ما-هي-شجرة-الزقوم
الكفر
إنَّ الكفر في الاصطلاح الشرعيّْ هو: ما يضاد الإيمان من الأقوال والأفعال والاعتقادات، إذًا فالكفر قد يكون عملًا قلبيًا، وقد يكون كفرًا باللسان؛ فسبُّ الذات الإلهيَّة وسبُّ رسله والاستهزاء بدينه وشرعه يُعدُّ كفرًا، وكذلك بُغض الله وآياته ورسوله أيضًا من الكفر، وقد يكون الكفر عملًا ظاهريًا كسجود الإنسان لصنمٍ ونحو ذلك، والكافر هو من قام بفعلٍ من هذه الأفعال، لكن لا بدَّ من التنويه على أنَّ للكفر شروطٌ وموانع؛ ولذلك لا يمكن إطلاق مصطلح الكافر على إنسانٍ بعينه،[١] وسيتم الحديث في هذا المقال عن مصير الكافر ثمَّ سيتم الحديث بعد ذلك عن شجرة الزقوم.
صفة نار الآخرة
الكافر الذي بلغه دين الله -عزَّ وجلَّ- ودعوة رُسل الله ثمَّ لم يؤمن ومات على الكفر؛ فمصيره الخلود في النار، وقد دلَّ على ذلك عدَّة آياتٍ من كتاب الله -عزَّ وجلَّ- منها قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا}،[٢] وذلك لأنَّهم عاشوا حياتهم الدنيويَّة في كفر الله؛ فاستحقوا أن يعيشوا حياتهم الأخرويَّة في عذاب الله، وهذا من عدل الله، إذ لا يستوي من أمضى حياته في طاعة الله واتبَّاع رضوانه، وبين من أفنى حياته في المعاصي والأمور التي تُغضب الله،[٣] أمَّا مصير من لم يؤمن بدين الله لعدم سماعه بالإسلام، فهذا لا يُعذَب، ودليل ذلك قول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}،[٤] وكذلك من مات قبل البلوغ من أبناء الكافرين،[٥] وفيما يأتي صفة نار الآخرة:[٦]
- وقودها من النَّاس والحجارة، حيث قال تعالى: {فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِين}،[٧] حيث إنّ أكثر العلماء قالوا بأنَّ الحجارة هي حجارة الكبريت التي بها أنواعٍ عدة من العذاب، وهي: سرعة إيقادها، وكثرة دخانها، وشدَّة التصاقها بالأبدان، وقوَّة حرِّها.
- النّار عبارة عن دركات، تختلف كلّ دركة بحسب إجرام أهلها، ودليل ذلك قول الله تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرا}.[٨]
- نار جهنَّم ضيقة وسوداء مظلمة، حيث قال تعالى: {وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُور}.[٩]
ما هي شجرة الزقوم
إنّ من صور عذاب أهل النار في النَّار أنَّ طعامهم وشرابهم عندما يصيبهم الجوع والعطش يزيدهم عذابًا فوق عذابهم، حيث إنَّ شرابهم من الحميم الذي يُقطِّع أمعاءهم وأحشاءهم من شدَّة حرارته، وطعامهم نوعًا من الشوك المرّ النتن الذي لا يُسمن ولا يُغني من جوع والذي يُطلق عليه اسم الضريع، ودليل ذلك قول الله تعالى: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ*لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ}،[١٠] بالإضافة إلى القيح وصديد الأبدان، كما أنَّ فاكهتهم هي شجرة الزقَّوم؛ وهي شجرة مذاقها مرّ ومنظرها شنيع وفظيع وطلع رؤوسها كطلع الشياطين، ودليل ذلك قوله تعالى: {طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ *فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ }.[١١]
المراجع[+]
- ↑ "ماهية الكفر...وعلى من يطلق"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-2-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة البينة، آية: 6.
- ↑ "العدالة الإلهية في خلود الكفار في النار"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-2-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة الإسراء، آية: 15.
- ↑ "هل الكفار الذين لم يسمعوا عن الدين الإسلامي شيئا يدخلون الجنة"، www.aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 11-2-2020. بتصرّف.
- ↑ "صفة النار من الكتاب والسنة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-2-2020.
- ↑ سورة البقرة، آية: 24.
- ↑ سورة النساء، آية: 145.
- ↑ سورة الفرقان، آية: 13.
- ↑ سورة الغاشية، آية: 6.7.
- ↑ سورة الصافات، آية: 65.66.