قصة عن التسامح للأطفال
قصة عن التسامح للأطفال
التسامح من أعظم الصفات التي يمكن أن يتحلّى بها المؤمن، وهو من أنبل الأخلاق التي دَعا إليها الإسلام والتي حثّ على تربية الأطفال عليها. وقد قيل إنّ رواية القصص هي من أنجع الأساليب التي تغرس في الأطفال الخلق الذي يُراد تعليمهم إياه، والقصّة تاليًا هي قصة عن التسامح للأطفال هادفةٌ وجميلةٌ، ففي إحدى المدارس كان هناك طفلٌ مُجِدٌّ يتمتّع بالأخلاق الحسنة التي ربّاه عليها والداه، فقد كان ودودًا مُحِبًّا ويمدّ يدَ العون للجميع، وكان يُدعى أحمد، وفي الصفّ نفسه كان هناك طفلٌ مشاكسٌ وكَسول، لا يحمل شيئًا من الصفات الحسنة، بالإضافة لحسده وحقده على أحمد، كان يدعى هذا الطفل باسم سامر.
كان سامر كثيرًا ما يضرب أحمد، ويسرق منه أشياءَه الخاصّة، ولكنّ أحمد لا يردّ عليه بأي كلامٍ يضايقه، وفي أحد الأيام نال أحمد أعلى الدرجات في الامتحانات المدرسية، فكرمته المعلمة ووضعت له وسامًا خاصًا بالمتفوقين، فرح أحمد كثيرًا بالوسام وقام أصدقاؤه بتهنئته، أما سامر فقد بَدا الغيظ على وجهه من تكريم أحمد، وفي الطريق اقترب سامر من أحمد وقال له: أعطني هذا الوِسام، فقال له أحمد: ولماذا عليّ أن أعطيَكَ إيّاه، إنّه وسامي! وإن أردت الحصولَ عليه فما عليك إلّا أن تجتهد. غضِبَ سامر من كلام أحمد وضربّه ثمّ أخَذَ الوسامَ منه عُنوَةً.
وفي اليوم التالي، لم يخبِر أحمد المعلّمة بما جرى عندما سألته عن الوسام بل اكتفى بالصمت، ومضت الأيام وسامر لا يتوانى عن إيذاء أحمد وشتمه وإلحاق الأذى به، وفي أحد الأيام تَغَيَّبَ سامر عن المدرسة وتوالت أيّام غيابه، لتبدأ هنا أحداث أروع قصة عن التسامح للأطفال سُطرت بأخلاق أحمد الإسلامية، شعر أحمد بالخوف على سامر، وقرّر أن يذهب لزيارته في المنزل، قرع أحمد الباب فخرجت والدة سامر ورحّبت به وقادته لغرفة سامر، وإذ به يرقد في الفراش، وهو يعاني من المرض، وما إن رأى سامرٌ أحمدَ وهو يقف على باب غرفته، حتى أخفَى وجهه خجلًا منه، اقترب أحمد من سامر ووعدَه بأنّه سيشرح له جميع دروسه التي تغيَّبَ عنها.
قال سامر لأحمد: كيف لكَ أن تسامحَني عن كلّ الأذى الذي ألحقتُهُ بك، فقال له أحمد: لأنّ ديننا الإسلام علّمنا أن نعفوَ عند المقدرة وعلّمنا التسامح، فهذا خلقُ نبيّنا، وأنا سامحتُكَ عن كلّ ما بَدَرَ منك. شعر سامر بالخجل مجدّدًا من أحمد ووعدَه بأنّه لن يظلم أحدًا بعد اليوم، وبسبب هذا التسامح الذي بدر من أحمد تحوّل سامرٌ إلى طفلٍ مهذّبٍ ومحبوبٍ من الجميع، وأصبح سامر وأحمد صديقيْنِ مُحبّيْن لبعضهما.