التيار الرومانسي في الشعر العربي
محتويات
الشعر
لم تبرز أمَّةٌ على وجه هذه الأرض إلّا وبَرَز معها شيءٌ من حضارتها يستمرُّ أو يفنى حسب قوَّة تلك الأمة وضعفها، ولم تكن الأمَّة العربيَّة بأقلّ من تلك الأمم بل كانت أعلاها وأحلاها وأبرزها ومن الإرث الذي تركته وخطته في صفحاتها وحافظ عليه أبناؤها هو الشعر العربي الذي لم يُنزل الله القرآن إلّا إعجازًا له حتى يكون منارةً بين الأمم مُعجزًا لهم طاغيًا على كلِّ ما يحاول العرب الإتيان به من الفصاحة وغيرها، إذًا كان الشعر من أهم ما يمتاز به العرب عن غيرهم، لهذا سيتحدث هذا المقال عن تعريف الشعر العربي عامَّةً وسيختصُّ بالحديث عن الكلاسيكية دعائمها في الشعر العربي ونادى بها الكثير من الشعراء وأصحاب الكلمة القوية في الأرض الشعرية، ولكن مع تغير الظروف والزَّمان والتاريخ كان لا بدَّ من ظهور تيار جديد يحاكي التطوّرات التي تظهر على أرض الواقع فظهر التيار الرومانسي في الشعر العربي بين الحربين العالميَّتين، فكلمة رومانس Romanc هي إسبانية الأصل ومعناها قصة أو رواية سواء كانت بمفهومها الخيالي أم الحقيقي، وتأثرت الرومانسية العربية بالرومانسية الغربية في ظروف نشأتها وكان هذا التيار ينادي بإبعاد العقل والمنطق وتسييد العاطفة والمشاعر، وهذا ما كان يخالف المدرسة الكلاسيكية بالشكل المطلق؛ فعملت الرومانسية على تحطيم شكل القصيدة العربية الخارجي.[٣]
ومن أبرز الشعراء الذين كان لهم الدَّور الكبير في تغيير مسار الشعر العربي من التقليدي إلى الرومانسي هو الشاعر خليل مطران ، فالرومانسية هي الإبداع الحر والانفعال والوجدان والمشاعر والحب والأمل والتخبط بعيدًا عن القواعد والضوابط والأطُر وغالبًا ما يعمل كتَّاب المذهب الرومنسي على فكرة تراسل الحواس فيبحثون عن العطر في القمر والهدوء في الشمس وبياض الكلمات وغيرها من الابتداعات التي يؤمنون بفنِّها، إذًا فكانت حركة التيار الرومنسي في الشعر العربي من أهمِّ الحركات المجددة لنَفَس الشِّعر العربي والتي وصلت به إلى درجات لم يكن يُتوقع للشعر العربي أن يرتقيها وفي هذا يكون قد تمّ الحديث عن التيار الرومانسي في الشعر العربي.[٣]
أبرز شعراء التيار الرومانسي في الشعر العربي
عند الحديث عن أي تيَّار كان له جولته في الشعر العربي فلا بدَّ من ذكر أبرز الشعراء الذين تبنَّوا هذا الفكر وكانت لهم اليد العظمى في إعلائه وسيادته حتى ولو لفترةٍ من الزَّمن وفيما يأتي سيتم ذكر أبرز شعراء التيار الرومانسي في الشعر العربي:
- خليل بن عبده بن يوسف بن مطران: شاعرٌ من الطِّراز الرفيع يغوص في المعاني كالبحر تتقاذفه الأمواج فلا يخرج إلا بالدرر منها، ولد في بعلبك في لبنان وتعلَّم في المدرسة البطريركية في بيروت ترجم العديد من الكتب ولقِّب بشاعر القطرين، توفي بالقاهرة سنة 1949م.[٤]
- علي محمود طه: شاعرٌ مصريٌّ عمله الأساسي مهندسٌ في المباني لكنَّ ذلك لم يكن ليمنعه من مزاولة الشعر في إحساسه الرَّاقي وفنِّه العالي فقد غلب في أشعاره التصوير والجمال على المشاعر والعواطف، ومن أهمّ كتبه المَلّاح التّائِه.[٥]
- إبراهيم ناجي: ولد في القاهرة لأب مثقف وقد قد تخرج من مدرسة الطب لكنَّ ذلك لم يكن ليمنعه من قراءة دواوين المتنبي وفحول الشعراء حتى بدت موهبته وميوله في كسر أغلال الشعر القديم الكلاسيكي وميلانه نحو الشعر الرومانسي ومن دواوينه وَراء الغمامِ وليالي القاهرة.[٦]
المراجع[+]
- ↑ سورة الشرح، آية: 3-4.
- ^ أ ب "شعر عربي"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-08-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب فايز علي، الرمزية والرومنسية في الشعر العربي (الطبعة الثانية)، صفحة 13-14. بتصرّف.
- ↑ "نبذة حول : خليل مطران"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-08-2019. بتصرّف.
- ↑ "نبذة حول : علي محمود طه"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-08-2019. بتصرّف.
- ↑ "نبذة حول : إبراهيم ناجي"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-08-2019. بتصرّف.