ما هي الأسماك الأكثر تلوثًا بالزئب
محتويات
الزئبق
الزئبق هو عنصرٌ موجودٌ بشكلٍ طبيعيٍّ في القشرة الأرضيّة، ويتحرر إلى البيئة الخارجيّة عن طريق الأنشطة البركانيّة وتعرية الصخور ونشاط البشريّة الذي يعد السبب الرئيسي لتحرر الزئبق إلى البيئة ومن الأمثلة على الأنشطة البشريّة هي محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم وحرق الفحم في المنازل لأغراض التدفئة والطبخ ومحارق النفايات والعمليات الصناعيّة، ويوجد الزئبق بأشكالٍ مختلفٍة تختلف من حيث درجة سمّيتها وتأثيرها على الجهازين العصبيّ و الهضميّ وجهاز المناعة، عندما يتحرر الزئبق إلى البيئة فإن البكتيريا تحوله إلى ميثيل الزئبق الذي يتراكم بيولوجيًا في الأسماك والمحار، ويحدث هذا التراكم البيولوجي عندما تحوي هذه الكائنات الحيّة على مادة الزئبق بتركيز أعلى من تركيز البيئة المحيطة بها، وقد يتعرض الإنسان للزئبق بشكل رئيسي من خلال تناول الأسماك والمحار الملوثة بالزئبق، حيث إن عملية الطبخ لا تزيل الزئبق أو من خلال استنشاق الأبخرة التي تحتوي على الزئبق أثناء القيام بالأنشطة الصناعية، وفي هذا المقال سوف يتم الحديث عن الأسماك الأكثر تلوثا بالزئبق.[١]
تلوث المياه بالزئبق
يحدث تلوث للمياه بالزئبق عندما تقوم المصانع بالتخلّص من نفاياتها في المياه الجارية مثل؛ البحيرات والبحار والمحيطات، والمصدرُ الرئيسيّ لتلوث المياه بالزئبق هي المصانع التي تختص بصناعة الكلور ومحلول هيدروكسيد الصوديوم الذي هو يستخدم لصنع الصابون عبر عمليّة تسمى الكلور القلوي، حيث إن الزئبق الذي يترسب في مياه البحر يتحوّل إلى ميثيل الزئبق وهو يعد سمًّا عصبيًا قويًا، ومن ثم تحصل عليه الكائنات البحرية الصغيرة مثل الأسماك والمحار عن طريق طعامها ومن ثم الكائنات البحرية الأكبر عن طريق تناولها للأسماك الصغيرة التي تحتوي على الزئبق ومن ثم إلى سلسلة غذاء الإنسان، وتم تحديد أول حالة تسممٍ بميثيل الزئبق لأول مرةٍ في اليابان في الخمسينات، حيث إنه وجد نفايات سائلة تحتوي على الزئبق في مياه البحر مصدرها شركة Minamata Chemical، وأطلق على التسمم الحاد بالزئبق مرض ميناماتا Minamata disease، وفي ما يأتي الأسماك الأكثر تلوثا بالزئبق.[٢]
الأسماك الأكثر تلوثا بالزئبق
توجد المستويات العالية من الزئبق في الأسماك التي تعيش عادةً في بيئتين مختلفتين، البيئة الأولى هي مياه شرق الولايات المتحدة الأمريكية لأن هذه المياه الجارية محاطةٌ بالغاباتِ وبكثافةٍ عاليةٍ من الأشجار والأراضي الرطبة وخاصةً منطقة السهول الساحلية الجنوبية الشرقية التي يوجد فيها أعلى مستويات لميثيل الزئبق في الأسماك، والبيئة الثانية هي المياه الجارية مع التيّار التي تتم فيها عملية تعدين الذهب أو الزئبق وهي عملية استخراج المعادن القيمة من باطن الأرض، وتحصل الأسماك على الزئبق من الماء الذي تعيش فيه، ويمكن أن يحدث التّسمّم بميثيل الزئبق إما عن طريق تناول أنواعٍ معينةٍ من الأسماك تحتوي على كميّاتٍ عاليةٍ من الزئبق مثل؛ أسماك القرش وسمك أبو سيف وسمك التونة وسمك المرينية وسمك الماكريل الملكي، أو عن طريق تناول كميّاتٍ كبيرةٍ من المأكولات البحرية التي تحتوي على كمياتٍ صغيرةٍ من الزئبق، لهذا يجب عدم الإكثار من تناول المأكولات البحرية حتى لو كانت تحتوي على كميات بسيطة من الزئبق، ويفضل تناولها مرّتين في الأسبوع فقط ومن الأمثلة على الأسماك التي تحتوي كميّاتٍ قليلةٍ من الزئبق هي سمك السلمون والهامور وسمك السلور، إن جميع أنواع الأسماك والمحار تحتوي على كميّاتٍ متفاوتةٍ من الزئبق، حيث إنّ الأسماك الأكبر حجمًا والتي تعيش لفترة أطول يكون لديها مستويات عالية من ميثيل الزئبق؛ لأنه كلما زاد عمرها زادت المدة التي يتراكم فيها الزئبق داخل جسمها، لهذا فإن الأسماك الكبيرة تشكل الخطر الأكبر من تسمم الزئبق، وهذه هي الأسماك الأكثر تلوثا بالزئبق.[٣]
الأضرار الصحية الناتجة عن التسمم بالزئبق
التّسمم بالزئبق هي عمليةٌ بطيئةٌ للغاية يمكن أن تستغرق شهورًا أو سنوات، لهذا معظم الأشخاص قد لا يدركون أنهم قد تعرضوا للتّسمم على الفور، حيث إنه يتم امتصاص الزئبق من الطعام إلى مجرى الدم من خلال جدار الأمعاء، ومن ثم يحمله الدم إلى جميع أنحاء الجسم وعندما تقوم الكلى بتصفية الدم يتراكم الزئبق في الجسم مع مرور الوقت، وكلما زاد تراكم الزئبق في الجسم تبدأ بعض المشاكل الصحية بالظهور مثل؛ المشاكل العصبية أو مشاكل في الكروموسومات، وقد يسبب التعرض طويل الأمد للزئبق إلى ظهور بعض الأضرار الصحية مثل؛ اهتزازا أو رجفة لا يمكن السيطرة عليها، خدر أو ألم في أجزاء معيّنة من الجلد، العمى والرؤية المزدوجة، عدم القدرة على السير بالشكلِ الصحيحِ، مشاكلٌ في الذاكرة، وقد يؤدي إلى الموت إذا كان الشخص قد تعرض لكميّةٍ عاليةٍ من الزئبق، ويمكن لتسمم الزئبق أن يؤثر على الدماغ ويؤدي إلى تغيراتٍ في السمع والرؤية أو في الشخصية أو مشاكل في الذاكرة أو الشلل، أمّا اذا تعرض الأطفال إلى الزئبق فقد تظهر مشاكلُ في النمو أو في تنسيق العضلات، أما إذا كانت المرأة حاملاً وتناولت مأكولاتٍ بحريةٍ ملوثةٍ بالزئبق فتكون معرضة للإجهاض أو إنجاب طفلٍ يعاني من التشوهات أو من الأمراض العصبية الشديدة.[٤]
الحد الغذائي المسموح به من الزئبق
في عام 2003 تمّ تعيين لجنةٍ من الخبراء من قبل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ومنظمة الصحّة العالميّة، لتقديم توصياتٍ متعلقةٍ بالمستويات الآمنة لمجموعة متنوعة من المواد الكيميائيّة المختلفة الموجودة في الطعام بما في ذلك ميثيل الزئبق وهو الشكل الأكثر سميّةً للزئبق، لاحظت اللجنة أن بعض أنواع السمك مثل سمك أبوسيف وسمك القرش هي الأسماك الأكثر تلوثا بالزئبق، لهذا شددت اللّجنة على أنه يجب تقديم المشورة للمستهلك ويجب وضع حدودٍ لتركيز ميثيل الزئبق في الأسماك؛ لأن المأكولات البحرية تلعب دورًا رئيسيًا في تلبية الاحتياجات الغذائية في العديد من البلدان، وقامت اللّجنة بتخفيض الحد الغذائيّ المسموح به من الزئبق إلى 1.6 ميكروغرام أسبوعيًا لكل كيلوغرام من وزن الجسم بعد أن كان 3.3 ميكروغرام أسبوعيًا وذلك لحماية نمو الجنين في رحم الأم؛ لأن الجنين يتعرض للزئبق من خلال الطعام الملوث الذي تأكله الأم الحامل.[٥]المراجع[+]
- ↑ "Mercury and health", www.who.int, Retrieved 13-4-2020. Edited.
- ↑ "Mercury Contamination", www.sciencedirect.com, Retrieved 13-4-2020. Edited.
- ↑ "What You Need to Know about Mercury in Fish and Shellfish", www.webmd.com, Retrieved 13-4-2020.
- ↑ "Mercury Poisoning: Causes, Effects & Fish", www.livescience.com, Retrieved 13-4-2020. Edited.
- ↑ "UN Committee recommends new dietary intake limits for mercury", www.who.int, Retrieved 13-4-2020. Edited.