سؤال وجواب

ما-الفرق-بين-الظلم-والقهر


الترادف

إنّ كلمة الحزن من حيث العلوّ والانخفاض ثمّة الغمّ والغمّة والأسى والشّجن والتّرح والوجد والكآبة وإلى ما هنالك،[١] وقد ذكر العلماء المُحدثون شروطًا لقَبول التّرادف بين الألفاظ، ومنها: أن تكون الكلمتان متّحدتين في المعنى، ومتّحدتين في البيئة اللّغويّة، ومُتّحدتين في العصر، وألّا يكون أحد اللّفظين نتيجةَ تطوّر صوتيّ للّفظ الآخر، ومن المترادفات كلمتي الظلم والقهر، وسيجيب هذا المقال عن سؤال يُطرح عادةً وهو ما الفرق بين الظلم والقهر.[٢]

الفرق بين الظلم والقهر

قبل الإجابة عن سؤال ما الفرق بين الظلم والقهر، يجب أوّلًا معرفة معنى الظلم ومعنى القهر كلّ على حدة، وبعدها تصبح الإجابة على سؤال ما الفرق بين الظلم والقهر سهلةً، فالظلم في اللّغة يعني في الأصل وضع الشّيء في غير موضعه، وهذا رأس الظلم وأساسه، وأصل الظلم هو مجاوزة الحدّ والجَور، وبذلك يكون معنى الظّلم صرف الأمور إلى غير موضعها الصّحيح، وكذلك نسبة الأمور إلى غير أهلها،[٣] وأمّا القهر فمعناه في الأصل الغَلَبة والأخذ من فوق، فقَهَرَهُ تعني غلَبَهُ، والعرب تقول أخَذَهُم قهرًا؛ أيّ غلبهم وأخذَهُم من غير رضاهم، والمعنيان -الظلم والقهر- يجتمعان في معنًى وهو الأخذ عنوة، أو الأخذ ووضع الأمور في غير مواضعها، والفرق بينهما أنّ الأوّل -أيّ الظّلم- لا يحتاج إلى قوّة ولا غلَبَة، وأمّا الثّاني -أيّ القهر- فإنّه يحتاج إلى قوّة وغلَبَة وأخذٍ للأمور عنوةً، والله أعلم.[٤]

مرادفات كلمة الظلم

بعد الإجابة عن سؤال ما الفرق بين الظلم والقهر، ينبغي معرفة بعض المرادفات لكلمة الظلم، وبيان الفرق بين كلمة الظلم وغيرها، فأوّلًا هناك كلمة الجَوْر، والفرق بين الجور والظلم هو أنّ الجَور ظلم وأخذٌ للحقوق بالقهر، وأصل الجَور هو الميلان والعدول عن طريق الحقّ والاستقامة، وأمّا الظلم فهو نقصان في الحقّ، وفي ذلك فرقٌ واضح، ولذلك كان نقيض الظلم الإنصاف؛ وهو إعطاء الحقّ كاملًا دون نقصان، وكان نقيض الجَور هو العدل؛ وهو العدول إلى طريق الحقّ.

والكلمة الثانية المُرادفة لكلمة الظلم هي الغشم، والغشم تعني الظلم ولكن على غير هداية، وهذه الكلمة أكثر ما تُطلق على أولياء الأمر، فيقولون في المثل: والٍ غشومٌ ولا فتنةٌ تدوم، ويُقال له أيضًا الاعتساف؛ فغشم الشيء هو اعتسافه، وأخيرًا من الكلمات المرادفة لكلمة ظلم هناك كلمة هضم، فالهضم هو نقصان بعض الحق وليس كلّه؛ ولذلك لا يُقال لمن قد أُخِذَ كلّ حقّه قد هُضِم، وفي سورة طه يقول تعالى: {وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا}،[٥] فقال بعض أهل العلم إنّ الظلم هنا يعني أنّه قد يكون في كلّ شيء وقد يكون في جزء منه، وبذلك يكون تفسير الآية أنّه لا يُمنَعُ حقَّهُ كاملًا ولا بعضًا منه، والهضم أصله في اللغة النقصان، ومنه قيل للجزء المنخفض من الأرض: هضم، والجمع أهضام، والله أعلم.[٦]

المراجع[+]

  1. "ظاهرة الترادف عند القدماء والمحدثين"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-02-2020. بتصرّف.
  2. "لمحة عن مفهوم الترادف وشروطه"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-02-2020. بتصرّف.
  3. "تعريف و معنى الظلم في قاموس لسان العرب"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 19-02-2020. بتصرّف.
  4. "تعريف و معنى القهر في قاموس لسان العرب"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 19-02-2020. بتصرّف.
  5. سورة طه، آية: 112.
  6. "الفرق بين الظلم ومترادفاته"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-02-2020. بتصرّف.