنَكُّس؛ فعادةً الخلية العصبية التي تموت لا يمكن تعويضها، لذا عندما تؤدّي طفرة وراثية إلى سرعة في تنكّس الخلايا العصبية فإنَّ هذا سيؤدّي إلى مظاهر تعتمد على الخلايا العصبية المفقودة، فمثلًا تنكّس الخلايا العصبية في قشر المخّ سيؤدّي إلى مرض ألزهايمر، والعيوب التشريحية وهي أفضل مثال عن اضطرابات التطوّر الولادية كانعدام الدّماغ، وهناك الأورام حيث يمكن أن تنمو على حساب خلايا مختلفة في الجهاز العصبي، وتعتمد الأعراض على مكان نشوء الورم وسرعة تطوّره وغزوه لمناطق الدّماغ، أمَّا من حيث الأمراض المناعيّة الذاتيّة فذلك يحدث حين يهاجم الجهاز المناعي مناطق معيّنة من الدماغ أو النخاع الشوكي كما في الذئبة الحمامية الجهازية مثلًا، ويبقى أخيرًا السكتة وهي ناجمة عن توقّف مفاجئ للإمداد الدّموي بسبب خثرة انطلقت وأغلقت أحد الشرايين المغذّية للدماغ، وتعتمد المظاهر على مكان الخثرة والوعاء المصاب.[٢]

بقي الحديث عن سلامة الجهاز العصبي ووظائفه ضمن البحث عن الجهاز العصبي،ويشمل ذلك الأغذية التي تُسهم في دعم وظائف الجهاز العصبي وتساعده على القيام بعمله كبعض الفيتامينات والمعادن المفيدة للجهاز العصبي، والبداية مع البوتاسيوم الذي ينظّم الإشارات العصبية، ويساهم في إحداث كمون العمل للخلايا العصبية وإيقافه لكيلا تحدث تنبيهات تلقائية من قبل الخلايا العصبية كما يحدث في الصرع، وتشمل الأغذية الغنيّة به الموز وعصير الخوخ والبرتقال، وهناك الكالسيوم الذي يساهم أيضًا في كمون العمل مثل البوتاسيوم، وهناك دراسات حديثة من جامعة كاليفورنيا توضّح أن الكالسيوم يعدّ بمثابة خريطة لهجرة الخلايا العصبية أثناء تطوّرها، وتشمل الأغذية الغنيّة به البيض والحليب ومشتقّاته والحبوب واللفت، أمَّا فيتامين B12 فهو يساهم بالاستقلاب في الجسم بشكل عام، ويساعد الجهاز العصبي في تأمين الوقود عبر تحطيم السكّريات إلى غلوكوز يمكن استهلاكه من قبل الخلايا العصبية، كما يحافظ على الغمد الخاص بالمحاور العصبية وهو غمد النخاعين حيث تمّ إثبات علاقة نقص مستويات فيتامين B12 ببعض الأمراض مثل ألزهايمر، والأغذية الغنيّة به تشمل المحار والدواجن ولحوم البقر.[٣]

المراجع[+]

  1. ^ أ ب "11 Facts About the Nervous System", healthline, Retrieved 30-7-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "All about the central nervous system", medicalnewstoday, Retrieved 30-7-2019. Edited.
  3. "Vitamins & Minerals for the Nervous System", livestrong, Retrieved 30-7-2019. Edited.