نص وصفي قصير
نص وصفي قصير
عند التفكير في كتابة نص وصفي قصير تمر في البال موضوعات كثيرة يمكن وصفها بشكل دقيق، وتحمل تفاصيل جميلة وقريبة إلى القلب، كقدوم الربيع، وأعياد المسلمين، ورمضان، وقدوم الشتاء، والأمومة، والرحلات، والحياة دون رفيق، ووصف بعض الشخصيات المؤثرة، ووصف البيوت القديمة، وسيكون هذا الموضوع وصفًا للشتاء والمطر.
وعند كتابة نص وصفي قصير عن الشتاء لا بُدّ من وصف هذا الفصل الجميل، فالشتاء فصلٌ محبّبٌ لدى كثير من الناس، الذين تشتاق قلوبهم إلى رؤية حبّات الماس الهاطلة من السماء كلّ سنة، فمع أول نزول لقطرات المطر يتنفس الإنسان الصعداء، ويُغسَل قلبه قبل أن تُبلل قطرات المطر جسمه وثيابه، ولرائحة الأرض بعد المطر نكهة خاصة عند من يتذوقون المعاني بقلوبهم، فذرّات التراب تستقبل قطرات المطر بشوق وحب بعد أيام طويلة من الحرّ والصّيف لتحيا على وقع موسيقى الشتاء، وتُسلّم نفسها للماء بحب ولهفة وأمل في حياة جديدة.
وللشتاء طقوسه الرائعة، حيث تشتاق الروح إلى الجلسات الدافئة حول المدفأة، وارتداء المعاطف الشتوية الدافئة، وشرب أكواب الشاي والقهوة التي تتسلل بحنوّ فتسري قشعريرة ممتزجة بتأملات لقطرات المطر من خلف النافذة، عندما يسرح الإنسان في الشوارع المبللة والأشجار المرتوية بعد الجفاف، وأوراق النباتات التي أضاءت وارتوت.
وعند كتابة نص وصفي قصير عن الشتاء والمطر لا بُدّ من التذكير بأن نزول المطر آية من آيآت الله سبحانه وتعالى، وعلامة دالة على قدرته عز وجل على تغيير أحوال الحياة والخلق في طرفة عين كما تتغيّر فصول السنة بين صيف وربيع وخريف وشتاء، وكثيرًا ما يتعجّب الإنسان من تغيّر الأيام عليه بين حرارة شديدة، وبرد شديد، ثم مطر يروي عطش الأرض والقلوب، وكما إن للمطر جماليته التي ينتظرها كثير من الناس، إلا أنّ بعض الناس يربطون المطر بالحزن وذكريات التّعب والشقاء.
ولعلّ هذا الرّبط جاء من الظروف الصعبة التي عانى منها هؤلاء الأشخاص في وقت الشتاء، فقد كانت فصوله قاسية عليهم، مؤرقة لفكرهم ولياليهم، ومن الشعراء الذين ربطوا الحزن بالمطر الشاعر العراقي بدر شاكر السياب في قصيدته مطر، فقد جعل المطر باعثًا على الحزن والشعور بالوحدة والضياع، مستذكرًا الجوع في بلاده رغم الخير الذي يعمّ عليه كل سنة، وغيرها من المعاني التي يعبّر عنها بعاطفة جيّاشة في قصيدته، ورغم اختلاف المعاني التي يثيرها فصل الشتاء، والمطر خاصة في نفوس الناس، إلا أنه يبقى محفزّا للشعور بكل ما هو جميل، أو باعثًا للفضفضة ونبش الذكريات الحزينة، فهو بلا شكّ مثير للمشاعر على اختلاف أمزجة الناس وذكرياتهم.