سبب-نزول-سورة-الشمس

سورة الشمس
تُعدّ سورة الشمس السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي تشتملُ على أكبر عددٍ من الأشياء المُقسم عليها إذ أقسم الله -عزّ وجل- في آيات هذه السورة بسبع آياتٍ كونيّةٍ هي: الشمس، والليل، والقمر، والنهار، والأرض، والسماء، والنَّفس، وهي من السّور المكية المفصَّلية ومن قصار السُّور إذ يبلغ عدد آياتها خمس عشرة آيةً وترتيبها الحادية والتسعين بحسب المصحف العثمانيّ أما عدد آياتها بحسب المصحف المكيّ فَسِتّ عشرة آيةً، ونزلت بعد سورة القدر وتقع في الربع السادس من الحزب الستين في الجزء الثلاثين، وهي من السور التي تفتتح آياتها بالقسم، وهذا المقال يتطرق إلى سورة الشمس من عدة أوجهٍ.
سبب تسمية سورة الشمس
سُمّيت هذه السورة بهذا الاسم نسبةً إلى أول الأشياء المُقسم بها في هذه الآيات ألا وهي الشمس؛ فالشمس أكبر الأجرام السماوية على الإطلاق وهو نجمٌ عملاقٌ ثابتٌ تتعلق وترتبط وتدور في فلكه كافة الكواكب والأجرام السماوية عن طريق ما يُعرف علميًّا بخيوط الجاذبية، وهي عظيمةٌ في ذاتها كونها تطلق الحرارة والنور إلى غير ذلك من فوائدها العظيمة وهي من أكبر الدلائل على قدرة الخالق لذا افتُتحت بها السورة وسُميت بها، كما يُطلق عليها اسم سورة الشمس وضحاها نسبةً إلى آية السورة الأولى والبخاري ممن أطلق عليها هذا الاسم في صحيحة تمييزًا لها عن سورة إذا الشمس كورت والمعروفة بالمصحف العثماني بسورة التكوير. [١][٢]
سبب نزول سورة الشمس
القرآن الكريم بجميع سورو وآياته نزل على النبي -صلى الله عليه وسلم- أحيانًا لسببٍ ما مرتبطًا بحادثةٍ أو خبرٍ أو أمرٍ غيبيٍّ وتارةً أخرى دون سببٍ وإنما للإخبار وأخذ العبرة أو نسخ بعض الآيات السابقة أو للوعد والوعيد وغيرها من الأغراض ومن هذه السُّور سورة الشمس التي لم يرد في كُتب أهل العلم والحديث ما يُشير إلى وجود سببٍ لنزول آيات السورة ومن هؤلاء الواحدي في كتابه أسباب النزول والسيوطي في كتابه لباب النقول في أسباب النزول. [٣]
فضل سورة الشمس
فضل سورة الشمس وقراءتها مرةً أو عدة مراتٍ في وقتٍ ما أو وقت محددٍ لأي غرضٍ؛ فلا أصل له ولا توجد لسورة الشمس أي خصوصيةٍ أو فضلٍ خاصٍّ بها دون سواها من سُور القرآن الكريم إلا ما عُرف وثبُت في الأحاديث الصحيحة من قرأ من آيات القرآن حرفًا فله عشر حسناتٍ، لكن الأحاديث التي ارتبطت بآيات سورة الشمس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا مرّ على قوله تعالى: "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا"[٤] قال: "اللهمَّ إيتِ نفسي تقواها، زكِّها أنت خيرُ من زكَّاها، أنت وليُّها ومولاها" [٥]
كما حثّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- على قراءة سورة الشمس وغيرها من أواسط المفصَّل في صلوات الظهر والعصر والعشاء تخفيفًا على الناس بالنسبة للإمام؛ فقد جاء في صحيح البخاري:"أنَّ مُعاذَ بنَ جبلٍ -رضي الله عنه- كان يُصلِّي معَ النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-، ثم يأتي قَومَه فيُصلِّي بهمُ الصلاةَ، فقَرأ بهمُ البقرةَ، قال: فتجوَّز رجلٌ فصلَّى صلاةً خفيفةً، فبلَغ ذلك مُعاذًا فقال: إنه منافقٌ، فبلَغ ذلك الرجلَُ، فأَتَى النبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- فقال: يا رسولَ اللهِ، إنا قومٌ نعمَل بأيدينا، ونَسقي بنَواضِحنا، وإن مُعاذًا صلَّى بنا البارِحةَ، فقرَأ البقرةَ، فتجوَّزتُ، فزعَم أني منافقٌ، فقال النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-:"يا مُعاذُ، أفتَّانٌ أنت -ثلاثًا- اقرَأْ:"وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا" [٦]. و"سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى" [٧]. ونحوَها" [٨][٩][١٠]المراجع[+]
- ↑ تفسير القرآن التحرير والتنوير سورة الشمس،, "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 23-09-2018، بتصرف
- ↑ تأملات إيمانية في سورة الشمس،, "www.kalemtayeb.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 23-09-2018، بتصرف
- ↑ ليس كل سورة لها سبب نزول،, "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 23-09-2018، بتصرف
- ↑ {الشمس: الآية 7: 8}
- ↑ الراوي: أبو هريرة، المحدث: الألباني، المصدر: تخريج كتاب السنة، الصفحة أو الرقم: 319، خلاصة حكم المحدث: حسن
- ↑ {الشمس: آية 1}
- ↑ {الأعلى: آية 1}
- ↑ الراوي: جابر بن عبدالله، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 6106، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ قراءة السور بعدد معين لغرض مخصوص،, "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 23-09-2018، بتصرف
- ↑ شرح حديث معاذ: أفتان أنت يا معاذ،, "www.binbaz.org.sa"، اطُّلع عليه بتاريخ 23-09-2018، بتصرف