متى يصبح الماء نجسًا

الطهارة
تُعرّف الطّهارة باللّغة: النّظافة من النّجاسة أو التّنزيه من الأحداث والأقذار الحسّيّة أو المعنويّة، والطّهارة بالمعنى الاصطلاحي: هي رفع النجاسة والخبث أو الحدث بالطّهورين المباحيْن؛ التّراب والماء، ويكون ذلك من خلال الغسل والوضوء أو التّيمُّم، فالطّهارة هي زوال المانع من الصّلاة والصّيام ونحوه الموجود بالبدن، ومن أنواع الطّهارة، الحسّيّة والمعنويّة، والطّهارة الحسّيّة: وهي إزالة النّجاسة أو الحدث من البدن؛ والحدث ينقسم إلى الأكبر والأصغر، ومثال التّطهُّر من الحدث الأكبر: التّطهُّر من الحيْض والنّفاس والجنابة ويكون ذلك بالغسل الكامل الذي يعمّ الجسد، ومثال التّطهُّر من الحدث الأصغر: إزالة النّجاسة عن الثّياب أو إزالة الغائط والبول والقيء ونحوه، ويكفي هنا رفع الخبث وتنظيفه جيّدًا والوضوء للصّلاة، ويُسمّى هذا النّوع من الطهارة؛ بشطر الإيمان، أمّا بالنّسبة للنّوع الثّاني من أنواع الطّهارة، وهي الطّهارة المعنويّة، وهو التّخلُّص من الشّرك والشّك بالدّين الحنيف عن طريق ترك المعاصي وزيادة الطّاعات والأعمال الصّالحة، وفي هذا المقال ستتمّ الإجابة عن سؤال: متى يصبح الماء نجسًا.[١]
متى يصبح الماء نجسًا
وقبل الإجابة عن سؤال متى يصبح الماء نجسًا، لا بُدّ من بيان مفهوم الماء النّجس، حيث يُعرَّف على أنّه الماء الذي خالطه شيء من النّجاسات، وينقسم هذا إلى النّجاسة المؤثّرة تأثيرًا كبيرًا على لون الماء أو رائحته، أو نجاسة يسيرة لم تغيّر بخصائص المياه، وموطن الحديث في هذه الفقرة عن نجاسة الماء المتغيّر والمُختلط بالنّجاسات، فمتى يصبح الماء نجسًا، حيث إنّ الماء يُصبح نجسًا عندما تُخالطه نجاسة تؤثّر في خصائصه كالطّعم أو الرّائحة ونحوه، وهذا الماء ينجُس سواء كان كثيرًا أم قليلًا، وهذه المسألة محلّ إجماع بين العلماء، أمّا إذا لم تتغيّر خصائص الماء إذا خالطته النّجاسة؛ كماء البحر، فهو ليس نجسًا بالإجماع، أمّا بالنّسبة للماء الرّاكد أو الجاري فهو ليس بنجس إذا لم تتغيّر أوصافه، أمّا إذا تغيّرت أوصافه بالمخالطة فيُحكم بنجاسته وهذا رأي جمهور الفقهاء، والدّليل على ذلك قول الرّسول عليه السّلام: "لا يَبُولَنَّ أحَدُكُمْ في المَاءِ الدَّائِمِ الذي لا يَجْرِي، ثُمَّ يَغْتَسِلُ فِيهِ"،[٢] وذهب بعض العلماء إلى أنّ الماء القليل منه إذا خالطته النّجاسة ولم يتغيّر فهو ليس بنجس، والدّليل على ذلك قوله تعالى: {وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاءً طَهُورًا}،[٣] ووجه الدّلالة في هذه الآية أنّ الماء الأصل فيه الطّهارة ولا ينجس إلّا بالدّلالة الواضحة.[٤]
أنواع النجاسة
وبعد أن تمّت الإجابة عن سؤال: متى يصبح الماء نجسًا، من الجدير بالذّكر أنّ النّجاسة لا تقتصر على المياه المُختلط بالنّجاسات فقط وإنّما هنالك العديد من الأنواع التي يُطلق عليها حكم النّجاسة من الحيوانات والمشروبات ونحوه، وفيما يأتي بيان بعض منها:[٥]
- الخمر: يُعدّ الخمر نجسًا عند جمهور الفقهاء، سواء تمّ تصنيعه من الشّعير أو العنب ونحوه.
- الحيوانات الحيّة: يرى الحنفيّة والشّافعيّة نجاسة الكلب والخنزير، بخلاف المالكيّة؛ فعندهم كلّ الحيوانات طاهرة.
- الميْتة: وهي من مات من نفسه أو بذكاة غير شرعيّة، ويندرج تحت هذا الإنسان والحيوان، والميْتات كلها نجسة ما عدا ميْتة البحر.
- الدّم والقيء: حيث إنّ ذلك كلّه نجس، واشترط الجمهور بالدّم أن يكون مسفوحًا أيْ سائلًا، وهذا الحكم متّفقٌ عليه بين الفقهاء.
المراجع[+]
- ↑ "الطهارة وأنواعها"، al-maktaba.org.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 239.
- ↑ سورة الفرقان، آية: 48.
- ↑ "الماء المختلط بنجاسة"، dorar.net. بتصرّف.
- ↑ "أنواع النجاسات"، www.alukah.net. بتصرّف.