ما-هي-أركان-الإيمان

الدين الإسلامي

الدين الإسلامي آخرُ الديانات السماويّة وأحد الديانات الإبراهيمية، وهو الدين الذي جاء به رسول الله محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم-، والإسلام بالمفهوم العام هو السلام، وهو الاستسلام لله تعالى خالق السماوات والأرض، ويقوم الإسلام على أمرين اثنين: أحدهما قائم على الإيمان بالقلب والآخر قائم على العمل، ولهذا كان الإسلام أن يلتزم الإنسان بأركان الإسلام الخمسة ويؤدّيها جميعها، مع إيمانه التامّ بأركان الإيمان الستة التي ينبغي على المسلم المؤمن أن يؤمن بها قلبيًا ويخلص في هذا الإيمان، وفي هذا المقال سيتم تسليط الضوء على تعريف الإيمان وسيجيب عن السؤال: ما هي أركان الإيمان وما الفرق بينها وبين أركان الإسلام.^[١]

الإيمان لغة واصطلاحًا

تمهيدًا للإجابة عن السؤال: ما هي أركان الإيمان؟ لا بدَّ بداية من تعريف مفهوم الإيمان في اللغة والاصطلاح، أمَّا في اللغة فقد ذهب أغلب اللغويين إلى أنَّ الإيمان في اللغة هو التصديق، واستدلُّوا في هذا التعريف بقول الله تعالى في سورة يوسف: {قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ۖ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ}،^[٢]وفي تعريف آخر للإيمان لغة قيل إنّ الإيمان في اللغة هو الاعتراف والإقرار بالشيء عن إيمان وتصديق مطلق، فإذا قيل: آمنتُ بكذا أي وافقتُ وأقررتُ وصدَّقتُ، والله أعلم.^[٣]

أمَّا تعريف الإيمان في الشرع فهو قولٌ باللسان وتصديق وإقرار بالقلب والجوارح، وهذا التعريف هو ما دلَّتْ عليه السنة النبوية الشريفة وجاء عن علماء السلف، وهو في الشرع أيضًا زيادة في الطاعة وابتعاد عن المعاصي، قال تعالى في سورة مريم: {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى ۗ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا}،^[٤]وقال تعالى في سورة المدثر: {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ۙ وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ۙ وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ ۙ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ}،^[٥]وعرّف السلف الإيمان اصطلاحًا بأنَّه: "ليس الإيمان بالتمنِّي ولا بالتحلي، ولكنه ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال"، وفيما يأتي الإجابة عن السؤال: ما هي أركان الإيمان؟^[٣]

ما هي أركان الإيمان

في الإجابة عن السؤال القائل: ما هي أركان الإيمان، يمكن القول إنَّ أركان الإيمان ستة، ذكرها الله تعالى في كتابه الحكيم، تحديدًا في سورة البقرة في قوله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}^[٦]، وجاء ذكرها في السنة النبوية الشريفة أيضا، فلمَّا سُئل رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن الإيمان أجاب: ".. أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، والْيَومِ الآخِرِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ.."،^[٧]وفيما يأتي تكملة الإجابة عن سؤال: ما هي أركان الإيمان:^[٨]

الإيمان بالله تعالى

في بداية الإجابة عن السؤال: ما هي أركان الإيمان، إنَّ الإيمان بالله تعالى هو أول أركان الإيمان الستة، وهو أن يؤمن الإنسان إيمانًا جازمًا بوجود الله تعالى ووحدانيته، وأن يؤمن بكلِّ أسمائه وصفاته التي وردت في القرآن الكريم وفيما صحَّ من سنة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وأن يحسن الإنسان التدبر في عظيم خلق الله تعالى في هذا الكون، قال تعالى في سورة فصلت: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}،^[٩]والله تعالى أعلم.

الإيمان بالملائكة

وفي الإجابة عن السؤال: ما هي أركان الإيمان، إنَّ من أركان الإيمان الستة أيضًا أن يؤمن الإنسان بوجود الملائكة، وأن يؤمن تمام الإيمان بأنَّ الله -سبحانه وتعالى- خلق الملائكة من نور، وأنَّ الملائكة من خلق الله وعباده الذين لا يعصون له أمرًا، وأنَّهم قائمون يسبحون بحمده وقوَّته، يقومون بكلِّ ما عليهم من وظائف خُلِقُوا من أجلها، قال تعالى في محكم التنزيل: {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}،^[١٠]والله أعلم.

الإيمان بالكتب السماوية

أمَّا الإيمان بالكتب السماوية فيعني أن يؤمن الإنسان بكلِّ ما أنزل الله -سبحانه وتعالى- من الكتب المساوية على أنبيائه، ومن هذه الكتب: القرآن الكريم والإنجيل والتوراة والزبور وصحف إبراهيم -عليه السَّلام-، قال تعالى في سورة الأعلى: {إِنَّ هَٰذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَىٰ * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى}،^[١١]وقال تعالى في سورة فاطر: {وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ}،^[١٣]أمّا الرسل المذكورون في القرآن الكريم فهم: آدم، نوح، إدريس، صالح، إبراهيم، هود، لوط، يونس، إسماعيل، إسحاق، يعقوب، يوسف، أيوب، شعيب، موسى، هارون، اليسع، ذو الكفل، داوود، زكريا، سليمان، إلياس، يحيى، عيسى، محمد -عليه أفضل الصلاة وأتمَّ التسليم-، والله تعالى أعلم.

الإيمان باليوم الآخر

في الإجابة عن سؤال: ما هي أركان الإيمان، يُعدُّ الإيمان باليوم الآخر ركنًا رئيسًا من أركان الإيمان الستة، وهو أن يؤمن الإنسان بكلِّ ما أخبر به الله تعالى ورسوله -عليه السَّلام- من حديث عمَّا بعد الموت وعن أحوال القبر والبرزخ والبعث والحساب والنشر، ومن حديث عن النار والجنة والصراط المستقيم وألَّا عند الإنسان أي شكٍّ في صحة هذا أبدًا، والله أعلم.

الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره

هو آخر أركان الإيمان الستة، ومعناه أن يؤمن الإنسان بأنَّ الله تعالى هو الذي يقدِّر الخير والشر للإنسان، وأنَّ كلَّ ما في الوجود بيد الله تعالى، وأنَّ الموت والحياة بيد الله تعالى وكلُّ شيء عند الله تعالى بمقدار، قال تعالى في سورة القمر: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}،^[١٤]وقال تعالى أيضًا: {الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا}،^[١٥]وهذا ما جاء في الإجابة عن السؤال: ما هي أركان الإيمان، والله تعالى أعلم.

حكم إنكار ركن من أركان الإيمان

بعد الإجابة عن السؤال القائل: ما هي أركان الإيمان، إنَّ من الجدير بالذكر إنَّ من أخلَّ بركن من أركان الإيمان الستة، فقد أنكر أصلًا من أصول الإيمان، وهو كافرٌ دون شكَّ، ولم ينفعه إيمانه في بقية أركان الإيمان، فالإيمان أن يؤمن الإنسان بكلِّ الأركان جملة وتفصيلًا، وإنكار أي ركن من الأركان الستة هو إنكار لما جاء في الكتاب والسنة النبوية الصحيحة، وقد قال الشيخ ابن باز في حديث عمَّن أنكر اليوم الآخر والإيمان بهذا اليوم من أركان الإيمان الستة: "من شكَّ في الآخرة، شكَّ هل هناك جنة أو لا، أو هل هناك نار أو لا، أو هل هناك بعث أو لا، وهل يبعث الله الموتى، فليس عنده إيمان ويقين، فهذا كافر حتَّى يؤمن بالبعث والنشور، وبالجنة والنار، وأن الله أعدَّ الجنة للمتقين، وأعدَّ النار للكافرين، فلا بد من الإيمان بهذا بإجماع المسلمين"، والله تعالى أعلم.^[١٦]

الفرق بين أركان الإسلام وأركان الإيمان

المراجع[+]

1. ↑ "الإسلام"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-11-2019. بتصرّف.
2. ↑ سورة يوسف، آية: 17.
3. ^ ^{أ ب} "تعريف الإيمان بالله لغة واصطلاحا"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-11-2019. بتصرّف.
4. ↑ سورة مريم، آية: 76.
5. ↑ سورة المدثر، آية: 31.
6. ↑ سورة البقرة، آية: 285.
7. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 8، صحيح.
8. ↑ "أركان الإيمان"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-11-2019. بتصرّف.
9. ↑ سورة فصلت، آية: 53.
10. ↑ سورة البقرة، آية: 177.
11. ↑ سورة الأعلى، آية: 18-19.
12. ↑ سورة آل عمران، آية: 3.
13. ↑ سورة فاطر، آية: 24.
14. ↑ سورة القمر، آية: 49.
15. ↑ سورة الفرقان، آية: 2.
16. ↑ "من لم يؤمن باليوم الآخر ، لم ينفعه شيء من إيمان ، ولا عمل ."، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 29-11-2019. بتصرّف.
17. ↑ سورة آل عمران، آية: 19.
18. ↑ "الفرق بين الإيمان والإسلام"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 29-11-2019. بتصرّف.