أعراض-رمل-المثانة
محتويات
فسيولوجيا الجهاز البولي
الجهاز البولي هو أحد أهم أجهزة الجسم الحيويّة، والذي يعمل على الحفاظ على توازن المواد الكيميائية والشوارد والسوائل في الجسم، وله العديد من الوظائف الحيوية، بما في ذلك تنقية الدم من السموم والمحافظة على صحة القلب والأوعية الدموية ويساعد في السيطرة على ارتفاع ضغط الدم، ويتكوّن الجهاز البولي من الكلى والحالبين والمثانة ومجرى البول الخارجي، وتتكوّن الكلية من النفرونات والأنابيب التي تعمل على تنقية الدم وفلترته ومن ثمّ إرساله عبر الحالبين إلى المثانة التي يتجمع فيها البول، ومن ثم يخرج إلى خارج الجسم عبر مجرى البول أو الإحليل، ويصاب الجهاز البولي بالكثير من الأمراض ومن بينها رمل المثانة، وسيتحدّث هذا المقال عن أعراض رمل المثانة.[١]
رمل المثانة
رمل المثانة أو ما يُسمى بحصى المثانة، هي عبارة عن جزيئات معادن متبلورة متجمّعة في المثانة، ويمكن أن تحدث هذه الحالة إذا لم يتم إفراغ المثانة بالكامل بعد التبوّل، فيصبح البول المتبقي مركّزًا وتتحوّل المعادن الموجودة داخل السائل إلى بلّورات، وفي بعض الأحيان، يتم التخلّص من رمل المثانة بتمرير البلورات وهي لا تزال صغيرة جدًا، وفي هذه الحالة لا تظهر أعراض رمل المثانة، وفي أوقات أخرى، يمكن أن يتعلّق رمل المثانة على جدار المثانة أو الحالب، وإذا حدث ذلك، فإنّ المزيد من البلورات المعدنية يتجمّع تدريجيًا، لتصبح أكبر مع مرور الوقت، ويمكن أن تبقى هذه البلورات أو الحصوات في المثانة لبعض الوقت، ولا تسبب أعراض رمل المثانة دائمًا، وغالبًا ما يتم كشفها عند إجراء الأشعة السينية لأسباب طبية مختلفة، وإذا كانت حصى المثانة كبيرة فقد يحتاج الشخص إلى إزالتها من قبل الطبيب المختص.[٢]
وفي بعض الأحيان تنمو حصوة واحدة فقط، وفي حالات أخرى قد تتشكّل مجموعة من الحصى التي تختلف في الشكل والحجم، فبعضها كروي تقريبًا بينما البعض الآخر يمكن أن يكوّن أشكالًا غير منتظمة، ويكون أصغر حصى المثانة بالكاد مرئيًا للعين المجرّدة، ولكن بعضها يمكن أن ينمو إلى حجم كبير للغاية، ووفقًا لموسوعة غينيس للأرقام القياسية، فإنّ أكبر وزن وصلت إليه حصوة المثانة حوالي 2 كيلو غرام وقياسها 17.9 × 12.7 × 9.5 سم.[٢]
أنواع رمل المثانة
قبل معرفة أعراض رمل المثانة من المهم التطرّق للحديث عن أنواع الرمل أو الحصى الذي يتشكّل في المثانة أو مناطقة الجهاز البولي المختلفة بشكل عام، وبعض الحصوات تكون صغيرة ويمكن أن تخرج بدون أية أعراض أو ألم، وبعضها يمكن أن يؤدّي إلى ظهور أعراض رمل المثانة، وتكون أنواع الرمل أو الحصى الذي يتشكّل في المثانة كالآتي:[٣]
- الكالسيوم: هي أكثر أنواع الحصى أو الرمل شيوعًا وتتكوّن من أكسالات الكالسيوم.
- حصوات حمض اليوريك: والتي تتطوّر عندما يتركّز حمض اليوريك في البول.
- حصى السيستين: والتي تعدّ نادرة الحدوث.
- الحصى الستروفيتية: هي الحصى الأقل شيوعًا وتسببها بعض أنواع البكتيريا التي تصيب الجهاز البولي.
أسباب رمل المثانة
قبل الحديث عن أعراض رمل المثانة لا بدّ من ذكر الأسباب التي تؤدّي إلى تشكّلها، فقد يتكوّن رمل المثانة كعرض من الأعراض الثانوية لمشكلة كامنة في المسالك البولية الكامنة، وهناك عدّة عوامل أو حالات مرضية تساهم في تشكيل برمل المثانة، وهي كالآتي:[٤]
- الإصابة بعدوى ما: يمكن للبكتيريا والكائنات الحية الأخرى أن تسبب التهابًا في المثانة، وتعدّ عدوى المسالك البولية سببًا شائعًا لرمل المثانة، وعلى الرغم من أنّ الإحصائيات تدلّ أنّ الرجال يصابون برمل المثانة بنسبة أكبر، إلّا أنّ النساء تصبن بالعدوى أكثر من الرجال، وذلك بسبب قصر الإحليل لدى الإناث، ممّ يسهل دخول البكتريا إلى الجهاز البولي.
- تلف مجرى البول: يمكن أن يتلف مجرى البول بسبب عدوى ما أو مرض أو صدمة، وقد يتضيّق ويعيق خروج البول من الجسم، وبالتالي يتشكّل رمل المثانة.
- تضخم غدة البروستاتا: تحيط غدة البروستاتا بالمجرى البولي، وعندما تتضخّم غدة البروستاتا، يمكن أن تضغط على ذلك المجرى وبالتالي لا يخرج البول بشكل كامل من المثانة ممّا يؤدّي إلى تشكل رمل المثانة.
- المثانة العصبية: وهي حالة تؤثّر على الأعصاب التي تنقل الرسائل من الدماغ إلى عضلات المثانة، وقد تمنع إصابة أو تلف هذه الأعصاب الدماغ من إخبار عضلات المثانة بالتقلّص والتوسّع من أجل التبوّل، ممّا يمكن أن يسبب بقاء البول في المثانة وتشكيل الرمل والحصى.
- ضعف المثانة: قد تصبح جدران المثانة ضعيفة في بعض المناطق ويمكن أن تشكّل أكياسًا منتفخة، ويمكن للبول أن يتجمّع بداخلها ويشكّل رمل المثانة.
- حصى الكلى: يمكن أن تتشكّل الحصى الصغيرة في الكليتين وتنتقل إلى أسفل الحالب ومن ثمّ إلى المثانة.
أعراض رمل المثانة
تختلف أعراض رمل المثانة من حالة لأخرى تبعًا لاختلاف نوع وشكل وحجم حبيبات الرمل أو الحصى المتشكّلة داخل المثانة، وقد لا تظهر أعراض رمل المثانة في البداية وعلى الفور، ولكن إذا أصبح ذلك الرمل يهيّج ويزعج المثانة، فيمكن أن تبدأ الأعراض بالظهور، وتكون أعراض رمل المثانة على الشكل الآتي:[٢]
- الشعور بعدم الراحة أو الألم في القضيب عند الذكور.
- انتظام عملية التبوّل أو توقّف التدفق بشكل مفاجئ.
- قد تستغرق بداية عملية التبوّل وقتًا أطول.
- الشعور بألم أسفل البطن.
- الشعور بالألم والانزعاج عند التبوّل.
- ملاحظة وجود دم في البول.
- يصبح البول غائمًا أو غامقًا بشكل غير طبيعي.
عوامل خطر الإصابة برمل المثانة
بعد الحديث عن أعراض رمل المثانة التي قد ترافق هذه الحالة المرضية، والتي وإن ظهرت يجب استشارة الطبيب على الفور، والأسباب التي يمكن أن تؤدّي إلى تكوينها، من المهم الحديث عن عوامل الخطر التي تزيد احتمالية تشكّل الرمل أو الحصى داخل المثانة، وهي على الشكل الآتي:[٢]
- العمر والجنس: حيث يصاب الذكور برمل المثانة أكثر من الإناث، وخاصة مع تقدّمهم في العمر.
- الإصابة بالشلل: إنّ الأشخاص الذين يعانون من إصابات خطيرة في العمود الفقري ومن فقدان السيطرة على العضلات في منطقة الحوض غير قادرين على تفريغ المثانة بشكل كامل، وبالتالي قد يؤدّي بقاء البول في المثانة إلى تشكيل الحصى وظهور أعراض رمل المثانة.
- انسداد مخرج المثانة: وينتج ذلك عن أي حالة مرضية تمنع تدفّق البول من المثانة إلى خارج الجسم، وقد يُسهم في ذلك الكثير من العوامل، وأكثرها شيوعًا هو تضخّم غدة البروستاتا.
- جراحة تكبير المثانة: إذ يمكن أن يؤدّي نوع من العمليات الجراحية التي تُجرى لعلاج سلس البول عند النساء إلى تكوين رمل المثانة.
تشخيص رمل المثانة
يلجأ الطبيب بهدف تشخيص هذه الحالة المرضية إلى معرفة أعراض رمل المثانة التي تظهر على الشخص المريض، ومن ثمّ يقوم بسؤاله عن تاريخه الطبي والصحي، وما إذا كان قد أجرى عمليات جراحية في الآونة الأخيرة أو إذا كان يعاني من تضخّم غدة البروستاتا، ومن ثم يقوم بالفحص البدني، وقد يحتاج أيضًا إلى إجراء الفحوصات والتحاليل المخبرية الآتية:[٥]
- اختبارات البول: قد تظهر اختبارات وتحاليل البول وجود أي مكونات غريبة مثل الدم أو البكتيريا أو المعادن في البول.
- اختبارات التصوير: فقد تُظهر الأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية أو التصوير بالأشعة المقطعية وجود حصى أو رمل المثانة بشكل واضح، وقد يتم إعطاء المريض سائل تباين، ممّا يساعد إلى إظهار رمل المثانة بشكل أفضل في الصور، ويجب إخبار الطبيب المختص إذا كان الشخص يعاني من أي ردّ فعل تحسّسي على مكونات ذلك السائل أو اليود أو المأكولات البحرية أو المحار.
- تنظير المثانة: هو إجراء يستخدم للنظر داخل المثانة، وتتم آليته بإدخال أنبوب رفيع مزوّد بضوء وكاميرا من خلال مجرى البول أو الإحليل إلى المثانة، ممّا يساعد في الكشف عن رمل المثانة.
علاج رمل المثانة
يقوم الطبيب المختص بعد النظر في أعراض رمل المثانة التي يعاني منها الشخص المريض، وبعد تحديد التشخيص الملائم بتحديد طريقة العلاج المناسبة، وقد يساعد أيضًا شرب الكثير من الماء في تمرير حصوات المثانة الصغيرة بشكل طبيعي ومن تلقاء نفسها، ومع ذلك، ونظرًا لأنّ رمل المثانة يمكن أن يكون ناتجًا في أغلب الأحيان عن صعوبة في إفراغ المثانة بشكل كامل، فقد لا يكفي شرب الماء بكميات كبيرة لتمرير رمل المثانة إلى خارج الجسم، وبالتالي سيحتاج المريض إلى إزالة حصى أو رمل المثانة، ويجب التنويه إلى أنّه إذا كان تشكّل رمل المثانة ناتجًا عن انسداد مخرج المثانة أو تضخم غدة البروستاتا، فمن الضروري علاج تلك الأمراض الكامنة نفس الوقت الذي يتم فيه علاج رمل المثانة، وعادة ما يتم ذلك عن طريق العمليات الجراحية، وهناك عدّة طرق للقيام بذلك والتخلّص من أعراض رمل المثانة المزعجة، وهي كالآتي:[٦]
- تفتيت رمل المثانة: وفي هذه الطريقة يتم إخضاع المريض إلى التخدير العام لأنّها قد تكون مؤلمة جدًا، وتعتمد هذه الطريقة على إدخال أنبوب صغير مزود بكاميرا صغيرة في نهايته إلى المثانة، ممّا يسمح للطبيب برؤية رمل أو حصى المثانة، ثم يتم استخدام الليزر أو الموجات فوق الصوتية أو أي جهاز آخر لتفتيت الحصوات إلى قطع صغيرة وإزالتها من المثانة.
- استئصال رمل المثانة جراحيًا: حيث يلجأ الطبيب إلى هذا الخيار العلاجي في حال كانت حصى المثانة كبيرة جدًا أو إذا كان تفتيتها صعبًا للغاية، ففي هذه الحالات، سيقوم الطبيب باستئصال رمل أو حصى المثانة جراحياً من المثانة.
علاجات طبيعية لرمل المثانة
بعد الحديث عن أعراض رمل المثانة وأسباب تشكّلها والخيارات العلاجية لهذه الحالة المرضية، من الجدير ذكره العلاجات الطبيعية التي يمكن أن تفيد في التخلّص من أعراض رمل المثانة وعلاجها، وفي الواقع لا يوجد دليل علمي مثبت أنّ هناك أعشاب يمكن أن تعالج رمل أو حصى المثانة، فقد يعتقد بعض الأشخاص أن العلاجات العشبية يمكن أن تفتت حصى المثانة وبالتالي يمكن أن تساعد في التخلّص منها، ولكن لا يوجد ما يثبت ذلك علميًا، ولكن قد يساعد شرب كميات كبيرة من الماء في التخلّص من رمل أو حصى المثانة ذات الأحجام الصغيرة، ولكن عادةً ما تكون حصوات المثانة قاسية للغاية وصعبة التفتت وتتطلّب إجراء عملية جراحية باستخدام الليزر أو الموجات فوق الصوتية أو غيرها من الإجراءات لإزالتها بشكلٍ كامل، ويجب استشارة الطبيب دائمًا قبل تناول أي علاج بديل عشبي أو غير عشبي للتأكّد من أنه آمن وأنّه لن يسبّب أي مداخلات دوائية مع الأدوية الأخرى التي يتم تناولها.[٦]
مضاعفات رمل المثانة
من الضروري عدم تجاهل أعراض رمل المثانة التي تظهر على الشخص وهي كما تمّ ذكره سابقًا، وذلك لأنّ ذلك الرمل الذي يتكوّن في المثانة يمكن أن يؤدّي إلى حدوث مضاعفات خطيرة ومزعجة، ولا بدّ من علاج رمل المثانة في حال تشخيصه فورًا خوفًا من حدوث تلك المضاعفات، ومن مضاعفات رمل المثانة ما يأتي:[٢]
- ضعف المثانة المزمن: يمكن أن تؤدّي حصى أو رمل المثانة إلى حدوث مضاعفات خطرة كضعف أو خلل وظيفة المثانة المزمن، فينتج عن ذلك أعراض مزعجة، على سبيل المثال، كثرة التبول والانزعاج وعدم الراحة، وفي بعض الأحيان، يمكن أن تمنع حصى المثانة البول تمامًا من الخروج من الجسم.
- التهابات المسالك البولية: ومن مضاعفات تشكّل رمل المثانة أيضًا، الإصابة بالتهابات المسالك البولية بشكل متكرّر، والتي تعود للحدوث بالرغم من علاجها، وذلك بسبب حصى أو رمل المثانة، وبالتالي يجب التخلّص من هذا الرمل لتزول الالتهابات.
طرق الوقاية من رمل المثانة
يتساءل الكثير من الأشخاص حول الطرق الفعّالة للوقاية من حدوث أعراض رمل المثانة المزعجة، ومن الضروري التأكيد على شرب الكثير من الماء يوميًا للمساعدة في منع المعادن في البول من التحوّل إلى بلورات وتشكيل حصى أو رمل المثانة، وبالتالي يجب سؤال الطبيب عن كمية الماء اللّازم شربها يوميًا، كما يجب التأكّد من خلال الفحوصات الدورية إذا كان الشخص يعاني من أية مشاكل في التبول، مثل الألم والتوقف والبدء بالتبوّل مرارًا وتكرارًا أو التبول كثيرًا، يجب التأكّد من عدم وجود أمراض أخرى تسبب ذلك، وفي الواقع تعدّ أفضل طريقة للوقاية من تشكيل الحصى في المثانة، هي علاج الحالة المرضية الكامنة والتي يمكن أن تؤدّي إلى الإصابة برمل المثانة، ومع ذلك لا يمكن القيام بذلك بشكل دائم، ولكن هناك بعض الخيارات، كالآتي:[٧]
- في حالة رتج المثانة: يمكن إجراء عملية جراحية لإزالة ذلك الرتج، كما يمكن علاج البروستاتا المتضخمة، والذي قد يمنع أحيانًا تكوين الرتج في المقام الأول.
- الرجال الذين يعانون من تضخم البروستاتا بشكل كبير: يمكن تناول الأدوية التي تساعد في علاج تلك الحالة، أو إجراء عمل جراحي للتخلّص من ذلك التضخّم، ممّا يقي من الإصابة برمل المثانة.
- في حال تلف الأعصاب: قد تساعد الأدوية أو القسطرة المختلفة في تقليل خطر الإصابة بحصى أو رمل المثانة في هذه الحالة.
- النساء المصابات بالقيلة النسائية: قد تكون هناك حاجة لعملية جراحية والتخلّص من هذه القيلة لدعم المثانة وغيرها من أعضاء الحوض، وبالتالي تخفيض احتمالية تشكيل رمل المثانة.
المراجع[+]
- ↑ "Urinary System: Facts, Functions & Diseases", www.livescience.com, Retrieved 04-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "All about bladder stones", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 04-11-2019. Edited.
- ↑ "What is renal colic? Symptoms and relief", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 05-11-2019. Edited.
- ↑ "Bladder Stones: Pain, Symptoms, Treatments, and More", www.healthline.com, Retrieved 05-11-2019. Edited.
- ↑ "Bladder Stones", www.drugs.com, Retrieved 05-11-2019. Edited.
- ^ أ ب "Bladder stones", www.mayoclinic.org, Retrieved 06-11-2019. Edited.
- ↑ "What Are Bladder Stones?", www.webmd.com, Retrieved 06-11-2019. Edited.