أين ظهرت المدرسة البنيويّة
أين ظهرت المدرسة البنيويّة
تعود بداية المنهج البنيويّ في النقد الأدبيّ اللغويّ إلى منتصف القرن العشرين، وكان ظهوره بالتحديد في فرنسا في الستينيّات من القرن العشرين، وذلك عند قيام "تودوروف" بترجمة الأعمال الخاصة بالشكلانيّين الرّوس إلى اللغة الفرنسيّة، وقد ظهر ذلك بكتابٍ بعنوان "نظرية الأدب، نصوص الشكلانيين الروس"، فكانت حركة الشكلانيّين التي ظهرت في روسيا بين عامَيْ 1915 و1930م، هي أوّل مصادر البنيوية وأهمّها، وقد عُنيت بقراءة النصّ من الداخل؛ لأنَّ الأدب بنظهرهم يعدّ نظامًا ألسُنيًّا للواقع وليس انعكاسًا لهُ؛ ولذلك قاموا باستبعاد علاقة الأدب بالفلسفة والأفكار والتاريخ.
أمّا عن ثاني مصادر البنيويّة فهو النقد الجديد الذي ظهر في الأربعينيّات من القرن العشرين، ورأى أتباعه أنّ الشعر هو نوع من الرياضيات لا حاجة فيه للمضمون، إنّما الأهمّ هو القالب الشعريّ. ولعلّ أهم مصادر البنيويّة التي ساعدت في نشوئها هو ذيوع صيت علم اللسانيّات الخاصّ بدي سوسير الذي يعدّ رائد الألسنيّة البنيويّة ومن قام على تعريف المدرسة البنيوية، فبالرغم من عدم استعماله لكلمة "بنية" إلّا أنّهُ قد مهّد لاستقال النصّ الأدبيّ وفرّق بين اللغة والكلام، وكما اتّفق العديد من الدارسين؛ فإن العوامل التي سلف ذكرها كانت من أهم عوامل نشوء المدرسة البنيويّة.