آيات قرآنية عن الصبر
مفهوم الصبر
الصبر هو الإمساك عن الشيء في الضيق، وهو حبس النفس عمّا قد يضيرها من الجزع والغضب، وهو قوةٌ تبديها النفس لمجابهة الأهوال النفسيّة التي تثار داخل الإنسان، وقد جعل الله -سبحانه وتعالى- الصبر جوادًا لا يكبو، فهو تعبيرٌ عن قوة إرادة الإنسان، وكمال عقله، وبلوغ رشده، وقد ورد في الحديث الصحيح في قول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عن أمر المؤمن: "عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له"،[١] ومما يعين على الصبر أن يدعوَ المؤمن ربه أن يُصبره على ما ابتلاه به، والمقال يتمحور بمكنونه وجوهره حولَ ذكر آيات قرآنية عن الصبر.
آيات قرآنية عن الصبر
لا يخلو أمرُ المؤمن من السرّاء والضرّاء كما سلف ذكره عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وفي كلتا الحالتين وجب على المؤمن الشكر والحمد لله فيما يسرّه، والاحتساب عند الله والصبر في الضرّاء، وقد أمر الله -سبحانه وتعالى- بالصبر وحثّ عليه خلقه أجمعين، وجعل له فضائل عظيمة ومنها أنّه قد قرنها بالبشرى والنصر وغيرها، وفيما يأتي آيات قرآنية عن الصبر:
- في أمر المرسلين بالصبر: وقد خصّ بذلك الأمر سيّدنا محمّد -عليه الصّلاة والسّلام-، قال تعالى في سورة الأحقاف: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ۚ}،[٢] وفي سورة القلم قوله تعالى: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَىٰ وَهُوَ مَكْظُومٌ}،[٣] كما أمره بالصبر الجميل في سورة المعارج، قال تعالى: {فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا}.[٤]
- في أمر المؤمنين بالصبر في آل عمران: فقد أمر الله تعالى عباده بالصبر والمصابرة وهي مغالبة المؤمن نفسه على أمره، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.[٥]
- في العون من الله للصابرين: قال تعالى في سورة البقرة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}،[٦] وفي سورة الأنفال قوله تعالى: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}.[٧]
- في جزاء الصابرين: فالله يوفي الصابرين أجورهم بغير حدٍّ أو حساب، ولهم أجر أحسن ما عملوا، وذلك كما قال تعالى في سورة الزمر: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}،[٨] وفي سورة النحل قال تعالى: {وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.[٩]
- البشرى والهداية في سورة البقرة: قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ 155 الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ 156 أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}.[١٠]
- في باب المغفرة وإثابة الجنة: وعد الله الصابرين على طاعته وفي البلاء جزاءً عظيمًا والأجر الكبير، قال تعالى في سورة هود: {إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ}،[١١] والأجر الكبير هو الجنّة، وقال تعالى في سورة الرعد: {وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ 22 جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ 23 سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}.[١٢]
- الصبر في الدعوة والعاقبة بالتقوى: إنّ ذكر آيات قرآنية عن الصبر كما وردت في القرآن الكريم يكاد لا ينتهي، وقد حثّ القرآن الداعي إلى الله على الصبر، قال تعالى في سورة طه: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى}.[١٣]
المراجع[+]
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن صهيب بن سنان، الصفحة أو الرقم: 2999، [صحيح].
- ↑ سورة الأحقاف، آية: 35.
- ↑ سورة القلم، آية: 48.
- ↑ سورة المعارج، آية: 05.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 200.
- ↑ سورة البقرة، آية: 153.
- ↑ سورة الأنفال، آية: 46.
- ↑ سورة الزمر، آية: 10.
- ↑ سورة النحل، آية: 96.
- ↑ سورة البقرة، آية: 155-157.
- ↑ سورة هود ، آية: 11.
- ↑ سورة الرعد، آية: 22-24.
- ↑ سورة طه، آية: 132.