حكم وصل الشعر

مفهوم وصل الشعر
خلق الله -عزّ وجلّ- الإنسان في أحسن صورة، وجعل في طبيعته حُبَّ التزيّن والتّجمل؛ وقد خصَّ المرأة بالتزيّن لطبيعتها وفطرتها التي جُبلت عليها فتتزين لنفسها ولغيرها في بيتها، و عُدَّ الشَّعرُ من أكثر الأمور التي تحتاج إلى تزين بدليل حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- حيث قال: "مَن كان له شَعْرٌ فَلْيُكْرِمْه"،[١][٢] ورغم ذلك إلا أنّه قد ظهرت العديد من أشكال تزيين الشعر منها؛ وصل الشعر الذي عُرف باللغة: "بضم الشيء بالشيء أي جمعه ولأمه، وأما بالاصطلاح: فهو "اسم يطلق على الفتاة التي تصل شعرها بشعر الغير، أو التي هي الفتاة التي توصل الشعر بشعرًا آخر زورًا، والمُستوصِلة التي يوصّل لها ذلك بطلبها"،[٣] فشُرع التزين في الإسلام للمرأة ولكن بالضوابط الشرعية، لذلك سنطرح في هذا المقال حكم وصل الشعر وحكم التجارة بشعر الآدمي في الإسلام.
حكم وصل الشعر
إنَّ وصل الشعر ورد على عدة أشكال منها ما يكون بوصل الشعر بشعر الآدمي، ومنها بشعر البهيمة ومنها ما يكون بشيء آخر غير الشعر، فهذه الوصلات لها أحكام شرعية مختلفة؛ فذهب جمهور الفقهاء إلى أنّ وصل الشعر بشعرِِ آدميِِّ حرامٌ باتفاق العلماء سواء أكان شعر امرأة أو شعر رجل أو زوج أو غيرهما، واستدلوا على ذلك بحديث ابن عمر حيث قال: "أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ لَعَنَ الوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ"،[٤][٥] وأمّا ما يوصل به الشعر من شعر البهيمة فاختلفوا الفقهاء في ذلك؛ فذهب الحنفية والحنابلة بجواز وصل الشعر بشعر البهيمة، وذهب المالكية وبعضٌ من الحنابلة إلى تحريم ذلك، والشافعية قالوا: إنْ كان شعرًا نجسًا كالميتة فهو حرام،[٦] ومن الجدير بالذكر أنّه يجوز للمرأة وصل شعرها بغير الشعر؛ كالخرقة والصوف ومنهم من حرمه وأجاز الشافعية ربط الشعر بخيوطِِ من حرير لعدم النهي عن ذلك،[٧] أمّا وصل الشعر بالشعر الطاهر غير الآدمي فالمسألة على وجهين: فمن كان ليس لها زوج فحَرُم الوصل عليها، ومن كان لها زوج فكان على ثلاثة أقوال:[٨]
- عدم الجواز لظاهر الأحاديث.
- لا يحرم ولا يكره.
- إن كان بإذن الزوج فيجوز لها ذلك؛ وإلا فهو حرام.
حكم التجارة بشعر الآدمي
تُعدّ التجارة بشتى أنواعها من الأمور المباحة في الشريعة الإسلامية، لكن إنْ تعدّت إلى الإنسان وأعضاءه تصبح من التجارة المحرمة؛ لأنّ الشريعة جاءت لحفظ النفس الإنسانية وكرامتها بدليل قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ}،[٩] فالتجارة بشعر الآدمي الطاهر سواء كان حيًا أو ميتًا؛ لا يجوز الإنتفاع به ولا بيعه باتفاق العلماء؛ لما في ذلك من انتقاصِِ وامتهان لكرامة وحرمة الآدمي، قال النووي: "ما لا يجوز بيعه متصلًا لا يجوز بيعه منفصلًا، كشعر الآدمي"،[١٠] ومن يتاجر بشعر الآدمي وهو على علم بالحرمة فكسبه حرام، ومن كان جاهلًا فعليه التوبة وعدم العودة لمثل هذه التجارة للحفاظ على كرامة الإنسان.[١١]
المراجع[+]
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6493، صحيح.
- ↑ "الفتاة المسلمة والزينة"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-4-2020. بتصرّف.
- ↑ "تعريف الواصلة"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 17-4-2020.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 2124، صحيح.
- ↑ "الحكم التكليفي"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 17-4-2020. بتصرّف.
- ↑ "الوصل بشعر البهيمة"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 17-4-2020. بتصرّف.
- ↑ "حكم ضفر المرأة شعرها بالخيوط"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-4-2020. بتصرّف.
- ↑ "وصل الشعر بغير الشعر"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 17-4-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة الإسراء ، آية: 70.
- ↑ "حكم بيع شعر الآدمي"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-4-2020.
- ↑ "حكم من عمل في بيع شعر الآدمي"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-4-2020. بتصرّف.