قصة السامرية للأطفال
قصة السامرية للأطفال
قصة السامرية للأطفال من القصص التي وردَت في الكتاب المقدّس لدى المسيحيّين، وهي تحكي عن قصة حدثت بين امرأة سامرية واليسوع وهو النبيّ عيسى -عليه السلام- عندما ذهب أتباعه لجلب الطعام، وقد جاء في القصة أن يسوعًا التقى بامرأة من السامريين قرب بئر وقد كان معروفًا أن يسوعًا من اليهود واليهود لا يتحدثون مع السامريين، فالسامريون عرق ديني يُنسب إلى بني إسرائيل، ولكنّهم يتبعون الديانة السامريّة، وهذه الديانة تُناقض اليهودية، ويعتقد السامريون بأن توراتهم هي الصحيحة وغير المحرّفة، وهي الديانة الحقيقية لبني إسرائيل، وفيما يأتي عرض لقصة السامرية للأطفال.
رغم شيوع فكرة نبذ السامريين من اليهود، إلّا أن يسوعًا كلّم هذه المرأة التي أتت لتجلب الماء، وطلب منها أن تعطيه الماء ليشرب، فشعرت بالصدمة من طلبه؛ لأنّ اليهود لا يكلّمون السامريين وهي سامرية، فقال لها: "لو عرفت من أنا لطلبتِ مني الماء ولأعطيتك ماء الحياة"، فتعجّبت منه؛ لأنّ البئر عميقة ولا دلوَ عنده فكيف سيحصل على الماء المانح للحياة؟!
ثمّ استمرّ يسوع في الحديث معها وأخبرها بأن الماء الذي تحاول الحصول عليه من البئر سينتهي، أما الماء الذي عنده فهو ماء يحيي الإنسان إلى الأبد، وبعد أن سمعت كلماته طلبت منه أن يعطيها هذا الماء المانح للحياة، حتى ترتوي ولا تعطش أبدًا، ولا ترجع إلى البئر مرة أُخرى، لأنها ظنت بأنه يتكلم عن الماء الحقيقي ماء الشرب، ولكنه في الحقيقة كان يشير إلى الحق وهو وجود الله وملكوت الله، فهذا هو الحق الذي سيقدم للإنسان الحياة الحقيقية، والارتواء الحقيقيّ.
ثمّ طلب منها يسوع أن تذهب وتأتي بزوجها إليه، ولكنها تعجبت لأنّه ليس لديها زوج، فقال لها: "هذا صحيح، فقد كان عندك خمسة أزواج، ولكن الرجل الذي تعيشين معه الآن ليس زوجك!"، وعندها تعجبت المرأة من كلامه، فقد قال حقيقة لا يعرف بها أحدٌ غيرها، بالطبع فهو يتلقي المعلومات من الله -عزّ وجلّ- وهو مرسل من عنده لهداية الناس، وفي هذه اللحظة رجع أتباع يسوع عليه السلام، فوجدوه يكلم امرأة سامرية فتعجبوا منه.
ويُستفاد من هذه القصة أمرًا مهمًا هو عدم التمييز بين الناس بسبب العرق أو اللغة أو الدين، وإظهار اللين واللطف عند التعامل معهم حتى لو كانت هناك اختلافات في وجهات النظر، أو اختلافات دينية، أو عرقية، أو طائفية، خاصّة عندما يكون الهدف نبيلًا مثل الدعوة إلى الحق وإلى طرق الهداية والخير، وقد كان ما سبق عرضًا لقصة السامرية للأطفال.