معلومات عن أجهزة التنفس الصناعي

أجهزة التنفس الصناعي

هي أجهزة أو آلات تستخدم في الحالات التي لا يتسطيع فيها الأشخاص أخذ النفس بشكلٍ طبيعي والذي يتم عبر عمليتي الشهيق والزفير في إدخال وإخراج الهواء من وإلى الرئتين وتقوم أجهزة التنفس الصناعي بمساعدة هؤلاء الأشخاص عن طريق نقل الهواء من وإلى الرئتين في الحالات التي يعجز المريض جسديًا عن أخذ النفس فيها ويدفع الأكسجين إلى داخل الرئتين ويقوم بسحب ثاني أكسيد الكربون إلى خارج الجسد دون أن يقوم بعبء على جسد المريض أي دون إلحاق جهد إضافي مرتبط بصحة المريض وتستخدم أجهزة التنفس الصناعي وتنتشر في العناية المركزة والرعاية المنزلية ومراكز الطوارئ وهي من الأجهزة الضرورية جدًا التي استطاعت أن تساعد في إنقاذ حياة الكثير من المرضى واليوم أصبح الطلب متزايد جدًا على أجهزة التنفس الصناعي بسبب الجائحة التي تسبب بها فيروس كوفيد-19 والذي اشتهر بفيروس كورونا^[١].

استخدامات أجهزة التنفس الصناعي

تدخل استخدامات أجهزة التنفس الصناعي في العديد من حالات الطوارئ والحالات التي لا يستطيع فيها المريض التنفس بشكل طبيعي من تلقاء ذاته ويصبح استخدام أجهزة التنفس ضروريًا في معظم الأحيان خلال إجراء العمليات الجراحية إذ أن العمليات التي تكون بالاستعانة بالتخدير الكامل لابد من استخدام أجهزة التنفس الصناعي فيها حتى تتيح للمريض القدرة على التنفس حتى في حالة التخدير التي تعمل على شلل مؤقت للعضلات وبالتالي لن تستطيع العضلات المسؤولة عن انقباض وانبساط الرئتين بالحركة والقيام بالتنفس، وكما يتم استخدام أجهزة التنفس الصناعي أثناء الجراحة كضرورة فإن بعض الحالات تطلب استخدام أجهزة التنفس الصناعي حتى بعد الجراحة في الكثير من الأحيان وسيتم التطرق لكلا الحالتين في هذا المقال^[٢].

أثناء الجراحة

أثناء عملية الجراحة يتم إعطاء الأدوية المخدرة والتي تعمل على شلل العضلات بشكل مؤقت وهذا يعني أن العضلات المسؤولة عن عمليات الانقباض والانبساط والتي تساهم في عملية التنفس لن تستطيع أداء دورها بشكل فعّال وإيجابي لذلك يضطر الطاقم الطبي إلى وضع جهاز تنفس للمريض أثناء إعداد العملية وعند الانتهاء من إجراء العملية وأثناء عملية الإفاقة فإنه من المفترض أن يستطيع المريض العودة إلى التنفس بشكل طبيعي دون مساعدة جهاز تنفس بسبب إعطاء المريض أدوية توقف تأثير الأدوية المخدرة^[٢].

بعد الجراحة

الأصل أنه بعد إجراء العملية الجراحية يستطيع المريض العودة للتنفس بشكل طبيعي ولكن يحدث في بعض الحالات أن المريض لا يستطيع أخذ النفس بشكل طبيعي من تلقاء نفسه ويعود السبب في ذلك إلى أن المريض لا يتمتع بصحة جيدة من قبل إجراء العملية بسبب إصابة معينة أو مرض ما فمثلًا قد لا تكون صحة الرئة جيدة بما فيه الكفاية من قبل إجراء العملية وقد يحتاج المريض أخذ أجهزة التنفس بعد الجراحة بسبب أن الجراحة التي تعرض لها كانت بسبب حادثة أو صدمة كما يحدث في حوادث السيارات التي تهدد بالوفاة فتصيب المريض بحالة من العجز حيث لا يستطيع العودة للتنفس بشكل طبيعي وفي بعض الحالات يكون وضع جهاز تنفس صناعي هو من ضمن التخطيط المسبق للعملية وإجراء أساسي لمسار العملية كما يحدث مع عمليات المدخنون يحتاجون لأخذ تنفس صناعي أكثر من غيرهم من المرضى بسبب أن الرئة تكون مرهقة ومتعبة من أثر التبغ الذي يتم أخذه مع كل سيجارة حيث أن الكميات الكبيرة من التبغ والنيكوتين تتلف صحة الرئة وتضعف قدرتها على العمل بشكل طبيعي أو كما تقوم الرئة الطبيعية بالعمل^[٢].

أنواع أجهزة التنفس الصناعي

يمكن تقسيم أجهزة التنفس الصناعي إلى ثلاثة أقسام رئيسية حسب العديد من المعايير ومنها ما يأتي:^[٣]

• أجهزة التنفس الصناعي التي تعمل بالضغط، والمقصود هنا بالضغط هو ضغط الهواء المحدد مسبقًا والذي بموجبه يتم معرفة كمية الهواء التي ستدفق إلى الرئتين وبهذا يتم مساعدة المريض بالقيام بعملية الشهيق والزفير.
• أجهزة التنفس الصناعي التي تعمل بالحجم، وهي من أكثر الأنواع شيوعًا وأكثرها استخدامًا لدى البالغين ويعود السبب في ذلك إلى أن حجم المد والجزر أثناء التنفس أي ارتفاع وانبساط الرئتين يكون محدد مسبقًا ومدروس وفق أسس محددة ويتم إنهاء عمل جهاز التنفس بالحجم بعد الوصول إلى حجم محدد.
• أجهزة التنفس الصناعي حسب الزمن، حيث يتم ضبط فترة زمنية على جهاز التنفس الصناعي يستمر الجهاز خلالها بالعمل وبمجرد ان تنقضي الفترة الزمنية يتوقف عمل الجهاز ويتم احتساب هذه الفترة الزمنية بدقة وغالبًا ما يحدد الطبيب الوقت الملائم لكل حالة حيث أنه لا توجد فترة زمنية واحدة يمكن فرضها لجميع المرضى ولجميع الحالات.

آلية عمل أجهزة التنفس الصناعي

تقوم أجهزة التنفس بضخ الهواء المحمّل بالأكسجين إلى الشعب الهوائية ومن ثم تقوم الشعب الهوائية بنقل الأكسجين إلى الرئتين والشعب الهوائية تمثل في الجسم الأنابيب التي تنقل الأكسجين إلى الرئتين وتقوم بنقل ثاني أكسيد الكربون من الرئتين إلى خارج الجسم عن طريق المسالك التنفسية والتي تشمل الأنف والممرات الهوائية ( تجاويف الأنف ) والفم والحبال الصوتية والحنجرة ثاني أكسيد الكربون من القصبات الهوائية إلى خارج الجسم اي أن أنبوب التنفس يعمل كبديل للمجرى التنفسي ويتم إدخال أنبوب التنفس إلى القصبة الهوائية عن طريق إما فتحة الأنف وإما الفم، وأما في حالات الطوارئ فإنه غالبًا ما يتم إعطاء المرضى أدوية مخدرة أو أدوية تشعرهم بالنعاس حتى يتحملوا ألم وضع أنبوب التنفس الرغامي ويتم تثبيت هذا الأنبوب بالجهاز أو بالرأس بحجم يتناسب مع كل مريض، ومهما تكن الحالة أو الكيفية التي وضع فيها أنبوب التنفس إلا أن جميع الحالات تؤثر على قدرة المريض وقوته في التحدث بسبب تأثير هذه الأنابيب على الحبال الصوتية للمريض^[٤].

أجهزة التنفس الصناعي وفيروس كورونا

فيروس كوفيد-19 والذي ينتمي لعائلة الفيروسات التاجية عائلة الرئة وتتوقف عن القيام بعملها، وتضيف جمعية أمراض الصدر حديثها حول أن اأجهزة التنفس ستساعد المرضى الذين يعانون من سعال خاف أو أي مواد مخاطية تقوم بتسكير مجرى التنفس، وبالانتقال إلى الصين حيث أفادت أن المرضى الذين عانوا من فيروس كوفيد-19 لم يكونوا ليقوموا بتنفس طبيعي في الحالات الحادة دون تدخل جهاز تنفس صناعي يساعدهم على ذلك، وبهذا يمكن القول أن الخلاصة أن معظم الأشخاص المصابين بفيروس كوفيد-19 المعروف بفيروس كورونا يحتاجون لتدخل أجهزة التنفس الصناعي في الحالات المتقدمة وكذلك الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة وقد أصيبوا بالفيروس ومن التحديات التي تواجه المستشفيات اليوم هو عدم وجود أجهزة تكفي وتتناسب مع حجم المرضى والأعداد الهائلة لتي تزور المستشفيات اليوم ويوضح أحد الأطباء العاملين في أحد المستشفيات التي تستقطب أعدادًا كبيرة من الأشخاص المصابين بفيروس كوفي-19 بأن الوضع يوحي بقلق حقيقي واضطراب متزايد أمام الكم الهائل من المرضى الذين لا يجدون أجهزة تنفس صناعي تدعم حالتهم الصحية^[٥].

مخاطر التعرض لأجهزة التنفس الصناعي

ربما يبدو العنوان غريبًا حول أنه كيف يمكن أن يكون هناك مخاطر للتعرض للجهاز التنفس الصناعي في حين أن جهاز التنفس يساعد المرضى الذين لا يقدرون على أخذ النفس بشكل جيد على التنفس بطريقة صحية أكثر، ولكن ومع ذلك إلا أنه يوجد بعض المخاطر التي تترافق مع استخدام أجهزة التنفس الصناعي فعلى سبيل المثال هناك خطر للإصابة بالتهاب رئوي حاد ويعود ذلك إلى أن الأنبوب المستخدم في مجرى التنفس قد يسمح بدخول البكتيريا ونتيجةً لذلك يحدث خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي كذلك وجود أنبوب التنفس يعيق عملية إخراج السعال الذي يطرد الأوساخ من الحلق وينظف مجرى التنفس وكما أن استخدام أجهزة التنفس الصناعي تسبب القلق للأشخاص الذي يستخدمونها حيث أنه في غالب الأمر يعاني الأشخاص الذين يستخدمون جهاز التنفس من أمراض مزمنة وخطر الإصابة بأمراض أخرى مثل التهاب الرئة يسبب قلق حيث أن علاج المرض في هذه الحالة سيكون صعب جدًا ويمتد خطر جهاز التنفس الصناعي إلى إمكانية إحداث التهابات في الجيوب التنفسية ويمكن سرد العديد من المخاطر ومنها ما يأتي:^[٤]

• خطر سُميّة الأكسجين، حيث أن ارتفاع مستوى الأكسجين عن الطبيعي يؤدي إلى تلف الرئتين.
• تسرب الأكسجين إلى المساحة التي بين الرئتين وهو ما يسبب الألم وضيق التنفس للمريض.
• تلف الرئة نتيجة الضغط العالي الناجم عن جهاز التنفس والذي قد يكون أكبر من الضغط داخل الرئتين.
• من الممكن التعرض لخطر الإصابة بجلطات الدم.
• تلف الحبال الصوتية نتيجة استخدام أنبوب التنفس.

وفي حال مصادفة هذه الأعراض أو المخاطر ينبغي إخبار الطبيب المختص بذلك حتى يتمكن من تحديد المشكلة والعمل على حلها وإيقاف تفاقم المشاكل التي حدثت، حيث أن الكادر الطبي بأكمله يسعى للحفاظ على صحة المريض وتقديم الدعم والرعاية المناسبة لكافة المرضى.

مدة استخدام أجهزة التنفس الصناعي

لا يوجد مدة زمنية محددة يمكن قياسها فيما يتعلق بمدة استخدام جهاز التنفس الصناعي حيث أن أجهزة التنفس الصناعي لا تعمل على التعافي من أي مرض فهي لا تستخدم كعلاج لمرض ما ولكنها تساعد المريض بأن يتنفس في حين لا يستطيع ذلك، وتظل أجهزة التنفس الصناعي متصلة بالمريض عبر الأنابيب إلى حين أن يعتقد الطبيب المختص أن الشخص أصبح قادرًا على أخذ النفس من تلقاء نفسه فيقوم الطبيب بإجراء فحص ليتأكد أن المريض يستطيع أخذ النفس بشكل طبيعي ويتم ذلك عن طريق إبقاء الجهاز متصلًا وثابتًا حتى يتم فهم إذا ما كان المريض يستطيع أخذ النفس وفي حال أن المريض تماثل للصحة واستطاع أخذ نفسه بشكل طبيعي يتم فصل جهاز التنفس الصناعي عنه ويبقى المريض بالتأكيد تحت المراقبة من أجل ضبط وسيطرة صحة المريض وعدم تفاقم المشكلة مرة أخرى^[٦].

الإجراءات التي تساعد المريض المتصل بأجهزة التنفس الصناعي

هناك العديد من الإجراءات التي يمكن اتباعها أثناء استخدام جهاز للتنفس الصناعي تساعد المريض على الشعور براحة أكثر حتى تصبح عملية التنفس الصناعي تحاكي عملية التنفس الطبيعي بشكل أكثر ومن هذه الإجراءات ما يأتي:^[٧]

• الشفط: إجراء أو عملية تتم باستخدام القسطرة وهي عبارة عن إدخال أنبوب رفيع مجوف إلى داخل الفم وتهدف عملية القسطرة أو غدخال الأنبوب إلى المساعدة في التخلص من الإفرازات غير المرغوب بها والتي تسبب الإزعاج للمريض مثل المخاط وقد يكون هناك جزء من الدم يظهر أو يخرج، كذلك لا يمكن وصف هذه العملية بأنها مريحة بشكل كامل فقد يشعر المريض ببعض الإنزعاج من مظهر الأنبوب أو قد يشعر بالرغبة في السعال وكذلك ستطلب هذه الإجراءات من المريض أن يبقى صامتًا حيث لن يكون من السهل التحدث بوجود أنبوب داخل الفم ولكن ينبغي التأكيد على أن وجود هذا الأنبوب هو مهم جدًا لإبقاء مجرى التنفس مفتوحًا بالشكل الصحيح.
• أدوية الرش: هناك أدوية يكون من الأفضل إعطاؤها للمريض عبر أنابيب التنفس وفي الغالب تكون هذه الأدوية متعلقة بالرئة أو بمجرى التنفس ويتم وضعها أو إعطاؤها للمريض عن طريق أنابيب التنفس لأنه بهذه الطريقة تعطي فعالية أكثر.
• تنظير القصبات الهوائية: هذا إجراء مفيد آخر يمكن للطبيب الاستفادة منه باستخدام أنبوب التنفس حيث يقوم الطبيب بإدخال ضوء صغير جدًا عن طريق استخدام الكاميرا إلى الشعب الهوائية في الرئتين، وتمكنه هذه العملية من أخذ عينة من المخاط أو الأنسجة الموجودة هناك حتى يقوم بفحصها ودراستها والقدرة على إعطاء العلاج المناسب للمريض.

المراجع[+]

1. ↑ "MEDICAL VENTILATORS", www.news-medical.net, Retrieved 25-04-2020. Edited.
2. ^ ^{أ ب ت} "When a Ventilator Is Necessary", www.verywellhealth.com, Retrieved 25-04-2020. Edited.
3. ↑ "Mechanical Ventilation ", emedicine.medscape.com, Retrieved 25-04-2020. Edited.
4. ^ ^{أ ب ت} "Ventilator/Ventilator Support", www.nhlbi.nih.gov, Retrieved 25-04-2020. Edited.
5. ↑ "What Does a Ventilator Do, and How Does It Help People With Coronavirus?", www.health.com, Retrieved 25-04-2020. Edited.
6. ↑ "What Does a Ventilator Do?", www.webmd.com, Retrieved 25-04-2020. Edited.
7. ↑ "Mechanical Ventilation", my.clevelandclinic.org, Retrieved 25-04-2020. Edited.