صلة الرحم، من هم صلة الرحم، كيف نصل أرحامنا، صلة الأرحام من الأمور التي وصى بها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وأوصانا بها الله تعالى في القرآن الكريم، ولكن كثير منا لا يعرف من هم ذوي الأرحام الذين يجب علينا صلتهم.
من هم الأرحام الواجب صلتهم :
هناك اختلاف كبير بين العلماء في من هم ذوي الأرحام الواجب على الانسان أن يصلهم ويودهم ويقف بجانبهم، وكان هناك ثلاثة آراء في ذلك وهي:
- القول الأول: أنهم الرحم المحرم.
- القول الثاني: أنهم الرحم ذوي الميراث أي الذين لهم حق الميراث.
- القول الثالث: أنهم الأقارب من النسب سواء لهم حق الميراث أم لا.
الصحيح من أقوال أهل العلم وما أجمعوا عليه أن ذوي الأرحام هم من كانوا شركاء في النسب سواء كان لهم حق الميراث أم لا يحق لهم.
والأقارب من النسب هم الأقارب من جهة الأب والأم، وهم الذين قصد الله بهم المعنى في آياته في كتابه العزيز.
قال الله تعالى: “وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله”.
من هم أقرب الأقرباء من ذوي الرحم :
صلة الرحم كما ذكرنا هي كل ما اجتمع بينهم نسباً يرثون أم لا، ولكن هناك الأقرب ثم القريب ثم الذي يليه وهكذا، وأقرب ذوي الأرحام هم:
الآباء، الأمهات، الأجداد، الأولاد، وأولادهم، ما تناسلو، ثم الأقرب فالأقرب من الأخوة، وأولاد الأخوة، والأعمام، والعمات، وأولادهم، ثم الأخوال، والخالات، وأولادهم.
الدليل من السنة على ما سبق :
حينما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن من هم أحق بالبر والود، أجاب السائل بمن هم أحق الناس بقربه وبره وإحسانه إليهم ووضح ذلك في حديثه الشريف.
سأل سائل قائلاً:من أبر يا رسول الله؟ قال: ” أمك”، قال: ثم من؟ قال: ” أمك”، قال ثم من؟ قال: ” أمك”، قال: ثم من؟ قال: “أباك ثم الأقرب فالأقرب”، أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.
هل أقارب الزوجة أو الزوج من ذوي الأرحام :
ذوي الأرحام هم من ينتمون لنفس النسب، بمعنى أنهمم من العائلة الواحدة، أما بالنسبة لأقارب الزوج ليسوا بذوي رحم للزوجة، وكذلك أقارب الزوجة ليسوا بذوي رحم للزوج، وإنما قد يكونوا رحماً للآخر إذا كانت هناك قرابة بين الزوجين، فيصبح أقارب كلاً ذوي رحم للآخر.
وإن لم يكن هناك صلة قرابة بين الزوجين فيكون أقارب كل واحد منهما ليسوا أرحاماً للآخر، وإنما تكون أقارب الزوجة ذوي أرحام لأولده، وبالرغم من ذلك فعلى كل منهما أن يحسن لأقارب الآخر وها من حسن العشرة بين الزوجين، وسبباً في تزايد الود والألفة فيما بينهم وتوطيد العلاقات.
كيف تكون صلة الرحم :
هناك طرق عديدة ومتنوعة نستطيع أن نصل بها أرحامنا، فقد وصانا الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بإيصال الرحم، ومن وصل رحمه وصله الله تبارك وتعالى، فالرحم معلقة بعرش الرحمن، ومن وسائل صلة الرحم:
- زيارة ذوي الرحم: حتى وإن لم يردوا الزيارة، فيجب على المسلم أن يزور أرحامه ويتفقد أحوالهم.
- الصدقة : الأقربون أولى بالمعروف فتجب الصدقة لذوي الرحم طالما هم في حاجة لذلك، وتكون من الأولى أن تخرج الصدقات لهم عن غيرهم من الفقراء.
- الإحسان والبر: وهو إما بالزيارة أو بالمال أو بتفقد أحوالهم أو رعايتهم أو غيره من وسائل الإحسان.
- زيارة المريض وعيادته: فيجب أن يقو المسلم بزيارة المريض من ذوي الأرحام، والتلطف في الزيارة وعدم إرهاقه، وتتبع أحواله إلى أن يتم شفاؤه، وقضاء حوائجه إذا كانت هناك حاجة لذلك.
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: من حقوق ذوي الأرحام علينا أن نأمرهم بالمعروف وننهاهم عن المنكر، بالحسنى والموعظة الحسنة كما أمرنا الله تعالى، ويجب علينا أن نتحلى بحسن الخلق في المعاملة مع ذوي الأرحام.
فضل صلة الرحم للمسلم :
صلة الرحم لها عند الله شأن عظيم ومن وصلها فله من الثواب عند الله سبحانه وتعالى الكثير، كما أن لها فضائل عديدة نذكر منها ما يلي:
- تجلب الخير والبركة للمسلم في بيته وحياته وزقه وكل شيء.
- توطد المحبة وتزيد المودة بين الناس.
- تزيل البغضاء والكراهية والحقد من القلوب والنفوس.
- من الإيمان بالله صلة الرحم فتعتبر من أركان الإيمان.
- من وصل رحمه فكأنما وصل الله تبارك وتعالى.
- سبب من أسباب دخول الجنة صلة الرحم.