آداب الصوم وفق الأحكام التكليفية

سلوك الصائم في رمضان
إنّ الله -تعالى- لا يفرض على عباده الطاعات والعبادات إلّا لمقاصد وأهداف جليلة، وكل طاعة وعبادة تعود على فاعلها بالخير والنفع، فليس الهدف من الصيام الجوع والعطش، بل استشعار نعم الله -تعالى- التي لا تُعد ولا تُحصى، والإحساس بمعاناة الآخرين ومشاكلهم، وتربية المسلم على فضائل الأخلاق والصفات، فالمسلم في صيامه يبتعد عن أي كلام لا يرضي الله -تعالى- من غيبة ونميمة وإساءة للآخرين، كما أنّ الصائم يتجنب الأفعال والممارسات المحرمة في الإسلام، فيكون بذلك الصيام تدريبٌ عملي للمسلم للرقي بأخلاقه وأفعاله، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "ليسَ الصيامُ منَ الأكْلِ والشرْبِ، إِنَّما الصيامُ منَ اللغوِ والرفَثِ، فإِنَّ سابَّكَ أحدٌ، أوْ جَهِلَ عليْكَ، فقلْ إِنَّي صائِمٌ إِنَّي صائِمٌ".[١][٢] وفي هذا المقال سيتم الحديث عن آداب الصوم وفق الأحكام التكليفية.
آداب الصوم وفق الأحكام التكليفية
لكل عبادة آداب حريٌ بالمسلم الالتزام بها، فالصيام له آداب متنوعة، وآداب الصيام تنقسم إلى واجبة ومستحبة، ومن آداب الصيام الواجبة: المحافظة على ما أوجب الله -تعالى- من العبادات الفعلية والقولية، وعلى رأسها الصلاة، فلا يعقل أن يترك المسلم الركن الثاني من أركان الإسلام أثناء صيامه، فليس الهدف من الصيام الجوع والعطش، بل الانقياد والاستسلام لجميع أوامر الله تعالى، والوصول إلى درجة المتقين، فقد قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}،[٣] كما أنّ من آداب الصيام الواجبة: اجتناب الأقوال والأفعال المحرمة جميعها، وضبط النفس حتى عند تلقي الاساءة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "قالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ، فإنَّه لي وأَنَا أجْزِي به، والصِّيَامُ جُنَّةٌ، وإذَا كانَ يَوْمُ صَوْمِ أحَدِكُمْ فلا يَرْفُثْ ولَا يَصْخَبْ، فإنْ سَابَّهُ أحَدٌ أوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ. لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ"،[٤] أما آداب الصيام المستحبة فمنها: السحور وتعجيل الفطر، وكذلك الحرص على قراءة القرآن الكريم، والدعاء، والصدقة، والإكثار من الأعمال الصالحة.[٥]
أبرز السلوكيات الخاطئة في رمضان
يمارس كثيرٌ من الناس سلوكيات خاطئة في شهر رمضان من كل عام، وينبغي على المسلم أنّ يبتعد عن هذه السلوكيات، ومن هذه السلوكيات: السهر طوال الليل والنوم طوال النهار، مما يؤدي إلى تفويت الصلوات المكتوبة والأعمال الصالحة المختلفة، ويجب على المسلم أنّ يستثمر وقته في شهر رمضان المبارك في مرضاة الله تعالى، كما أنّ من السلوكيات الخاطئة: الانغماس في إعداد الطعام والإكثار من الأكل مما يؤدي إلى التكاسل والتراخي والخمول، وكذلك بعض الناس يُضيع شهر رمضان على الالعاب والمسلسلات والبرامج بدلًا من انشغاله بالطاعات، ومن السلوكيات الخاطئة أيضًا تأجيل الفطور وتعجيل السحور، وهذا على خلاف السنة، فالسنة تكون بتعجيل الفطور وتأخير السحور.[٦]
المراجع[+]
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5376، حديث صحيح.
- ↑ "سلوك المسلم أثناء الصوم"، www.alukah.net، 03-05-2020، اطّلع عليه بتاريخ 03-05-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 183.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1904، حديث صحيح.
- ↑ "آداب الصيام"، www.islamweb.net، 03-05-2020، اطّلع عليه بتاريخ 03-05-2020. بتصرّف.
- ↑ "سلوكيات خاطئة في رمضان"، ar.islamway.net، 03-05-2020، اطّلع عليه بتاريخ 03-05-2020. بتصرّف.