سؤال وجواب

ما هو التداخل الدوائي


التداخل الدوائي

من أهم سبل العناية بالصحة، متابعة تأثير الأدوية التي يتم تناولها على المُستهلك، خاصّةً عند تناول العديد من الأدوية مرةً واحدة، من الواجب مراجعة الطبيب ومراعاة النصائح والإرشادات الواردة، لتجنّب بعض المشاكل الناتجة عن الاستهلاك الخاطئ، وتتركّز أهمها بالتفاعلات الدوائيّة، التي تؤثّر على تأثير الدواء من خلال جعله أقل فاعليّة، أو الزيادة من تأثيره على المريض، يُفسّر التداخل الدوائي على أنّه تفاعلٌ بين المواد المكونة للعقاقير مع بعضهما البعض، ليؤدي إلى إنتاج العديد من الآثار الجانبيّة الغير متوقعة، من الأمثلة المعروفة، تفاعل المُهدئات مع الأدوية المضادّة للحساسية مثل مضادات الهيستامين، مما يُقلل من نشاط المريض، والتأثير على درجة وعيه العام، بناءً على ذلك، بالإمكان تقليل من مخاطر التفاعلات الدوائيّة الضارّة والآثار الجانبيّة الظاهرة عند حدوث التفاعل من خلال المعرفة السليمة بآلية عمل الدواء وباتباع الإرشادات المطروحة من الطبيب والوصفة الطبيّة المُرافقة للدواء.[١]

أنواع التداخل الدوائي

ورد سابقًا، أنّ التداخل الدوائي يحدث عند تفاعل المواد المُكونة للعقاقير مع بعضها البعض، أو مع موادٍ أخرى يتم استهلاكها، والتي بدورها تؤثر على فاعليّة العقاقير، لذا، من المهم الاسترسال في أنواع التداخل الدوائي الذي ينتج عن هذه التفاعلات، من أهم هذه الأنواع:[٢]

  • التفاعلات بين الأدوية: والذي ينتج عند تفاعل المواد المكونة للعقاقير التي يتم استهلاكها من قِبل المريض، وتشمل هذه التفاعلات الأدوية الموصوفة لعلاج مرضٍ ما، أو الأدوية التي لاتستلزم وصفة طبيّة، من أهم الأمثلة عليها، العلاجات العشبيّة والفيتامينات بأنواعها، بالإضافة إلى بعض المكملات الغذائيّة.
  • الأدوية مع الأطعمة الغذائيّة: قد يحدث التفاعل بين الأدوية والأطعمة و المشروبات التي يتم تناولها يوميًا، لتُحدث بعض التغييرات في مفعول الدواء، من الأمثلة على ذلك، تفاعل العقاقير المُخفضة للكوليسترول مع الجريب فروت، يؤدي إلى الزيادة في مدة بقاء العقار في الجسم، مما يُعرّض المريض لخطر الإصابة بتليف الكبد أو الفشل الكلوي.
  • الأدوية مع الكحول: قد يؤدي تناول الكحول مع بعض أنواع الأدوية إلى تداخل المواد وتفاعلها، مما يُعرّض المريض إلى الإصابة بالتعب وعدم الاستجابة للدواء، بالإضافة إلى العديد من الآثار السلبيّة.
  • المرض مع الأدوية: قد يؤدي تناول بعض الأدوية إلى تفاقم بعض الحالات المرضيّة، مثل تأثير بعض مضادات الاحتقان على ضغط الدم من خلال زيادته،ليُشكل تفاعلًا خطيرًا لمريض الضغط.
  • الفحص الطبي مع الأدوية: بالإمكان تأثير بعض الأدوية المُتناولة على الاختبار المعملي، لإظهار نتائج اختبار غير دقيقة.

كيفية حدوث التداخل الدوائي

يتميّز التداخل الدوائي بتعدد أنواعه، وذلك بالاعتماد على آليّة حدوثه، يُمكن أن يؤثر على مُستهلك الدواء من خلال تغيير تأثيره بشكلٍ جذريّ، من أهم الآليات التي تؤدي إلى التداخل الدوائي الآتي:[٣]

  • التفاعل الديناميكي الدوائي: يحدث هذا التفاعل عند تداخل تأثير الأدوية على نفس موقع المُستقبل، أو المُستقبلات المتشابهة، لتؤدي إلى التغيير من تأثير الدواء، سواء أكان بالزيادة أو النقصان.
  • التفاعل الحركي الدوائي: يحدث التداخل الدوائي عند تأثير العقار على عقارٍ آخر، من خلال التأثير على آليّة امتصاصه، توزيع الدواء، إفرازه من الجسم، فتؤثر بعض الأدوية على امتصاصيّة الأدوية الأخرى في مجرى الدم، يتأثّر التوزيع الدوائي داخل جسم الإنسان من خلال تنافس عقاران أو أكثر على البروتينات الناقلة للمادة الدوائيّة في بلازما الدم، عادةً مايتم التخلّص من الأدوية من الجسم إمّا على شاكلة الدواء الأصل، أو كمستقلب لشكلٍ آخر، وذلك من خلال تأثير بعض إنزيمات التي تعمل على تفكك الأدوية وتحطيمها، وبحدوث التداخل الدوائي، يؤدي إلى التغيّر في نسب الإنزيمات، لتؤثر على الشكل الناتج من الدواء، بالإضافة لنسب إفرازها إلى خارج الجسم.

عواقب التداخل الدوائي

تؤدي التفاعلات الدوائيّة إلى التأثير على فاعلية العقار، سواء أكان بالزيادة أو النقصان لذلك، قد يتم توظيف هذه الخاصيّة للاستفادة من تأثير الدواء دون الآثار الجانبيّة، وذلك من خلال جمع كلا العقارين، لضمان السيطرة على الحالة التي يتم علاجها، على سبيل المثال، قد يتم الجمع بين دوائين لخفض ضغط الدم، وذلك لأن التأثير الذي يحققه كلا العقارين معًا أفضل بكثير من استخدام الدواء بمفرده للتأثير على ضغط الدم، أما بالنسبة للتفاعلات الدوائيّة التي تُشكل مصدر مثير للقلق للمريض، هي تلك التي تقلل من تأثير الدواء على الحالة المرضيّة أو التي تعمل على زيادة الآثار الجانبيّة للأدوية، حيث إنّها تؤدي بذلك إلى فشل الخطة العلاجيّة، من خلال التأثير على حركيّة الدواء الي تمّ ذِكرها سابقًا، بالإضافة إلى الزيادة في تراكيز بعض الأدوية في الجسم، وبالتالي ازدياد وتيرة وشدّة الآثار الجانبيّة الناتجة عنه.[٤]

نصائح للتقليل من حدوث التداخل الدوائي

أشار بعض الأطباء والصيادلة المعنيين بدراسة التداخل الدوائي، على أنّه من غير الممكن معرفة الجميع بالتفاعلات الدوائيّة الناتجة من جمع العقاقير بعضهم ببعض، بناءً على ذلك، من الواجب اتباع بعض النصائح التي تكفل تجنب المشاكل بشكلٍ مُطلق، منها الآتي:[٥]

  • معرفة الأدوية وكيفية تناولها: يجب على المريض تكوين معرفة لابأس بها حول الأدوية المُستخدمة، بالاعتماد على المعلومات الصادرة من الطبيب أو الصيدلاني، لتجنب اللغط الحاصل عند بعض المرضى، والمُتعلّق بالطريقة الصحيحة لاستعمال الدواء.
  • توحيد مكان الحصول على الوصفة الطبيّة: وذلك ليطّلع جميع من يعمل في فريق الرعاية الصحيّة، من أطباء ومُتخصصين بالأدوية التي يتم وصفها بشكلٍ متكامل، وبهذا فإنّ احتمال التداخل الدوائي يقل بشكلٍ كبير لمعرفة المُختصين بكيفية تجنبه.
  • الحد من الكحول: وذلك لتداخله في تأثير العديد من الأدوية، خاصّةً الحبوب المُخدرة والأقراص المُنومة، بالإضافة إلى الأدوية المُضادة للقلق.
  • معرفة المكملات الغذائيّة المؤثرة: من أكثر التداخلات الدوائيّة خطورةً، هي المبنية على العقاقير الدوائيّة مع المكملات الغذائيّة، من حيث جهل مقدمو الرعاية الصحيّة بالمكملات الغذائية التي يتم استهلاكها من قِبل المريض، لذلك، من الأفضل تجنبها عند عدم وصفها من الطبيب.

المراجع[+]

  1. "Drug Interactions: What You Should Know", www.fda.gov, Retrieved 13-04-2020. Edited.
  2. "Drug Interactions: A Guide for Consumers", www.healthline.com, Retrieved 13-04-2020. Edited.
  3. "Drug Interactions Checker", www.drugs.com, Retrieved 13-04-2020. Edited.
  4. "DRUG INTERACTION CHECKER", www.rxlist.com, Retrieved 13-04-2020. Edited.
  5. "7 things you can do to avoid drug interactions", www.health.harvard.edu, Retrieved 13-04-2020. Edited.