سؤال وجواب

أساليب كتابة التحقيق الصحفي


تعريف التحقيق الصحفي

يُجمع الباحثون في الإعلام على تعريف التحقيق الصحفي، وتوضيح طبيعته، وتحديد مادته المرتبطة بمشكلة، أو ظاهرة، أو حدث بتحليل وتفسير هذا الواقع عبر المعلومات والبيانات، والأرقام المتوافرة، وإظهار النتائج، ورفع التوصيات والمقترحات لمعالجة هذه المشكلة، واختلاف التعريفات يصب في نفس الاتجاه، ويعرف جان كرم التحقيق الصحفي بطريقة مبسطة، إذ يقول: تحقق الرجل الأمر أي تيقنه، والتحقيق ترجمة للفظ Enquete ويعني البحث والتفتيش والكشف والفحص والاستقصاء والاستخبار، ما يعني أن التحقيق الصحفي ليس فقط نقلًا لوقائع انطلاقًا من حدث أو خبر، بل هو الانطلاق من قضية، أو مشكلة أو معاناة ذات طابع عام وشامل بحثًا عن الأسباب، وكشفًا للخطايا، واستخبارًا عن الأبعاد والنتائج، وهذا المعلومات والوقائع والبيانات التي حصل عليها، وكذلك من خلال عرض المقابلات الصحفية التي أجراها مع الشخصيات التي ترتبط بالموضوع، ثم أيضًا من خلال البيانات والمعلومات الخلفية التي جمعها عن الموضوع من أرشيف المعلومات بالصحيفة أو من المكتبة، أما خاتمة هذا التحقيق فهي تقدم خلاصة مختصرة للنتيجة أو النتائج التي توصل إليها المحرر.

قالب الهرم المعتدل المبني على الوصف التفصيلي

وفي هذا القالب أحد أساليب كتابة التحقيق الصحفي يصف المحرر في مقدمة التحقيق صورة عامة سريعة للحدث، أو يبرز جزءًا بارزًا منه، بينما يشرك الوصف التفصيلي للحدث ليكتب في جسم التحقيق الصحفي، أما الخاتمة فهي إما ترتبط بين التفاصيل المتناثرة لصورة الحدث بحيث تقدم لنا في النهاية الصورة المتكاملة له أو تقتصر على الانطباعات الأخيرة للمحرر عن هذا الحدث.

ويصلح هذا القالب لكتابة التحقيقات الصحفية التي تدور حول الرحلات أو المسابقات الرياضية والمناقشات البرلمانية والاحتفالات والمهرجانات الاجتماعية والندوات الانتخابية.

قالب الهرم المعتدل المبني على السرد القصصي

وفي هذا القالب يكتب المحرر تحقيقه في شكل قصة، يسردها كما تسرد القصص الأدبية، وبالرغم من أن هذا القالب مثله مثل القصة له بداية ووسط ونهاية، إلا أنه يختلف عنها في كونه يسرد قصة واقعية حدثت بالفعل ولا يعتمد على وقائع خيالية كما هو الحال في القصة الأدبية، ويستخدم هذا القالب في التحقيقات الصحفية التي تتناول الموضوعات الإنسانية والحوادث والكوارث والجرائم، كان هذا حديث موجز مفصل حول أساليب كتابة التحقيق الصحفي.

وظائف التحقيق الصحفي

وفي طور الحديث حول أساليب كتابة التحقيق الصحفي يجدر ذكر وظائف التحقيق، حيث يمكن للتحقيق أن يستوعب حياة المجتمع بمجالاتها المتنوعة، وأن يكون موضوعه إحدى القضايا المهمة التي تهم المجتمع أو إحدى طبقاته أو فئاته، أو أن يتناول شخصية من الشخصيات العامة، أو اختراعًا جديدًا، أو مهرجانًا، وغير ذلك من الموضوعات الاجتماعية، ويبرز الدكتور أديب خضور وظائف التحقيق الصحفي على النحو الآتي:[٣]

  • إنّ التحقيق من أكثر الأنواع الصحفية مقدرة على دراسة التجارب في شتى نواحي الحياة في المجتمع، بحيث يستطيع دراسة التجربة الإيجابية بعقلانية، وموضوعية، وعلمية ليس ليمدح بل ليكتشف الأسباب التي جعلته إيجابيه، ويستطيع دراسة التجارب السلبية ليس بقصد التشهير والتهديم بل لتحديد الأسباب التي أدت إلى ظهور السلبي، وطرق الحل.
  • يقوم التحقيق برصد الوقائع، والأحداث والتطورات في مختلف مجالات الحياة ومعالجتها وتقديمها كعملية معقدة، ومتعددة الأسباب، وذات أبعاد تاريخية، واجتماعية، واقتصادية، وثقافية أي تقديم رؤية علمية متكاملة بأسلوب ولغة، ولهجة علمية قريبة من فهم وتناول جمهور القراء.
  • أصبح التحقيق قوة فكرية فعالة تحولت بالممارسة إلى قوة مادية يحسب حسابها في كل مجتمع ومرحلة حين قيامه بشرح وتفسير وتحليل المشاكل، والظواهر.

المراجع[+]

  1. جان كرم (1986)، مدخل إلى لغة الإعلام (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع، صفحة 61. بتصرّف.
  2. إسماعيل إبراهيم (1998)، فن التحرير الصحفي بين النظرية والتطبيق (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار الفجر للنشر والتوزيع، صفحة 120-144. بتصرّف.
  3. أديب خضور (1991)، مدخل إلى الصحافة: نظرية وممارسة (الطبعة الأولى)، دمشق: د.ن، صفحة 126. بتصرّف.