سؤال وجواب

ما-هي-صلاة-البردين


الصلاة المفروضة

فرض الله -سبحانه وتعالى- على نبيّه -عليه الصلاة والسلام- الصلاة في السماء السابعة في رحلة المعراج في إشارةً واضحةً إلى أهميتها ومكانتها الجليلة بين أركان الإسلام الخمسة إذ تحتل الصلاة المرتبة الثانية فيها، وفرض الله على المسلمين أداء خمس صلواتٍ في اليوم والليلة على وقتها المحدّد شرعًا وقد خفف الله هذه الصلوات من خمسين صلاةً إلى خمسٍ كي يستطيع المسلم تأديتها بكل خشوعٍ وطمأنينةٍ وفي ذات الوقت السعي في الأرض لكسب الرزق وإنجاز أعماله المختلفة، وقد أطلق النبي -صلى الله عليه وسلم- على صلاتيْن من الصلوات الخمس اسم صلاة البردين، وهذا المقال يسلط الضوء على ما هي صلاة البردين.

ما هي صلاة البردين

جاء في صحيح البخاري: "أن رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قال: مَن صلَّى البردَينِ دخَل الجنةَ" [١]، وصلاة البردين المذكورة في الحديث الشريف هما: صلاتيْ الفجر والعصر، ولفظ البردين نسبةً إلى البرد أي شعور الإنسان ببرودة الطقس في غالبية أوقات السنة وقد يُستثنى منها فصل الصيف في بعض المناطق نظرًا لارتفاع حرارة الطقس، فوقت صلاة الفجر يكون الطقس أكثر فترات الليل برودةً، ووقت صلاة العصر أكثر فترات النهار برودةً إذ تبدأ الشمس بالزوال استعدادًا لغروبها، كما أنّ وقت صلاة الفجر وقت لذة النوم وتقاعس الإنسان عن القيام للصلاة والانطلاق لتأديتها في ظلمة الليل في المسجد، أما صلاة العصر فتكون إمّا وقت قيلولة الإنسان بعد تعب وعمل النهار أو مازال الإنسان في عمله ووظيفته؛ لذلك جعل الله سبحانه أجر من يحافظ على صلاة البردين دخول الجنة، فالأجر على مقدار المشقة وترك الملذات ومتطلبات الدنيا رغبةً في إرضاء الله وتأديةً للعبادة المفروضة. [٢]

صلاة الفجر

يبدأ وقت صلاة الفجر وقت ظهور البياض ناحية المشرق، ويمتدّ الضياء المتزايد نوره من الشمال إلى الجنوب وهو المعروف بالفجر الثاني أو الفجر الصادق وينتهي بطلوع الشمس، وصلاة الفجر ركعتيْ فرضٍ مسبوقتان بركعتيْ سنةٍ مؤكدةٍ يُستحب قراءة سورة الكافرون في الركعة الأولى وسورة الصمد في الثانية، ولصلاة الفجر فضلٌ كبيرٌ في حياة المسلم في الدنيا والآخرة، ومنها: [٣][٤]

  • ضمان حفظ الله ورعايته إذ إن مُصلي الفجر في ذمة الله.
  • النجاة من النار.
  • أحد اسباب دخول الجنة كما جاء في حديث صلاة البردين.
  • حضور الملائكة وشهادتهم لصلاة الفجر ومن يأديها.
  • الوعد بإتمام النور على مصلي الفجر يوم القيامة جزاءً لسيره إلى المسجد في ظلمات الليل.
  • الحصول على أجر قيام الليل بأكمله.
  • النجاة من الوقوع في النفاق.
  • رؤية الله -عز وجل- يوم القيامة وهي من أعظم ما يمنُّ به الله تعالى على عباده ولهذه الغاية يتسابق المتسابقون.
  • حصول النشاط والبركة وطِيب العيش ولين القلب للمحافظ على صلاة الفجر.

صلاة العصر

صلاة العصر واحدةٌ من صلاة البردين الواردة في الحديث الصحيح المتواتر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في صحيحيْ البخاري ومسلم، ويبدأ وقت صلاة العصر بإنتهاء وقت صلاة الظهر أي عندما يصبح ظل كلِّ شيءٍ مثله وينتهي وقت صلاة العصر باصفرار الشمس إلى غروبها -والغروب هو الوقت الاضطراري لصلاة العصر لمن اضطُّر لتأخير الصلاة لسببٍ مشروعٍ-، وصلاة العصر أربع ركعاتٍ فرضٍ سِرية أي لا يجهر الإمام بالقراءة في أيٍّ منها، ومن فضل صلاة العصر الثابت في السنة النبوية: [٤][٥]

  • صلاة العصر هي الصلاة الوسطى المذكورة في قوله تعالى:"حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ"[٦]، في إيماءةٍ إلى زيادة فضلها عن باقي الصلوات الخمس.
  • ترك صلاة العصر سببٌ في إحباط العمل وتشبيه تاركها بحال من سُلِّب ماله وأهله في إيماءةٍ إلى عظيم شأنها بين الصلوات الخمس لكن ذلك لا يقلل من شأن باقي الصلوات أو في عقوبة تارك أيٍّ منها.
  • سببٌ في دخول الجنة كونها واحدةٌ من الصلاتيْن اللتيْن جاء ذكرهما في حديث صلاة البردين.
  • شهادة الملائكة لصلاة العصر كما جاء في الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-: "تجتمِعُ ملائكةُ اللَّيلِ و ملائكةُ النَّهارِ في صلاةِ الفَجرِ، وصلاةِ العَصرِ، فيجتَمِعونَ في صَلاةِ الفجرِ، فتصعَدُ ملائكةُ اللَّيلِ، وتَثبتُ مَلائكةُ النَّهارِ، ويجتمِعونَ في صلاةِ العَصرِ، فتصعَدُ ملائكةُ النَّهارِ، وتثبُتُ ملائكةُ اللَّيلِ، فيَسألهُم ربُّهم: كيفَ تَركتُم عِبادِي؟ فيقولونَ: أتَينَاهم وهُم يُصلُّونَ، وتركنَاهُم وهم يُصلُّونَ، فاغفِرْ لهم يومَ الدِّينِ" [٧]

أخطاء شائعة عند الصلاة

أمر الله -سبحانه وتعالى- المسلمين بإقامة الصلاة إقامةً تجمع ما بين حضور القلب والخشوع والطمانينة وصحة تأدية أركانها وشروطها وواجباتها على الوجه الأكمل من غير زيادةٍ أو نقصان كي ينال المصلي الأجر الأوفى، وعلى الرغم من ذلك تصدر العديد من الأخطاء المتعلقة بالصلاة ومنها: [٨]

  • تأخير الصلاة عن وقتها حتى اقتراب موعد الصلاة التالية أو دخوله.
  • التفريط في تأدية سنن الصلاة من باب التهاون والاستعجال.
  • التقاعس عن ترديد أذكار ما بعد الصلاة، انشغالًا بأمور الدنيا وتهاونًا في أجرها.
  • التقاعس عن الذهاب إلى المسجد وتأدية الصلاة في البيت بدلًا من صلاة الجماعة.
  • التأخر في الذهاب إلى المسجد واللحاق بالإمام بعد تكبيرة الإحرام أو الركعة الولى أو قبيل انتهاء خطبة الجمعة.
  • التهاون بشأن بعض الصلوات كصلاتيْ الخسوف والكسوف وصلاة العيد وصلاة الجنازة دون سببٍ.
  • عدم الالتزام بآداب المسجد من السكينة والوقار وقلة اللغو.
  • الذهاب إلى المسجد دون العناية بالمظهر الخارجي والنظافة الشخصية.
  • النهي عن كفِّ الأكمام أو الثوب أو الصلاة دون غطاء الرأس لمن عادته ارتداؤه أو تغطية الوجه أو جزءٍ منه باللثام وما شابهه.

المراجع[+]

  1. الراوي: أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 574، خلاصة حكم المحدث: صحيح
  2. حديث: من صلى البردين، دخل الجنة،,  "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 16-02-2019، بتصرف
  3. فضل صلاة الفجر،,  "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 16-02-2019، بتصرف
  4. ^ أ ب مواقيت الصلوات الخمس،,  "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 16-02-2019، بتصرف
  5. فضل صلاة العصر والتحذير من تركها،,  "www.binbaz.org.sa"، اطُّلع عليه بتاريخ 16-02-2019، بتصرف
  6. {البقرة: الآية 238}
  7. الراوي: أبو هريرة، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الترغيب، الصفحة أو الرقم: 463، خلاصة حكم المحدث: صحيح
  8. أخطاؤنا في الصلاة،,  "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 17-02-2019، بتصرف