ما هو داء المثقبيات الأفريقي أو مر
محتويات
داء المثقبيات الأفريقي
والذي يُعرف أيضًا بداء النوم، ومرض ينجم عن التعرّض لعدوى طفيليات أولية تُسمى المثقبيات البروسية الغامبية أو أنواع أخرى مشابهة لها، والتي تنتقل للشخص عند تعرّضه للدغة ذبابة التسي تسي، ويمكن تقسيم أعراض مرض النوم إلى مرحلتين، في المرحلة الأولى، عادةً ما يعاني الشخص المصاب من الحمّى والصداع وآلام العضلات والمفاصل وكذلك التهاب الغدد الليمفاوية، أمّا في المرحلة الثانية، التي يمكن أن تتطوّر في غضون عدة أسابيع أو في غضون سنة إلى سنتين، وتتميّز هذه المرحلة بتأثّر الدّماغ والحبل الشوكي، حيث تكون مصحوبةً بتغييرات في الشخصية، واضطرابات في النوم، والشعور بخمول شديد، وإذا تُركت الحالة دون علاج، فيمكن أن تؤدّي إلى الموت في كثيرمن الأحيان، وسيتم الحديث في هذا المقال عن تشخيص وعلاج وكذلك الوقاية من داء المثقبيات الإفريقي، والذي سمي بهذا الاسم لانتشار البعوض الناقل للمرض في مناطق معيّنة من قارة إفريقيا.[١]
العدوى ودورة داء المثقبيات الأفريقي
يصاب الإنسان بداء المثقبيات الأفريقي عندما تلدغه ذبابة التسي تسي وتمتص من دمه، ويصاب الذباب بالعدوى عندما يتغذّى على دم الأشخاص المصابين أو دم ثدييات أخرى مصابة، ويصبح الذباب ناقلًا للعدوى بعد انقضاء 12 - 15 من ذلك، وخلال هذا الوقت، تتكاثر الطفيليات المسبّبة للمرض عن طريق الانقسام الثنائي في المعي المتوسط للذبابة، ثم تهاجر تلك الطفيليات إلى الغدد اللّعابية، وتنتقل من خرطوم الذبابة في قطرات اللّعاب أثناء لدغها للبشر، وهنا تبدأ فترة حضانة الطفيليات في جسم الإنسان والتي تستمر من أسبوع إلى أسبوعين، وتصبح الطفيليات متواجدة بأعداد كبيرة في الدم، وبعد انقضاء فترة الحضانة، تهاجم الطفيليات العقد الليمفاوية والطّحال فتصبح متورّمة ومؤلمة بشكلٍ واضح وخاصّةً في الجزء الخلفي من الرقبة، ويرافق ذلك أعرض أخرى كالحمّى وتأخر في الإحساس بالألم، والتي تعدّ مميّزة في هذه المرحلة.[١]
وفي الحالات الشديدة من مرض النوم والتي تحدث في شرق أفريقيا، يُصاب الشخص بتسمم شديد في الدم، ممّا قد يؤدّي للموت في غضون أشهر قليلة، وهناك شكل آخر للمرض يمكن ن يحث فيه تأخير لمدة عام أو أكثر قبل أن تنتقل طفيليات المثقبيات لغزو الدّماغ والحبل الشوكي، وتشمل أعراضه الصداع الشديد، وتأخّر القدرات العقلية واللامبالاة، وهزات وتشنّجات، والشلل التشنجي أو الرخو، بالإضافة إلى النعاس الشديد الذي يتطوّر أثناء تناول الطعام أو عندما يقف المريض أو يمشي، ومن ثمّ يلي هذه الأعراض الهزال الشديد والغيبوبة والموت، وعادةً ما تحدث الوفاة الناتجة عن مرض النوم في غرب إفريقيا في غضون عامين أو ثلاثة، وفي بعض الحالات قد يعيش الشخص سنوات طويلة ويصبح حاملًا للطفيليات فقط.[١]
تشخيص داء المثقبيات الأفريقي
هناك العديد من التحاليل المخبريّة التي يمكن أن تكون مفيدة في تشخيص داء المثقبيات الأفريقي، إلّا أنّ تحديد التشخيص النهائي يتطلّب الكشف عن طفيليات المثقبيات، وتشمل الحالات غير الطبيعية التي قد يوصي الطبيب بإجراء فحوص معيّنة للكشف عنها ما يلي:[٢]
- فقر الدم.
- فرط غاما غلوبولين الدم.
- حالة عوز المتمّمة.
- ارتفاع معدّل ترسيب كريات الدم الحمراء ESR.
- قلة عدد الصفائح الدموية.
- نقص ألبومين الدم.
بينما تشمل الإجراءات التشخيصية والتصويرية التي يتم اعتمادها للكشف الفعلي عن طفيليات المثقبيات ما يلي:[٢]
- لطاخة الدم.
- إجراء بزل من التقرّح الجلدي الناتج عن اللدغة.
- إجراء بزل من العقدة الليمفاوية المتورّمة.
- إجراء بزل من نخاع العظام.
- إجراء البزل القطني.
- فحص CSF والذي يتم فيه فحص السائل الدماغي الشوكي بعد القيام بالبزل القطني، ويفيد أيضًا في قياس عدد كريات الدم البيضاء والبروتين والغلوبولين المناعي لدى المرضى الذين يعانون من طفيليات الدم.
- التصوير المقطعي المحوسب CT للرأس.
- التصوير بالرنين المغناطيسي للرأس.
- تخطيط كهربية الدّماغ EEG.
علاج داء المثقبيات الأفريقي
يعتمد علاج داء المثقبيات الأفريقي على شكل المرض ومرحلة تطوّره، وكلما تم تشخيص الحالة بشكلٍ مبكّر، كلما كان العلاج فعّلًا أكثر، ويجب متابعة وتقييم نتائج العلاج لمدّة تصل إلى 24 شهرًا، بالإضافة إلى إجراء جميع التحاليل اللّازمة للتأكّد من استجابة الشخص للأدوية، وتعدّ الأدوية المستخدمة في المرحلة الأولى أكثر أمانًا وإدارتها أكثر سهولةً من الأدوية المستخدمة في المرحلة الثانية، والتي تعتمد فعّاليتها على تلك الأدوية التي تعبر الحاجز الدموي الدماغي للوصول إلى الطفيلي، وقد تمّ اعتماد خياريين دوائيين لعلاج المرحلة الأولى من مرض النوم، وهما بنتاميدين وسورامين، ويجب اتّباع إرشادات الطبيب بدقّة عند استخدامها، في حين يتم استخدام الأدوية الآتية لعلاج المرحلة الثانية من المرض، والتي تحتاج لوصفة طبيّة أيضًا وإلى الانتباه لإرشادات الطبيب واتّباعها بشكل دقيق:[٣]
- ميلارسوبرول.
- ايفلورنيثين.
- نيفورتيموكس.
- فيكسينيدازول، والذي يستخدم في المرحلة الأولى والثانية من المرض.
الوقاية من داء المثقبيات الأفريقي
تتمثّل سبل الوقاية من مرض النوم بتقليل التعرّض لذباب تسي تسي قدر الإمكان، إذ لا يوجد لقاح أو دواء متوفّر للوقاية من من هذا المرض، وعادةً ما يكون سكّان أفريقيا المحليّون على دراية بالمناطق الموبوءة بشدّة ويمكنهم تقديم الإرشادات حول الأماكن التي يجب تجنّبها، وتتضمّن الإجراءات والتدابير المفيدة الأخرى ما يلي:[٤]
- ارتداء قمصانًا وسراويل ذات أكمام طويلة بألوان محايدة بحيث تمتزج مع بيئة الخلفية، إذ ينجذب ذباب التسي تسي إلى الألوان الزاهية أو الدّاكنة، ويمكنه أن يلدغ الجلد من خلال الملابس الخفيفة.
- فحص المركبات قبل الدخول إليها، حيث ينجذب الذباب للحركة والغبار الناتجين عن المركبات المتحركة.
- تجنّب الشجيرات والأدغال، كما تكون ذبابة التسي تسي أقل نشاطًا خلال الوقت الأكثر سخونة من اليوم ولكنّها ستلدغ إذا انزعجت.
- استخدام طارد الحشرات، إلّا أنّه لم يثبت أنّ الملابس المشبعة بالبرميثرين وطارد الحشرات فعّالة بشكل خاصّ ضدّ ذبابة التسي تسي، ولكنّها ستمنع لدغات الحشرات الأخرى التي يمكن أن تسبب أمراض أخرى.
المراجع[+]
- ^ أ ب ت "Sleeping sickness", www.britannica.com, Retrieved 18-04-2020. Edited.
- ^ أ ب "African Trypanosomiasis (Sleeping Sickness)", emedicine.medscape.com, Retrieved 18-04-2020. Edited.
- ↑ "Trypanosomiasis, human African (sleeping sickness)", www.who.int, Retrieved 18-04-2020. Edited.
- ↑ "Parasites - African Trypanosomiasis (also known as Sleeping Sickness)", www.cdc.gov, Retrieved 18-04-2020. Edited.