تأملات في سورة ص
التعريف بسورة ص
سور ص من السور المكيّة التي نزلت على رسول الله -عليه الصلاة والسلام- قبل الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة، هي السورة الثامنة والثلاثون في ترتيب المصحف الشريف البالغ عدد سورة مائةً وأربعة عشر سورةً كريمة، تسبقها سورة الصافات وتليها قصة أيوب -عليه السلام- التي ورد ذكرها في أكثر من موضع كسورة ص وسورة الأنبياء، لكن ممّا يلاحظ عن دراسة ما جاء من تأملات في سور ص أنّ الله تعالى ذكر في قصة أيوب -عليه السلام- ما جاء في قوله: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ}،[٣]أمّا في سورة الأنبياء قال تعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ}،[٤]ومن الملا حظ عند دراسة اللمسات البيانية في الحالتين أنّ الله تعالى في سورة ص قال "رحمةً منّا"، وفي العقيدة الإسلامية ونزول الوحي على رسول الله -عليه الصلاة والسلام- وإعجاز القرآن الكريم، كمان سردت بعض قصص الأنبياء وأقوامهم وما حلّ بهم، ومن مضامين سورة ص ما يأتي:[٦]
- ابتدأت بالقسم بالقرآن المعجز المنزل على النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-، المشتمل على المواعظ البليغة على أن القرآن الكريم هو حق، وأن محمدًا نبيٌّ مرسل.
- تحدثت السورة الكريمة عن الوحدانية و إنكار المشركين لها ومبالغتهم في العجب من دعوة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لهم إلى توحيد الله تعالى.
- انتقلت السورة لتضرب الأمثال لكفار مكة بمن سبقهم من الطغاة الذين كذبوا وما حل بهم من عذاب بسبب إجرامهم، فتناولت قصص بعض الرسل الكرام تسلية للرسول الكريم وتخفيفا عن آلامه.
- ذكرت قصة بعض أنبياء الله -عليهم السلام- ومنهم داود وسليمان ثم أيوب وإسحاق ويعقوب وإسماعيل وذا الكفل -عليهم السلام- في عرضٍ سريع، لبيان ابتلاء الله لأنبيائه وصبرهم على ذلك الابتلاء.
- بيّنت سورة ص جزاء المتقين في جنات النعيم، وعاقبة المشركين نار الجحيم، وذكرت تخاصم أهل النار في جهنم ترهيبًا وتخويفًا لهم.
- ذكرت السورة قصة إبليس وامتناعه عن السجود لآدم -عليه السلام-، وتعهده بإغواء الخلق إلّا المخلصين من عباد الله ووعد الله له بأن يملأ جهنم منه ومن أتباعه.
- ختمت السورة ببيان أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يبلّغ دعوة الله ولا يبتغي لعمله هذا أجرًا، فهذه مهمّته التي وكّله الله بها، فالدين للجميع دين الله الحق حيث سيعلم المعاندون بأنه حقٌّ ولكن بعد فوات الأوان.
المراجع[+]
- ↑ سورة ص، آية: 01.
- ↑ "سورة ص"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-08-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة ص، آية: 41-43.
- ↑ سورة الأنبياء، آية: 83-84.
- ^ أ ب "الفرق بين رحمة منا ورحمة من عندنا"، www.youtube.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-08-2019. بتصرّف.
- ↑ "مقاصد سورة "ص" "، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 04-08-2019. بتصرّف.