سؤال وجواب

متى يبدأ وقت صلاة العيد


صلاة العيد

العيد هو إحسان من الله على عباده، بحمله الفرح وقناديل المحبة التي تُشعُّ من القلب وُدًا وصفاءً، معلنةً السَّعادة، فالعيد هو الجائزة الفضلى لمن اجتهد في الطَّاعات، وابتدأ يومه بصلاة العيد، موَّحدًا ربه الّذي أكرمه، فالصّلاة هي الدِّين، وهي التّعبد والابتهال لله خشوعًا ودعاءً بالسّجود والرّكوع في أوقاتٍ محدّدة في الشّريعة، وهي تحمل معنى المغفرة والرّحمة، وأمّا العيد في الّلغة فهو ما يعود على الإنسان من همّ، وهو كل يومٍ يُحتفل فيه بذكرى كريمة،[١] وسُمّي العيد عيدًا لأنّه يعود ويتكرر، وقد فُرضت صلاة العيد في السّنة الأولى،[٢] وقيا في السنة الثانية للهجرة،[٣] وحكمها فرض كفايةٍ، حيث أنّ الرّسول الكريم داوم عليها والخلفاء الرّاشدين من بعده، فهي من شعائر الإسلام، ويشترط لصحتها الاستيطان-الإقامة- والعدد، وحكمها سنّة لمن فاتته الصّلاة مع الإمام، ويُستحب خروج النّساء بشرط الاحتشام وعدم التّطيّب،[٢] وفي هذا المقال سيتم التحدث عن نقطة مهمّة وهي متى يبدأ وقت صلاة العيد.

متى يبدأ وقت صلاة العيد

تعدّ مسألة متى يبدأ وقت صلاة العيد ما يشغل تفكير المسلم في نهاية شهر رمضان، وفي نهاية يوم عرفة، فقد ذهب جمهور الفقهاء من الحنفيّة والمالكيّة، والحنابلة إلى أنّ وقت صلاة العيد يبدأ من وقت ارتفاع الشّمس قدر رمحٍ إلى وقت الظهيرة،[٤] وابتداء الزّوال،[٥] فقد روى عقبة بن عامر قال: "ثَلَاثُ سَاعَاتٍ كانَ رَسولُ اللهِ يَنْهَانَا أَنْ نُصَلِّيَ فِيهِنَّ، أَوْ أَنْ نَقْبُرَ فِيهِنَّ مَوْتَانَا: حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ بَازِغَةً حتَّى تَرْتَفِعَ، وَحِينَ يَقُومُ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ حتَّى تَمِيلَ الشَّمْسُ وَحِينَ تَضَيَّفُ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ حتَّى تَغْرُبَ"فصلاة العيد تأتي ما بين الأوقات المنهيِّ عنها في الصّلاة.[٦] وأمّا الشافعيّة فقالوا أنّ وقتها ما بين طلوع الشّمس وزوالها، ودليلهم على ذلك أنّ وقتها يبدأ مع بداية طلوع الشّمس، فهي في نظرهم صلاةٌ مرتبطة بسببٍ، فَلاَ تّراعى فِيها الأوقات المنهيّ عنها، التي لا يجوز فيها الصَّلاَة،[٧] وبالنّسبة لأفضل وقتٍ لصلاة العيد، فهو عند ارتفاعِ الشَّمْس قَدْرَ رُمْحٍ، إلاَّ أنَّه من باب الاستحباب عدم تأخيرها عن هَذَا الْوَقْتِ بِالنِّسبة لعيد الأضْحى، وذلك حتى يتفرُغ الْمسلمون بَعدها لذبْح أضاحيِّهم، وَيُسْتحبُّ تأْخيرها قليلًا عن هذا الْوقت بالنِّسبة لعيد الْفطر، وذلك حتى يُخرج المسلمون زكاة الفطر باكرًا.[٧]

صفة صلاة العيد

لا خلاف بين أهل العلم من الفقهاء أنّ صلاة العيد ركعتان بالاتفاق، كما في اتفاقهم على مسألة متى يبدأ وقت صلاة العيد، فقد ثبت بالأدلّة المتواترة أنّ رسول الله صلّى العيد ركعتان، وكذلك الأئمة من بعده،[٨] فقد روى عمر بن الخطاب قال: "صلاةُ السَّفرِ رَكْعَتانِ والجُمُعةُ رَكْعتانِ والعيدُ رَكْعتانِ تَمامٌ غيرُ قَصرٍ علَى لِسانِ محمَّدٍ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ"،[٩] وأمّا صفة صلاة العيد فهي تصلّى جماعةً مع الإمام، يجهر فيها بالقراءة، وتشمل الصلاة على تكبيراتٍ غير تكبيرة الإحرام، ومن فاته شيءٌ من التكبيرات، فيقضي ما فاته كالمسبوق، وقد اختلف الفقهاء في عدد التكبيرات، فكان رأي الحنفيّة أنّ عدد التكبيرات في الصّلاة هي ثلاث تكبيرات في الركعتين غير تكبيرة الإحرام، على أن تكون التكبيرات في الركعة الثانية بعد قراءة الفاتحة وسورة قصيرة، وأمّا المالكيّة والحنابلة فقالوا ستٌ في الأولى، وخمسٌ في الثانية وقبل القراءة، وهي عند الشافعيّة سبع تكبيرات في الأولى وخمسٌ في الثانية، وكذلك قبل القراءة، وقد أجمع جمهور العلماء على أنّه يُندب للإمام أن يقرأ في الركعتين "سورة الأعلى" وسورة الغاشية" وقال المالكية: تُقرأ سورة الشّمس في الثّانية، وأمَّا الشّافعية فقالوا: سورتا "ق" والقمر".[١٠]

خطبة صلاة العيد

إذا فرغ الإمام من صلاة ركعتي العيد في الوقت المحدد الذي تمّ الاتفاق عليها من قبل جمهور الفقهاء، في مسألة متى يبدأ وقت صلاة العيد وهو من بعد ارتفاع الشّمس، قام إلى المنبر يخطب بالمصلين خطبتين، يفصل بينهما بجلسةٍ قصيرةٍ، يعظهم بما يهمّهم في عيدهم، ويُذكّرهم بزكاة الفطر في عيد الفطر،[١١] بدليل ما رواه عبدالله ابن عباس قال: "شَهِدْتُ العِيدَ مع رَسولِ اللَّهِ، وأَبِي بَكْرٍ، وعُمَرَ، وعُثْمَانَ، فَكُلُّهُمْ كَانُوا يُصَلُّونَ قَبْلَ الخُطْبَةِ"،[١٢] وقد أجمع علماء المسلمين، ولا خلاف بينهم أنّ الخطبة تكون بعد الصلاة، وبناءً على ذلك فإنّ حكم خطبتا صلاة العيدين سنّةٌ عند جمهور الفقهاء، إلا أنّ المالكيّة يقولون بأنّهما مندوبتان لا سنّة، ورغم الاختلاف إلا أنّ صلاة العيد تقوم على أركان أساسيّة كما في خطبتي الجمعة إلا أن في الافتتاح يُسن التكبير، وأمّا الجمعة فتفتتح الخطبتين بالحمد.[١٣]

وقد اختلف جمهور الفقهاء في أركان خطبتي صلاة العيد، فقد قال الحنفية: أنّ لها ركنٍ واحدٍ كخطبة الجمعة وهو "مطلق الذكرالشامل للقليل والكثير" أي أنّ الخطبة تتحقق بتحميدة أو تهليلة أو تسبيحة، وقال المالكية: أنّ خطبتي صلاة العيد كخطبة الجمعة لها ركن واحد وهو أن تحتوي على أمرٍ مبشرٍ ونهي محذّرٍ، وأمّا عند الحنابلة فقد قالوا: أنّ خطبة صلاة العيد لها ثلاثة أركان، أوّلهما الصّلاة على رسول الله، وثانيهما قراءة آية من القرآن ذات معنى مستقل، وثالثهما التذكير بتقوى الله، ويعتبر الحنابلة أنّ التكبير قبل الخطبة حكمها سنة، إلا أن خطبة الجمعة الافتتاح بالحمد ركن من أركانها، وأمّا بالنسبة لمذهب الشافعية فقد أوردوا أن خطبتي صلاة العيد تتكون من أربعةٍ أركانٍ، أولهما الصلاة على النبي الكريم وثانيهما الوصية بتقوى الله بتحذيرهم من الدنيا، وحثّهم على الطّاعات، وثالثهما قراءة آية من القرآن الكريم في الخطبة الأولى من باب أولى، ويشترط أن تكون الآية كاملة إن كانت قصيرة، ويقرأ بعضها إن كانت طويلة، على أن تشتمل على وعيد أو وعد،[١٤] وأمّا رابعهما فهو الدعاء للمؤمنين والمؤمنات في الخطبة الثانية.[١٥]

سنن يوم العيد

سمّي العيد عيدًا لأنّه يعود على المسلمين بالفرح، والجوائز من بعد الطاعة، فيتساءل المسلمون ويُشغل بالهم متى يبدأ وقت صلاة العيد، وما هو هَدْي النبي الكريم في العيد، وفيما يأتي الحديث عن سنن العيد الواردة عن الرسول الكريم:

  • إحياء ليلتي العيد بالعبادة: في ليلة العيد يجب أن لا يَبقى المسلم منشغلًا في مسألة متى يبدأ وقت صلاة العيد، وينسى إحياء هذه اللّيلة من ذكر وتلاوة.[١٦]
  • التكبير: فيبدأ المسلم بالتكبير للعيد من الليل.[١٧]
  • الاغتسال يوم العيد قبل الخروج:[١٧] ودليل ذلك ما رواه نافع: "أن عبد الله بن عمر كان يغتسل يوم الفطر قبل أن يغدو إلى المصلى".
  • التّجمل ولبس الجديد:[١٨] فقد رُويَ عن ابنِ عمرَ: "أنَّه كان يلبسُ أحسنَ ثيابِهِ في العيدَينِ".[١٩]
  • أكل التّمر بعد صلاة الفجر: فقد كان رسول الله في عيد الفطر يأكل تمرات قبل أن يذهب إلى المصلى.[١٧]
  • الصلاة في العراء: فقد كان النبي الكريم يجمع كل المسلمين في مصلى واحد، ويصلي بالمسلمين في الفضاء.[١٧]
  • خروج النّساء: ودليل ذلك قول أم عطية: "أَمَرَنَا، تَعْنِي النبيَّ الكريم، أَنْ نُخْرِجَ في العِيدَيْنِ، العَوَاتِقَ، وَأَمَرَ الحُيَّضَ أَنْ يَعْتَزِلْنَ مُصَلَّى المُسْلِمِينَ".[٢٠]
  • مخالفة الطريق: كان من هدي النبي الكريم إذا جاء من طريق إلى المصلى خالف طريقه بعد الانتهاء.[١٧]

المراجع[+]

  1. "تعريف و معنى صلاة العيد في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-4-2020.
  2. ^ أ ب "صلاة العيدين"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 11-4-2020. بتصرّف.
  3. "تمهيد في تعريف العيد والحكمة من تشريعه في الإسلام"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 11-4-2020. بتصرّف.
  4. "وقت أداء صلاة العيد"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 11-4-2020. بتصرّف.
  5. "وَقْتُ أَدَائِهَا"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 11-4-2020. بتصرّف.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم: 831، صحيح.
  7. ^ أ ب "وقت أدائها قول الشافعية"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 16-4-2020.
  8. " قدر صلاة العيد"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 11-4-2020. بتصرّف.
  9. رواه الألباني ، في صحيح ابن ماجه، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 878 ، صحيح.
  10. "كيفية صلاة العيد أو صفتها"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 11-4-2020. بتصرّف.
  11. "خطبتا صلاة العيد"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 11-4-2020. بتصرّف.
  12. رواه البخاري، في صحيح البخاري ، عن عبدالله بن عباس ، الصفحة أو الرقم: 962، صحيح.
  13. "حكم خطبة العيدين"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 11-4-2020. بتصرّف.
  14. "أركان خطبتي العيدين"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 11-4-2020. بتصرّف.
  15. "شروط خطبتي العيدين"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 11-4-2020. بتصرّف.
  16. " سنن العيد أو مستحباته أو وظائفه"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 11-4-2020. بتصرّف.
  17. ^ أ ب ت ث ج "سنن العيد"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 11-4-2020. بتصرّف.
  18. "سنن العيد وهدي النبي الكريم"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 11-4-2020.
  19. رواه ابن حجر العسقلاني، في فتح الباري لابن حجر، عن -، الصفحة أو الرقم: 2/510، إسناده صحيح.
  20. " حُكمُ صَلاةِ العِيدَينِ"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-4-2020.