ما الفرق بين التمني والرجاء
محتويات
اللغة العربية
تميزت النداء، وأسلوب الاستغاثة، وغيرها من الأساليب التي انقسمت إلى إنشائية طلبية وإنشائية غير طلبية، والإنشاء الطلبي هو ما يستلزم مطلوبًا ليس حاصلًا وقت الطلب، مثال ذلك أفعال المدح والذم، والتعجب، أما الإنشاء الغير طلبي فهو ما يستلزم مطلوبًا حاصلًا وقت الطلب مثال ذلك أسلوب الأمر والنهي، وأسلوب التمني والرجاء، وسيتم توضيح الفرق بين التمني والرجاء.[١]
مفهوم التمني والرجاء
اعتنت اللغة العربية وقواعدها في تحليل المفردات والكلمات، وفي التفرقة الواضحة والدقيقة فيما بينها، مثال ذلك الفرق بين التمني والرجاء، فلكل من هذه الكلمات معناها الخاص، ذلك المعنى الذي تختص به وتتفرد في دلالته، فقيل في مفهوم التمني والرجاء، أن التمني هو طلب حصول حدث وأمر محبب، يكون هذا الأمر صعب المنال، أو مستحيل الحصول، ويكون هذا الأمر بعيدًا عن المتمني، أما الرجاء فهو عكس ذلك، إذ يدل الرجاء على طلب حصول شيء قريب الوقوع وليس بعيدًا أو مستحيل الحصول، والترجي هو ترقب حصول الشيء، بعكس التمني الذي هو طلب حصول الشيء، وفي هذا المفهوم كان بداية معرفة الفرق بين التمني والرجاء.[٢]
ما الفرق بين التمني والرجاء
ثمة علامات وضوح تدل على الفرق بين التمني والرجاء، فلكل كلمة مفهومها الذي تختلف به عن الآخر، ومن أهم علامات الفرق بين التمني والرجاء، هي أنّ التمني يكون في طلب المستحيل، أما الترجي فهو في طلب الممكن وترقب حصول الشيء، والتمني هو قريب من الأمل أي إرادة الشخص في تحصيل أمر يمكن حصوله، أما الرجاء فهو تعليق القلب بأمر في ترقب حدوثه على المدى البعيد أي في المستقبل، ومن دلالات الفرق بين التمني والرجاء أيضًا، هي أنّ التمني يورث صاحبه الكسل، فلا يسلك طريق الجهد في طلبه، وبعكسه الرجاء فهو السعي في طلب الأمر، إذن فالرجاء محمود، والتمني معلول.[٣]
التمني والرجاء في القرآن الكريم
وردت في القرآن الكريم أمثلة كثيرة حول أساليب اللغة العربية المختلفة، سواء الأساليب اللغوية أم النحوية، كذلك الأساليب الإنشائية الطلبية وغير الطلبية، مثال ذلك في الفرق بين التمني والرجاء، فقد جاء في القرآن الكريم آيات تحمل مفردات تدل على كل أسلوب فمثلًا يدل حرف ليت على التمني، كما في قوله سبحانه وتعالى: {لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا}،[٤] إضافة فقد ورد حرف لو ليدل على التمني أيضًا كما في قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا}،[٥] أما في أسلوب الرجاء فقد جاء الحرف لعل دالًا عليه كما جاء في قوله تعالى: {لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا}،[٦] والحرف عسى كما في قوله تعالى: {وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَىٰ رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ}،[٧] وغير ذلك الكثير من الأمثلة المتعددة والمتوزعة على مختلف سور القرآن الكريم.[٨]
المراجع[+]
- ↑ عبد السلام محمد هارون {2001}، الأساليب الإنشائية في النحو العربي (الطبعة 5)، القاهرة: مكتبة الخانجي، صفحة 14. بتصرّف.
- ↑ "تمن"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 27-4-2020. بتصرّف.
- ↑ "الفرق بين التمني والرجاء"، books.google.jo، اطّلع عليه بتاريخ 27-4-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة مريم، آية: 23.
- ↑ سورة البقرة، آية: 167.
- ↑ سورة الطلاق، آية: 1.
- ↑ سورة القصص، آية: 22.
- ↑ "التمني والترجي في القرآن الكريم"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 27-4-2020. بتصرّف.