شرح قصيدة أهلًا بعمال البلاد لعبد
عبد الكريم الكرمي
هو الشاعر الملقب بأبي سلمى، وقد عُرف في الأوساط الأدبية بلقبه أكثر من اسمه، ولد في مدينة طولكرم في فلسطين للعام 1909، عمل بحقلي التدريس والمحاماة بعد تخرجه من معهد الحقوق في القدس، عائلة عبدالكريم الكرمي عائلة مشهورة بالعلم والدين والأدب، فكان عدد كبير من عائلته أدباء وعلماء، فوالده كان فقيهًا ومن رواد النهضة العربية المعاصرة، فنشأ الشاعر على تشجيع والده له، وتغذى بلبان العلم والأدب. أبو سلمى من الشعراء الرّواد الذين سجلوا أحداث وطنهم وأمتهم بأمانة وصدق، كما أسهم أبو سلمى بالكلمة الحرة الجريئة في قضايا تلك الأحداث، اتسم شعره بالوضوح والمعنى النبيل وقوة التعبير وصدق الانتماء، وقد نظم قصائد رائعة مثل قصيدة أهلا بعمال البلاد، وكانت كل قصيدة من قصائده لوحةً رسمتها يد فنان مرهف الإحساس، وقد عبّر في شعره عن إحساسات الشعب ومعاناته وعما يجري حوله من أحداث، رحل أبو سلمى سنة 1980 تاركًا إرثًا أدبيًا مُسجلًا كل الأحداث التي مرَّ بها في عصره.[١]
شرح قصيدة أهلًا بعمال البلاد لعبد الكريم الكرمي
يتحدث الشاعر "أبو سلمى" في قصيدة أهلا بعمال البلاد عن العمال الكادحين الذين يكدحون في ثورتهم الحمراء وانتفاضتهم الباسلة ضدَّ الجوع والظلم والقهر، فالعمال يكدحون من أجل لقمة العيش، ويلوح الشاعر في قصيدة أهلا بعمال البلاد بالأعمال التي يقوم بها العمال من حماية الوطن وبناء مجده وحضارته، إلى النهضة الوطنية التي لا تتم إلا بسواعدهم وتعبهم، وفيما يأتي شرح لأبيات قصيدة أهلا بعمال البلاد:[٢]
أهلًا بعمال البلاد
- نزفُهم شيبًا ومُردا
يُرحب الشاعر بالعمال جميعًا، الشباب منهم والكبار في السن.
أنت إذا احمر الحديدُ
- حُماتها سهلًا ونجدًا
يُبين الشاعر مكانة العمال ويُذكر كيف يطوعون الحديد بالنار لينتجوا منه ما فيه خدمة للإنسان من أدوات وما شابه، فهذا العمل الصعب من المصائب فلا يوجد غير العمال يقومون به في كل بقعة من الأرض في السهل وفي النجد.
تتألقون كواكب البطحاء
- لا تحصدون عدّا
يُشبه الشاعر العمال بالكواكب التي تزين الصحراء، ويقول أن أعداد الكواكب "العمال" كثيرة لا يمكن عدها، وذكر الشاعر الصحراء لأن الكواكب تظهر فيها بوضوح.
تبنون تاريخ الجهاد
- وترفعون عليه بندا
العمال بجهدهم وعرقهم يصنعون المجد للوطن، ويرفعون مكانته بين الأمم فوق مكانته المرموقة.
من مثلكم عند اللقا
- أعلى يدًا وأعزَّ جُندا
لا يوجد أحد مثل العمال يعمل بجد وكد، فلا يوجد من ينافسهم في جهدهم وتعبهم، ولا يوجد أحد يستطيع أن يبني الوطن كما يفعل العمال، فالعمال هم الأفضل دائمًا.
عرقُ الحياة نحيله
- فوق الثرى مسكًا وندى
إن العرق الذي ينزف من جباهكم وأجسادكم نتيجة عملكم ينزل فوق تراب الوطن كالمسك يعطي الوطن رائحته الطيبة، وعطر الندى منكم لا مثيل له.
شوك الحياة نرّده
- في المنحنى فُلًا ووردا
العمل الذي يقوم به العمال في إلانة الحديد وتشكيله، والأعمال الشاقة التي يقومون بها، فهذه الأعمال تزين الوطن كما يزين الورد والفل الحدائق.
وذوائب الصحراء ننشـ
- ـرها مروءات ومجدًا
فالعمال هم من بنوا أطراف الصحراء وجعلوها صروحًا، فهذا يدلُّ على مهارتهم وجهدهم، فقد صنعوا التاريخ بأيديهم لهذا الوطن.
معاني المفردات في قصيدة أهلًا بعمال البلاد
الشاعر عبدالكريم الكرمي "أبو سلمى" في قصيدة أهلا بعمال البلاد مدح العمال وأثنى عليهم، وعبّر عن ذلك بأسلوب فني بليغ، مُستخدمًا الكلمات الفصيحة، وأحيانًا تكون هذه الكلمات تحتاج للنظر في المعجم، وهذ يدلُّ على أنَّ "أبو سلمى" من الشعراء الرواد أصحاب المعجم اللغوي الذاخر، فهو يطوع الكلمات بين يديه، كما يطوع العمال الحديد بين أيديهم، وفيما يأتي شرح لبعض المفردات:
- شيبًا: كبار السن.
- مُردًا: الشباب.
- البطحاء: الأرض المنبسطة-السهل.[٣]
- بندًا: العلم الكبير.
- مسكًا: عطر طيب الرائحة.
- نجد: المكان المرتفع.
- شوك الحياة: كناية عن ما صعب من أمور الحياة.
- فُلًا: زهر طيب الرائحة.
- ذوائب: أطراف الصحراء.
المراجع[+]
- ↑ "عبد الكريم الكرمي"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 26-4-2020. بتصرّف.
- ↑ عبدالكريم الكرمي (1978)، ديوان أبي سلمى (الطبعة 1)، بيروت: دار عودة، صفحة 55. بتصرّف.
- ↑ "البطحاء"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 26-4-2020. بتصرّف.