تأملات في سورة محمد

سورة محمّد
سورة محمّدٍ هي السّورة التي تحتلّ الرّقم السّابع والأربعين من ترتيب المصطفى - صلّى الله عليه وسلّم- أمرٌ يدعو إلى التّفكّر والتّدبّر في آياتها، ويثير الفضول للبحث في معانيها وأساليب البديع والبيان فيها؛ لذلك كان لا بدّ من وقفةٍ مع تأمّلاتٍ في سورة محمّدٍ لعرض عددٍ من الأوجه البيانيّة الواردة فيها وتقديم تفاسيرٍ لها، وللحديث عن تأمّلاتٍ في سورة محمّد، يجب الوقوف عند قوله -تعالى-: {وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ}[٣]، تمّت إضافة النّعم بعد الوصف مع أنّ المغفرة سابقةٌ لهذه النّعم فما تفسير ذلك؟ التّفسير بأنّ الواو لا توجب التّرتيب في الإخبار، وإفاضة النّعم لا تستلزم السّتر معها؛ لذلك ذكر -سبحانه- أنّه مع ذلك فقد ستر الذّنوب ولم يفضحهم.[٤]
وفي قوله -تعالى- في الآية الكريمة أيضًا: {لَوْلا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ}[٥]، فإنّ كلًّا من الفعلين نزّل وأنزل متعدٍّ، وقيل إنّ الفعل نزّل يستخدم لغرضَيْ التعدّي والمبالغة، أمّا الفعل أنزل فيستخدم للتعدّي فقط، كما قيل إنّ نزّل يستخدم عند قصد النّزول على شكل دفعة، أمّا أنزل فعند إرادة النّزول متفرّقًا، أمّا الأولى فقد خصّها -سبحانه وتعالى- بـ نزّلت؛ لأنّه كلامٌ من كلام المؤمنين، وذُكرَ بلفظ المبالغة، فقد كانوا يأنسون عند نزول سورة آل عمران قوله -تعالى-: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ}.[١١]
المراجع[+]
- ↑ سورة محمد، آية: 20.
- ↑ "مقاصد سورة (محمد)"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 04-08-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة محمد، آية: 15.
- ^ أ ب "سورة محمد- كتاب الحاوي في تفسير القرآن الكريم"، www.al-eman.net، اطّلع عليه بتاريخ 04-08-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة محمد، آية: 20.
- ↑ سورة محمد، آية: 2.
- ↑ سورة محمد، آية: 9.
- ↑ سورة محمد، آية: 25.
- ↑ سورة محمد، آية: 32.
- ↑ "آيات ورد فيها "محمد""، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-08-2019.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 114.
- ↑ سورة الأحزاب، آية: 40.
- ↑ سورة الفتح، آية: 29.
- ↑ سورة محمد، آية: 2.