العمارة الإسلامية في الأندلس
الحضارة الإسلامية
اهتمّ الدين الإسلامي ابتداءً من عهد النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى ما بعده من دول إسلامية بالجانب الروحيّ، بالإضافة إلى الجانب العقلي، فكانت الحضارة الإسلامية حضارة تمزج بين العقل والروح، ولذلك امتازت عن كثير من الحضارات السابقة والتي كانت عبارة عن مجرد إمبراطوريات ليس لها أساس من علم ودين، وقد كانت الحضارة الإسلامية تموج بديار الإسلام من الأندلس غربًا لتخوم الصين شرقًا في عهد موسى بن نصير، وكان ذلك في عام 91هـ / 710م، وكان القائدان العظيمان موسى بن نصير وطارق بن زياد هما من قاما على خطوات الفتح الإسلامي بلاد الأندلس، وبدأت حملة الفتح ببعث موسى بن نصير أحد ضباطه ويدعى طريف بن مالك المعافري على رأس قوة عسكرية إلى ساحل إسبانيا الجنوبي في مهمة استطلاعية وذلك في عام 91هـ / 710م فنزل طريف في جزيرة بالوماس، وأغار على المناطق المجاورة وأصاب سبيًا كثيرًا وعاد محملًا بالغنائم، وأقنعته هذه الحملة بضعف وسائل الدفاع الإسباني آنذاك.[٢]
وبعد ذلك أرسل القائد موسى بن نصير في عام 92هـ / 711م قوة عسكرية قوامها سبعة آلاف مقاتل بقيادة طارق بن زياد نائبه على طنجة، ومن ثم بدأ طارق بالتجهز للعبور، فقام ببناء عدد كبير من السفن، ليتمكن من عبور المضيق الفاصل بين إفريقيا وأوروبا، فعبر طارق بن زياد المضيق فنزل تجاه الجزيرة الخضراء، وسيطر على الجبل الذي حمل اسمه منذ ذلك الوقت، ثم تقدم حتى بلغ بحيرة خندة غربي إسبانيا وعلم بالحشود الضخمة التي حشدها "لذريق" ملك الأندلس، فطلب النجدة من موسى بن نصير، فأمده بخمسة آلاف جنديّ.[٢]
والتقى الجيشان عند وادي لكة 92هـ / 711م وانتهت المعركة بانتصار المسلمين وتم القضاء على الجيش القوطي، وبعد ذلك توغَّل طارق بن زياد في البلاد ففتح قرطبة وطليطلة ثم فتح شذونه والبيرة وغيرها من المدن، ومن ثم قاد موسى بن نصير حملات عدة متتابعة ففتح مدنًا كثيرة مثل قرمونة وإشبيلية ودخل ماردة صلحًا، وامتدت فتوحاته إلى برشلونة شرقًا وأربونا في الجوف وقادش في الجنوب، وجليقية في الشمال الغربي، وسيتم التطرق لفن العمارة الإسلامية في الأندلس.[٢]
العمارة الإسلامية في الأندلس
لم يكد المسلمون يتمّون تحرير بلاد الأندلس حتى بدأوا بتطبيق رسالتهم الإنسانية في الحضارة، فاستطاعوا في أقل من قرن أن يحيوا أراضي إسبانيا، ويعمروا خراب المدن ويقيموا أفخم المباني، ويوطدوا وثيق الصلات التجارية بالدول الأخرى، وشرعوا بدراسة العلوم والآداب وترجمة كتب اليونان واللاتينيين، وإنشاء الجامعات التي ظلت وحدها ملجأ للثقافة في أوروبا زمنًا طويلًا، وأخذت حضارة العرب تنهض في الأندلس منذ ارتقاء عبد الرحمن الأول العرش، أي منذ انفصالها عن الشرق سياسيًا بإعلان إمارة قرطبة سنة 138هـ/ 756م فغدت الأندلس أرقى دول العالم حضارة مدة ثلاثة قرون.[٣]
وكانت تزدهر البلاد حسب أزمان القوة والضعف، وحسب حكامها وطبيعة أهوائهم، فمنهم من كان يحب القتال والجهاد في سبيل الله، ومنهم من كان يحبّ الترف والمظاهر الحسنة أكثر من اللازم، وقد اهتمّ عبد الرحمن الداخل منذ حكمه للأندلس بتنظيم قرطبة لتتلاءم وعظمة الدولة، فجدد معانيها وشد مبانيها وحصنها بالسور، وابتنى قصر الأمارة، والمسجد الجامع ووسع فناءه، ثم ابتنى مدينة الرصافة وفق فن العمارة الإسلامية في الشام سواء في زخارفها المعمارية أو في بعض عناصر بنائها، وفي نظام عقودها، كما بنى قصر الرصافة ونقل إلى مدينته غرائب الفرس وأكارم الثمر، فانتشرت إلى سائر أنحاء الأندلس.[٣]
وكان جامع قرطبة في غاية العظمة في بنائه وهندسته وأصبح أعظم جامعة عربية في أوروبا في العصور الوسطى، فقد اشتهرت الأندلس بالمنشآت المعمارية العظيمة، وتعد منارة أشبيلية "لعبة الهواء" التي أنشأها الموحدون في القرن السادس للهجرة / الثاني عشر للميلاد والقصر الأشبيلي من آثار الدور الوسيط لفن العمارة العربي، كما يعد قصر الحمراء في غرناطة الذي شيد في القرن الثامن الهجري / الرابع عشر للميلاد عنوانًا لما انتهى إليه فن العمارة العربي، وهكذا تم ذكر أهم مظاهر العمارة الإسلامية في الأندلس.[٣]المراجع[+]
- ↑ "الحضارة الإسلامية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 09-08-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت " مختصر قصة الأندلس"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 09-08-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "الحضارة العربيّة في الأندلس وأثرها في أوربا"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 09-08-2019. بتصرّف.